«السيد» على اسم حبيبه.. 50 سنة في حضرة «البدوي» حالما بلقب «خادم المقام»

«السيد» على اسم حبيبه.. 50 سنة في حضرة «البدوي» حالما بلقب «خادم المقام»
- مسجد السيد البدوي
- زيارة مقام البدوي
- زيارة الأضرحة
- زيارة مقام السيد البدوي
- مسجد السيد البدوي
- زيارة مقام البدوي
- زيارة الأضرحة
- زيارة مقام السيد البدوي
هنا في مدينة ينام أهلها ويستيقظون مرددين «شي الله يا سي السيد»، ولد ذلك الطفل الذي أُطلق عليه الاسم تيمنًا بـ«السيد البدوي»، فأصبح عاشقًا له منذ طفولته، يلجأ إليه ويرتاح في كنف مسجده، ويحفظ القرآن بداخله، وكلما تقدم ذلك الصغير في عمره كبر معه حلمه أن يكون خادمًا لمسجد ذاب في حب صاحبه، حتى باتت معيشته وعمله بمقام، يتوحد فيه مع صاحب الكرامات في تكليل لرحلة من الحب الرباني، تشابه فيه «سيد» مع ولي المقام في الاسم والمصير.
منذ طفولته نشأ في قلبه حب مقام «السيد البدوي» والذي يقع في داخل مسجد السيد أحمد البدوي في مدينة طنطا بمحافظة الغربية، السيد عبدالرازق، ذلك الرجل الخمسيني الذي سماه والده بهذا الاسم تيمنًا بالقطب الصوفي، والذي ذكر كتاب «الطرق الصوفية في مصر»، أنه قدم إلى طنطا في عام 634 هجريًا في عهد الدولة المملوكية، وعاش بها 41 عامًا حتى وفاته في 675 هجريًا.
رجفة في القلب أنتابت ذلك الطفل الصغير في زيارته الأولى للمقام، يسمع بأذنه الصغيرتين تمتمات الدعاء والتضرع أمام المقام، ومعها يشعر كأنما تطوف روحه إلى السماء، تلك المشاعر التي انتابته في أول زيارة له، كانت سببًا في زيارته الدائمة له قبل بدء يومه الدراسي للدعاء أمام المقام، وبعده خروجه لقرائه الفاتحة، «أنا أول لما شفت المسجد والمقام حبيته، وتمنيت إني أكون شغال في المسجد ده من طفولتي».
في مرحلة الأعدادية لم يكمل «السيد» تعليمه، ليعاون والده في عمله بالزراعة بعد أن تزوج جميع اشقائه الكبار، وبجانب عمله مع والده كان يعمل في مقام ومسجد العراقي بقريته، بناء على رغبة والده، ليظل طوال خدمته فيه يحلم بخدمة المقام الذي يحمل اسم صاحبه «السيد البدوي»، والذي يزوره بصفة مستمرة دون التفكير في تلك المسافة البعيدة الذي تفصله عنه، «فضلت على كده سنين طويلة».
«السيد»: انتقلت له من عند ربنا بعد سنين من الاشتياق.. وشفت كراماته بنفسي
مقام ومسجد العراقي كان سبيل «السيد» نحو الحلم الذي طالما تمني تحقيق، ففي عام 2007، أعلنت هيئة الأوقاف عن حاجتها لعمال بالمساجد، وكان من بين الفائزين في تلك الاختبارات، وبدأ عمله في وظل يتنقل بين مساجد طنطا، حتى جاء عام 2017، وفيه انتقل للعمل بمسجد السيد البدوي، بعدما صدر قرار نقله إلى هناك، «مكنتش مصدق نفسي، فجأة الحلم اتحقق وبقيت شغال جنب حبيبي اصلي وادعي كل يوم وقضي وقتي كله معاه».
طوال فترة تردد «السيد» لزيارة المسجد والمقام سمع العديد من الحكايات وكرامات «السيد أحمد البدوي» من محبي الإمام، كان أبرزها ما يتعلق بالرئيس السادات ونصر أكتوبر، تلك الرواية التي أكدها كتاب «عرفت السادات» للدكتور محمود جامع، وقال فيها إن إمام المسجد هو من بشره بنصر أكتوبر «كان السادات عالقًا بالعارف بالله البدوي، فكان يزوره قبل القرارات المهمة والمصيرية تبركًا به، وزار المسجد قبل انتصار حرب أكتوبر، وبشره إمام المسجد بالنصر».
للرجل الخمسيني نصيب من كرامات «السيد البدوي»، منها حين كان يلجأ للمقام ليدعوا لله في حال تعرضه لأي أزمة أو للدعاء لنجاح ابنائه في مسيرتهم الدراسية، أو عند اختيار قرار مصيري، «اللي يقرب ويعيش جنب الناس دي عمره ما يتعرض لأي أذي ويبقى مطمئنًا».