جاكي شان الفيوم.. «عشري» شيف شاورما يحلم باحتراف الـ«MMA» في أمريكا

كتب: محمد خاطر

جاكي شان الفيوم.. «عشري» شيف شاورما يحلم باحتراف الـ«MMA» في أمريكا

جاكي شان الفيوم.. «عشري» شيف شاورما يحلم باحتراف الـ«MMA» في أمريكا

«أنا اشتغلت كل حاجه سباك وسواق ومساعد بنا ومساعد نقاش ومساعد شيفات شاورمة ومساعد مبلط وحمال وعتال، عشان أوصل لحلمي وأكمل وأحترف، ومش هسيب حلمي غير لما أحققه»، بتلك الكلمات البسيطة ولكنها في نفس الوقت تحمل الكثير من معاني الإصرار والإرادة، يمكن تلخيص حكاية الشاب عمرو عشري، البطل الرياضي ابن محافظة الفيوم، الذي يحلم باحتراف رياضة الـ Mma، والتي تعني فنون القتال المتنوعة.

ويكشف «عشري»، في بداية حديثه لـ «الوطن»، عن أن حكايته مع تلك الرياضة العنيفة بدأت منذ أن كان طفلا في الثانية عشر، من خلال أفلام الأكشن، التي كان يشاهدها، حيث انبهر حينها بحركات نجوم الأكشن العالمين، أمثال جاكي شان، بروس لي، وجيت لي، قائلا: «مكانش فيه فيلم أكشن مبتفرجش عليه وكنت بعمل زي ما بيعملو في الأفلام من تدريبات وتكسير طوب وأي أكشن كنت بعمله لدرجة إنى كنت ممكن أتسلق البيت بتاعنا من على الحيطة لحد الدور التاني أو أنزل بالحبل من فوق زى ما بشوف في الأفلام بالظبط».

حينها أدرك والده موهبة نجله وشغفه، فألحقه بمدرسة تعليم رياضة الكونغ فو، شرط ألا يؤثر ذلك على اهتمامه بدروسه ومدرسته، لأنه كان يحلم أن يرى نجله مهندس ميكانيكا، كما يوضح الشاب الفيومي، مضيفا: «والحمد لله كنت ماشي ممتاز جدا في تدريباتي ومذاكرتي، والحمد لله مكملتش 3 شهور تدريب كونغ فو، وكان بقى عليا العين والكابتن اللي كان بيمرنني وكابتن صاحبه اتراهنوا على اللي يضربنى بالبوكس في بطني والضربة توجعني، وطبعا الحمد لله فزت بالرهان وبطني كانت حديد، الكابتن حددلي بطولة في إسكندرية لأني كنت ممتاز في تدريباتي جامد بس والدي كان خايف عليا جامد مارضيش يوديني البطولة».

ولأن الحياة دائما ما تضعنا أمام اختيارات واختبارات صعبة، وجد «عشري» نفسه بعد الإعدادية، أمام خيارين أصعب من بعضهما، الأول يضحي بحلم والده أو بحلمه بالرياضة، فاختار التضحية بالتعليم، حتى يستطيع أن يعمل ويوفر لأسرته أموال تساعد في تربيه أشقائه وتعليمهم، متابعا: «كان لازم واحد يضحي، اخترت إني أضحي، وقولت أختصر الطريق ودخلت ثانوي صناعي، اخترت قسم سيارات بقيت كل أيام الدراسة شغل على عربيات الفول، مبروحش المدرسة إلا  أيام العملي وعلى الامتحانات».

ويواصل:  «والحمد لله خلصت ثالثة صنايع وجبت مجموع كويس والحمد لله وسافرت 6 أكتوبر فضلت شغال وكان كل حلمي إني اوصل ديزرت فورس اللي على الـmbc  أكشن بس مكنتش أعرف الطريق اللي يوصلني ليه».

تأدية الشاب الفيومي للخدمة العسكرية، والتحاقه بالجيش بعد المرحلة الثانوية، كان له عامل مساعد أيضا في تكوينه من الناحية الجسمانية، وإكسابه قوة إلى قوته البدنية والتحملية، حسبما أشار، لينهي بعد ذلك مدة خدمته العسكرية،و تبدأ حكاياته مع تلك الرياضة، منبها: «خرجت من الجيش، انتبهت بقا لبيتنا اللي كان خربان خالص وفيه حيطان بالطوب الني، وبقيت بشتغل عشرين ساعة وبقيت بجيب فلوس كويسه جدا».

