«أبو حجاب».. حكاية عائلة أنقذت ضحايا قطار سوهاج: عملوا جسر على الترعة

كتب: محمد سعيد الشماع ورؤى ممدوح

«أبو حجاب».. حكاية عائلة أنقذت ضحايا قطار سوهاج: عملوا جسر على الترعة

«أبو حجاب».. حكاية عائلة أنقذت ضحايا قطار سوهاج: عملوا جسر على الترعة

عائلة واحدة تسكن في موقع حادث تصادم القطارين بجوار مزلقان السنوسي بقرية الصوامعة غرب السكة الحديد التابعة لمركز طهطا شمال محافظة سوهاج، كان لها دور كبير في انتشال جثث الضحايا أسفل حطام القطارين عقب وقوع الحادث الأليم، بالإضافة إلى إنقاذ العشرات من المصابين سواء بجروح بسيطة أو إصابات بالغة.

عائلة «أبو حجاب» تعيش في منازل متجاورة، يسكنها الأشقاء كل منهم مع زوجته وأبنائه يعيش داخل منزل منفصل، تفصل هذه المنازل بقضيب السكة الحديد ترعة صغيرة، حيث مثلت هذه العائلة دور البطولة في حادث تصادم القطارين، نظرًا لأنها المنازل الأقرب لمكان الحادث، لذا كانوا أول المتطوعين في إنقاذ المصابين وانتشال جثث الضحايا.

على مدخل أحد تلك المنزل يجلس كامل عبدالله بكر، 59 عامًا، برفقة شقيقه بعد انتهاء يوم طويل عصيب مروا به جميعًا بسبب وقوع الحادث الأليم أمام منازلهم، قائلا بنبرة تظهر عليها آثار التعب والإجهاد لما بذله من مجهود على مدار يوم الحادث: «كنت وقتها في المسجد عشان صلاة الجمعة وأول ما الخطيب طلع على المنبر، لاقيت عيالنا بيندهوا علينا في المسجد بسبب الحادثة»، موضحًا وهو يشير بإصبعه على مكان الحادث الذي يبعد أمتارا قليلة عن منزله الذى يسكن فيه، أن جميع أفراد العائلة كبارا وصغارا، رجالا وسيدات، اتجهوا على الفور إلى القطارين.

لجأت عائلته إلى بناء معدية بشكل بدائي من خلال جذع النخل من أجل مساعدة المصابين للوصول إلى سيارات الإسعاف، وفقا لحديث «كامل»، متابعًا: «كان الشباب أولادنا بيشيلوا المصابين والجثث على إيديهم عشان يعبروا بيهم الترعة ويوصلوا لسيارات الإسعاف، وكنا حوالي 10 بس من العائلة»، مؤكدا أنهم ظلوا يقدمون المساعدات والتطوع مع المصابين لمدة 3 ساعات كاملة.

وعن دور سيدات العائلة خلال الأزمة قال «كامل» بنبرته الصعيدية: «كان ليهم دور كبير، وهما كانوا أول ناس نبهت الكل على وجود المصابين، وكمان كانوا بيساعدوا السيدات المصابات من حادث القطارين، وبيجيبوا مياه للمصابين من البيوت عشان يشربوا».

«السيد»: الستات كانت بتجري بأزايز المياه عشان المصابين يشربوا

يسترجع شقيقه الأكبر السيد عبدالله بكر، 61 عامًا، تفاصيل الحادث المؤلم، موضحا أن صوت ارتطام القطارين ببعضهما كان شديدا للغاية أفزع جميع أهالي القرية المحيطة بمكان الحادث، وهو ما جعل أفراد العائلة بالكامل يتجهون على الفور نحو مكان حادث القطارين الذي لم يبعد سوى أمتار قليلة، قائلا: «كان أهم إننا نعمل معدية في الترعة عشان سيارات الإسعاف مكنتش عارفة تعدي وتنقل المصابين نهائي»، مشيرًا إلى أن شباب العائلة هم كانوا أصحاب الدور الأكبر في حمل المصابين والمتوفين إلى سيارات الإسعاف، «كانوا بيخلعوا الأبواب عشان يقدروا يخرجوا المصابين».

الجميع تعاون من أجل مساعدة ركاب القطارين في الخروج منه سواء رجال أو سيدات أو شباب، مضيفًا: «الستات كانت بتجري بأزايز المياه عشان يوصلوا المياه للمصابين»، مستكملا حديثه موضحًا أنه عندما شاهدوا الحادث أسرعوا باتجاهه نظرًا لأنهم أقرب منزل إلى الحادث، ونقلوا العديد من المصابين إلى مستشفى طهطا العام من خلال سياراتهم الخاصة.


مواضيع متعلقة