«سرابيط الخادم».. مقصد السياح في جنوب سيناء

«سرابيط الخادم».. مقصد السياح في جنوب سيناء
تعد قرية سرابيط الخادم، إحدى قرى مدينة ابوزنيمة بمحافظة جنوب سيناء، وتضم أقدم مناجم معدن الفيروز، سُميت بهذا الاسم لوجود عدد كبير من الكتل الصخرية أُطلق على كل منها أسم «سربوط»، أي الصخر القائم، في حين ارتبط بها اسم الخادم، وهي التماثيل المنتشرة داخل المعبد، والتى كانت تمثل الخدم بالنسبة لسكان جنوب سيناء، لذلك عُرف الموقع والمعبد باسم «سرابيط الخادم».
قبيلة العليقات هي التي تعيش في هذا المكان منذ مئات السنين وتعتني بكل التاريخ الموجود في المنطقة، تعتمد القبيلة في مصدر رزقها علي العمل مع السياح إما للصعود إلى معبد الإله حتحور أو التخييم ورحلات السفاري التي كانت تستغرق ايام في منطقة جبل التيه.
«يوسف بركات»، ابن الشيخ بركات، شيخ منطقة السرابيط، يعشق السفاري وتسلق الجبال والسفاري داخل جبال ووديان المنطقة، توارث الشاب الثلاثيني هذه الحرف من والده وأهل قبيلته، ويعرف قيمة معرفة التاريخ وشرحه للزوار، وتحديد دروب الرحلات داخل الوديان.
تشتهر السرابيط بوجود معبد الإله حتحور على قمة جبل السرابيط، أي على إرتفاع حوالي 850 مترا من سطح الأرض، أي أنه يرتفع عن سطح البحر بأكثر من 1100 متر تقريبًا، ويقع في منطقة مستوية تشبه إلي حد كبير الهضاب، وتقع على بعد 2000 متر تقريبًا إلى الجنوب من مدينة أبو زنيمة، وتحديدًا في منطقة تُسمي الرملة، حيث توجد قرية السرابيط في جنوب سيناء، ويبلغ طول المعبد حوالي 80 مترًا، وعرضه حوالي 40 مترًا، يجاوره الكثير من مغارات الفيروز الملئية بالنقوش الاثرية القديمة، بالإضافة إلي بعض أدوات العمال.
ابتكر «يوسف»، فكرة جديدة بالنسبة للمجتمع البدوي ألا وهي تعليم أطفال القرية طرق الوصول إلي المعبد مع السياح، وتحديد متطلبات المرحلة من الطعام والشراب، يقول «يوسف»، إنه دعا إلي مبادرة لتعليم الأطفال طرق الوصول لمعبد الإله حتحور لأن الوصول إليه يحتاج مهارات ولابد أن يتمتع الدليل البدوي بهذه المهارات، موضحا أنه عقد لقاءات مع أربعة اطفال تترواح أعمارهم بين 6 إلى 10 سنوات لبدء الرحلة.
وأضاف أنه قام بالشرح لهم عن هذه الحرفة التي توارثها البدو عبر الأجيال وهي مهمة الدليل البدوي حيث تعتبر من أقدم المهن واهمها فالبدو يعملون دليل الوديان والدروب وقاموا بمساعدة القوات المسلحة في حرب الاستنزاف وحرب 1973.
وأكد أن الأطفال هم مستقبل البلاد ولابد أن يتعلموا الطرق الصحيحة لأنهم عنوان لمصر وسيناء، موضحا أنه اتفق علي الذهاب إلي المعبد مصطحبا الاطفال الأربعة وهم حسين 10 سنوات، تركي 9 سنوات، ومحمد 7 سنوات، وعطوه 6 سنوات، بهدف تعلم الطرق الصحيحة للصعود والتريض كان الهدف الثاني، وقال كل طفل كانت لديه مهمة علي سبيل المثال عطوة اصغر طفل أطلقوا عليه اسم الذئب الصغير ومهمته حمل المياه والعصائر، وهناك من جري تكليفه بجمع الحطب. وانطلقت الرحلة من أمام مخيم الشيخ بركات وتوجهت الي معبد السرابيط عبر السلالم والمدقات.
وأكد أنه سوف ينظم دورة تدريبية للاطفال للقيام بمغامرة المشي، في دورب جبل التيه، وعن مسار الرحلة قال أن البداية من مخيم بركات بالسرابيط، ثم التوجه إلي نقب الراكنه، ووادى السقعانه، وادى القشيطات، وعين ابونتيجا والكانيون وادى الضال ونقع المزيرع وشجر اللوز ، وادى المغاره وعين برديه والكانيون وشرفه التيه ونقب سالم، مضيفا أن المغامره حقيقية فى رحله مشى مسافة ٦٥كيلو ولكن ماتراه ينسيك اى تعب.