«مسجد النصر» فتح أبوابه لأسر مصابي قطار سوهاج.. أكل ونوم بالمجان

06:32 م | السبت 27 مارس 2021

انتهت صلاة الجمعة، وتعالى معها الضجيج، أصوات المرضى تدوي داخل مستشفى طهطا، رائحة الدم انتشرت في كل مكان، لينتبه إمام مسجد النصر المجاور للمستشفى، للحادث الأليم الذي وقع على مقربة من مدينته التي عاش وولد بها.

فاجعة حادث تصادم قطارين في سوهاج، ما أدى لوفاة 32 شخصا وإصابة 165 راكبا، كانت سببا في القرار الإنساني الذي اتخذه الشيخ محمود البنا، إمام مسجد النصر المعروف بـ«مسجد المستشفى»، بالسماح لمرافقي وأسر المرضى للمبيت فيه، تلك الليلة حتى يطمئنوا على ذويهم المصابين.

إمام المسجد: كان لازم نقدم المساعدة في الحادث ده.. وبات في المسجد أكثر من 25 شخصا

«كان لازم المساعدة».. بتلك الكلمات بدأ «البنا» حديثه لـ«الوطن»، فتزايد أعداد المصابين، وقدوم العديد من أسرهم من محافظات عدة، في وقت متأخر، ما يعني أنهم لن يتمكنوا من إيجاد مكان للمبيت، ليعلن المسجد عن فتح أبوابه للراغبين في قضاء تلك الليلة فيه.

مراتب، أغطية، وسائد للنوم، عمل الأهالي على توفيرها داخل المسجد، لتوفير نوم مناسب لأسر ضحايا حادث قطار سوهاج، حيث تبرع بها أهالي طهطا دون طلب، «أول لما قلنا إننا هنفتح المسجد لاستقبال الأسر، لقينا الأهالي بتجيب أدوات النوم من غير ما حتى ما نطلب من حد».

تبرع الأهالي بوسائل النوم وكميات كبيرة من الطعام والشراب

أكثر من 25 فردا قضوا ليلتهم الصعبة داخل المسجد، لم يغفل أهالي طهطا توفير وجبات الطعام لهم بجانب وسائل النوم، فتبرعت الأسر بالعديد من العشاء للأشخاص الذين سيبيتون في المسجد، «الأكل كان كتير جدا لدرجة أننا طلبنا من الأهالي محدش يجب أكل تانى»، تكرر مشهد الطعام الفائض عن حاجة أسر الضحايا في إفطار وغداء اليوم التالي من الحادث.

يعد ذلك الحادث هو الأول من نوعه الذي يشهده «البنا» وسكان مدينة طهطا، من حيث العدد الكبير من الضحايا والوفيات، «إحنا أول مرة نفتح المسجد لحاجة زي دي، وعمرنا ما شفنا حادث بالشكل ده والضحايا بالعدد ده».