«عايش ولا ميت».. شاب يبحث عن صديقه «بائع التسالي» بين ضحايا قطار سوهاج

كتب: كريم عثمان

«عايش ولا ميت».. شاب يبحث عن صديقه «بائع التسالي» بين ضحايا قطار سوهاج

«عايش ولا ميت».. شاب يبحث عن صديقه «بائع التسالي» بين ضحايا قطار سوهاج

عقارب الساعة تشير إلى الواحدة والنصف ظهرا، دق جرس الهاتف، يفتح المتحدث ليباغته صوت على الجانب الآخر: «هشام صاحبك كان في قطر سوهاج اللي اتخبط يا يوسف»، هول الصدمة على الصديق أكثر مما يحتمل، لم يتمالك يوسف محمد أعصابه، وهو يصرخ: «أعمل إيه يا رب» ليهرول مسرعا إلى مكان الحادث، يتحسس آثار بضاعة صديقه أو ملابسه.

فور الإعلان عن وقوع حادث تصادم قطاري سوهاج، سقط إثره 32 ضحية ونحو 165 مصابًا، سارع الأهالي إلى موقع الحادث للاطمئنان على ذويهم، منهم من عثر على أقاربه أحياء، وآخرون وجدوهم إما بين الضحايا أو المصابين، أما «يوسف» فأصابته الحيرة على صديقه: «يا ترى عايش ولا ميت؟».

على القضبان وبين العربات المتهالكة، انتشر الأهالي يبحثون عن مصاب ينقذوه، فيما سيطرت حالة من البكاء والصراخ على البعض من الذين علموا بوجود ذويهم بين الضحايا أو المصابين، والقلق يظهر على الشاب العشريني، الذي لا يعرف ما إن كان صديقه «هشام محمود» بائع التسالي، حيا أم مصابا أم من بين الضحايا، فلم يدري هل يبكي على صديقه، لاحتمال وجوده ضمن قائمة المتوفين، أم يتماسك ويتفائل خيرًا ويدعوا ربه أن يكون مازال على قيد الحياة؟.

هشام محمود، شاب عشريني يعمل كبائع للتسالي من اللب والسوداني، اعتاد بيعها في القطار على ذلك الخط منذ زمن بعيد، يوميًا يذهب لعمله صباحا، ويعود بعد منتصف الليل، ولكن أمس وعلى غير العادة حضر الليل ولم يعد، «نفسي بس استريح، إحنا بندور على اسمه في قايمة المتوفين والمصابين، وتعبت من التعب والتفكير»، بحسب صديقه لـ«الوطن».

أمل بسيط عاد إلى «يوسف» بعد أن أبلغه أحد المعارف بأنه رأى هشام ماشيا بعد الحادث، ولكن تماسكه وهدوءه ذهبا ولم يعدا، بعدما ذاق مرارة الفقد، والشك يكاد يقتله ويريد أن يجده لكي يتأكد، «مش معاه موبيل وكنت بتحايل عليه من يومين ياخد تليفوني عشان لما أعوزه أعرف أوصله، خايف ميكونش هو ويكون من الناس اللي اتصابت أو لا قدر الله جرى له حاجة، والنبي خيب ظني.. يا رب يكون حي».


مواضيع متعلقة