أسامة القوصى: حشود «رابعة» وقعوا فى الشرك والكفر بتصديق الخرافات.. واتخذوا قياداتهم «أرباباً من دون الله»

أسامة القوصى: حشود «رابعة» وقعوا فى الشرك والكفر بتصديق الخرافات.. واتخذوا قياداتهم «أرباباً من دون الله»
قال الشيخ أسامة القوصى، الداعية السلفى، إن اعتصامى «رابعة» و«النهضة» كانا ورماً فى جسد مصر، وبفض الاعتصام أصبح هناك عيد للمصريين، وللرئيس عبدالفتاح السيسى الأجر والثواب عند الله لإقدامه على فضهما.
وأضاف «القوصى» خلال حواره مع «الوطن» أن الإخوان وحلفاءهم مفسدون فى الأرض، فجمعوا بين التجارة بالدين وصد الناس عن سبيل الله، مشيراً إلى أن منصة «رابعة» خاطبت الناس بمجموعة من الخرافات والخزعبلات لا علاقة لها بالدين، و«حشود رابعة» وقعوا فى الشرك والكفر بتصديق تلك الأقاويل، واتخاذ قياداتهم أرباباً من دون الله.
وإلى نص الحوار..
■ بعد عام على فض اعتصام رابعة والنهضة، كيف تتذكر تلك الأحداث؟
- هذا التوقيت أصبح عيداً للمصريين، فتطهير هذا المكان أتى للمصريين بفرحة، ولا شك أن إزالة تلك البؤرة الإجرامية أشبه بإزالة الورم من جسد المريض، فكان لدى مصر ورمان سرطانيان جرى استئصال الأول، وهو اعتصاما رابعة العدوية والنهضة، وبقى جزء قليل فى شبه جزيرة سيناء سيجرى إزالته بفضل القوة المناعية لدى مصر، التى تتمثل فى القوات المسلحة ووزارة الداخلية. إن تلك الجماعات استطاعت الانتشار قديماً بسبب ضعف الهوية المصرية خلال الستين عاماً الماضية، وكوّن لدى أصحاب تلك الأفكار المتأسلمة والمتأسلفة رصيداً لها، وحين اشتد الأمر عليهم تجمعوا فى ميدان رابعة وسيناء، ولكن سيجرى استئصالهم من مصر قريباً. إن أحداث شهر رمضان فى واحة الفرافرة كانت بداية لمحاولة خلق بؤرة جديدة يريدون بها فتح جبهة جديدة فى الصحراء الغربية على الحدود الليبية، لكن الجيش المصرى (المناعة الحقيقية لهذا الوطن) لن يسمح.[FirstQuote]
■ كيف تابعتم الخطاب الدينى على منصة رابعة العدوية والنهضة؟
- تعجبت من الحكومة المصرية كيف تترك حثالة البشر يجتمعون فى مكان كهذا؟ فكان يشبه المغناطيس الذى يجمع برادة الحديد، فهذا الخطاب المتطرّف أوضح لنا مدى الحقد والكبرياء والحسد على هذا الوطن، وأظهر وجوهاً قديمة تعتلى المنصة، وخاطبت الناس بمجموعة من الخرافات والخزعبلات التى صدقتها تلك الحشود المخدوعة التى ملأت إشارة «رابعة». تعجبت من ذلك وكيف لمسلم أن يصدق أن سيدنا «جبريل»، ينزل على هذا المكان، وشخص آخر يقول إنه رأى النبى يقدم محمد مرسى ليؤمهم فى الصلاة، فهذا تزييف وخرافات، ولا شك أن الله سبحانه وتعالى أراد بنا خيراً حين جمع كل تلك الكمية من البشر المتطرّفة، لكى نرى الحقيقة ظاهرة، فقد سقطت الأقنعة وظهرت الحقائق، فهم ليسوا مخلصين وحرصوا على مكاسب شخصية.