ويستطرد: «وسافرت على الجيزة، اشتغلت وبدأت أبعت فلوس لوالدي عشان يظبط البيت، وبدأت بقا أدور وأبحث عن الرياضة بتاع القفص الست أضلاع دي ألاقيها فين كنت مسميها كدا ماكنتش أعرف ان اسمها mma».

ويكمل: «وقابلت أول كابتن جبته عن طريق النت بيمرن حاجة اسمها كونغ فو ساندا روحت اتمرنت معاه فترة كبيرة، وبقيت مميز جدا، كانت فيه بطولة المحافظات اللي تأهلك لبطولة الجمهورية دي كانت أول بطولة ليا بتاع المحافظات دي، الحمد لله كسبت الاتنين اللي لعبت معاهم كان وزني 73  كيلو، الكابتن قالي تلعب80 قولت ألعب، لعبت وكسبت الحمد لله مافهمنيش إني لازم يبقا وزنك 80 برضو في بطولة الجمهورية، روحت البطولة خد أوفر ميزان لأني وزني كان72»، ويؤكد أنه حينها شعر بحزن شديد، مصرحا: «اتكسرت بصراحة ساعتها، ورجعت وأنا حاسس إن الدنيا كلها اتقفلت في وشي».

هذا الموقف لم يفقده إيمانه بنفسه ولا بحلمه، حيث بدأ يعود من جديد إلى تمريناته، لأول مرة عرف حينها أن الرياضة، التي يحلم باحترافها تسمى Mma، حسبما أعلن، مشيرا إلى أنه بدأ حينها مرحلة أخرى من البحث وتعلق بإيجاد مدرب لتلك اللعبة، كاشفا عن أنه تعرض في بداية الأمر إلى الكثير من عمليات النصب، حتى وجد ضالته في أحد المدربين، قائلا: «والحمد لله لقيت كباتن الـmma  فى مصر وروحت أتمرن معاهم، لكن الحصص كانت غالية جدا، يعنى الحصة عاملة 100 جنيه بس، وكمان المصاريف اللي كانت مطلوبة مني كانت كتيرة، وساعتها بقيت بفحت في الصخر عشان أعرف أتمرن مع الكابتن».

ونتيجة هذا الاجتهاد حصل «عشري» على أول فرصة للمشاركة في بطولة خاصة بتلك الرياضة، متابعًا: «ولعبت أول بطولة mma وكسبت الحمد لله، بس كان اشتراك البطوله 500 جنيه، استلفتهم وكمان استلفت فلوس ثانية، عشان أجيب اللبس بتاع البطولة».

ويتابع: «ومن هنا بقت بطولة فى بطولة»، لكن التزامه بمصاريف زواج شقيقته بالإضافة إلى مصاريف زواجه أيضا وتجهيز شقته، كل ذلك كان يعطله بعض الشيء عن استكمال حلمه، حتى صاحب العمل خيره بين الرياضة أو الالتزام بعمله، فاختار الرياضة من جديد، كما يؤكد.

حينها علم أن الطريق الوحيد ليصل إلى العالمية بهذه الرياضة، هي أن يسافر للخارج، فبدأ مشوارا طويلا من العمل حتى يوفر الأموال التي تساعده على تحقيق هذا الحلم، وأن يسافر بالخارج، وبالفعل نجح في إدخار نحو 70 ألف جنيه، لكن كل تلك الأموال، ذهبت في الإنفاق على علاج والده، الذي باغتته الأمراض في تلك الفترة، بسبب تشخيصات خاطئة من بعض الأطباء، كما يشدد «عشري»، مؤكدا أنه سيظل مواصلا طريقه حتى يصل إلى هدفه، معربا عن أنه يتمنى أن يسافر أمريكا لاحتراف تلك الرياضة، وأن يساعده أحد في التواصل مع منظمة الـ «UFC».


مواضيع متعلقة