■ وماذا عن الناحية الشرعية فى خطابهم؟
- وقعت تلك الجماعات فى جهل، مارسوه على المنصة، فهناك عقول فارغة تصدّق ذلك الجدل والجهل، وهؤلاء القادة يعلمون أنهم يكذبون، ويوقعون هؤلاء المساكين فى مثلث «الجهل والمرض والفقر»، فكثير من الذين ذهبوا إلى الاعتصام كانوا متسولين، فلم نرَ متسولاً فى مدينة نصر وقت الاعتصام، فكانوا يذهبون إلى هناك للحصول على الطعام، من تجار دين، تاجروا بآلامهم، فهم يعلمون أنهم يكذبون، وصدق فيهم قول الله: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ كَثِيرًا مِّنَ الْأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ»، فهم جمعوا بين التجارة بالدين وصد الناس عن سبيل الله، فهم يكذبون على الله ورسوله وعلى سيدنا جبريل.[SecondQuote]
■ قيادات التيار الإسلامى هربت من الاعتصام إلى دولتى تركيا وقطر.. كيف ذلك؟
- أتذكر كلمتهم «سنسحقهم»، ودعوتهم للشهادة، لكنهم كانوا أول من فرّ من الميدان إلى قطر وتركيا، فهم أول الجبناء والهاربين، وأكبر شاهد على فشلهم، هؤلاء يُفسدون فى الأرض، ويصدق قول الله تعالى فيهم: «وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِى الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِى قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ (■) وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِى الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ (■) وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ»، هذه آيات المنافقين، وما أصدقها على من كان على المنصة، أما من كانوا تحت المنصة، فاتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله، فهذا نوع من الشرك والكفر، لأنهم صدّقوا تلك الترهات، وإذا رجعنا إلى الماضى سنجد أن تلك الجماعات لها سلف قديم وهم الخوارج، وهم طائفة مارقة مشهورة بتكفير المسلمين، فكفّروا الإمام على ومعاوية بن أبى سفيان، وتلك الجماعات سارت على خُطى الخوارج بنهج تكفيرى.
■ ماذا عن الرئيس عبدالفتاح السيسى؟
- «السيسى» له أجر عند الله على فض الاعتصام، وله أجر آخر على أن تلك الجماعات الإرهابية كفّرته، وهذا الموقف يشبه تكفير الخوارج القدامى للإمام على، وهو وسام على صدر «السيسى»، والرسول الكريم قال «طوبى لمن قتلهم أو قتلوه»، وقال أيضاً: «هم كلاب النار حطب جهنم»، فالذى يقتلهم مأجور ومن يقتلونه مأجور، فهم شر الخلق والخليقة، والإخوان هم الذين بدأوا القتال واستخدموا السلاح أمام الجيش، فالسلاح كان موجوداً فى رابعة، حتى لو كان البعض لا يعلم، وظهر السلاح يوم الفض، فهؤلاء الذين يحملون السلاح قال عنهم النبى، صلى الله عليه وسلم: «من حمل علينا السلاح، فليس منا».
■ وكيف تتابع تحوّل شباب الإخوان إلى العنف؟
- حين يجد الإنسان نفسه خسر كل شىء فإنه يلجأ إلى الأسوأ، فالإخوان مفلسون فكرياً، ووصلوا إلى مرحلة الإفلاس العملى، ولا ننسى أن هؤلاء ليسوا الفاعلين الحقيقيين، بل هم أداء للمؤامرة التركية - الأمريكية - القطرية - الصهيونية، فهم أداة للخارج، فمعظم الذين فى «داعش» من «حازمون»، وفقاً لخبير دولى، وهم لجأوا إلى العنف، حين شعروا بأنهم خسروا كل شىء، فقتلى الإخوان ليسوا شهداءً، بل الشهداء هم جنود الجيش المصرى، والإخوان كلاب أهل النار وأبعد ما يكونون عن لفظ الشهداء، فهؤلاء يُفسدون ولا يجاهدون، بل يقتلون الأطفال والناس، فلا نصيب لهم فى الدين أو الجهاد، وفى غزة يُقتل الأبرياء المدنيون، من النساء والأطفال والشيوخ، فهم يتاجرون بدماء الناس، كما لا ننسى الأكفان التى خرجت من ميدان رابعة ووُضعت على المنصة ثم مسجد الإيمان، وكان عمرها 15 يوماً قبل الفض، فهم يتاجرون بدماء البشر والآمنين، كما يحدث فى غزة.
■ الإخوان قالوا إن فض اعتصامى «رابعة والنهضة» كان حرباً على الإسلام؟
- تمثيلية مكررة قديماً وحديثاً، فحين ألقت الدولة القبض عليهم فى عهد الرئيس جمال عبدالناصر بكوا على مسجونيهم وقالوا إن «عبدالناصر» يحارب الإسلام والمسلمين ونفس الشىء حدث مع الرئيس محمد أنور السادات، وانتهى بقتله واغتياله، والشىء نفسه يتكرر مع الجيش المصرى، فالإخوان ضد الإسلام ويسيئون إليه، فتسببوا فى انحراف كثير من الشباب، واتجهوا إلى الإلحاد، فبعض الشباب خرجوا يتحدثون بأشياء لا نعلم عنها شيئاً، كمن خرج ليُشكك فى «صحيح البخارى»، فالإخوان مسئولة عن تلك الأفعال الشنيعة.[ThirdQuote]
■ وما نصيحتك إلى شباب الإسلاميين؟
- أنصحهم بأن يعودوا إلى أحضان الوطن، ويرجعوا من ربعانيتهم إلى حضن الوطن، ويتوبوا إلى الله.