بروفايل| حيدر العبادى المهمة الصعبة

كتب: محمد حسن عامر

بروفايل| حيدر العبادى المهمة الصعبة

بروفايل| حيدر العبادى المهمة الصعبة

ظهر اسمه فى وسائل الإعلام فجأة، لأنه لم يكن مطروحاً منذ البداية للخروج من الأزمة التى تهدد بانقسام بلاده وتفتتها إلى 4 دويلات على الأقل، ورغم ذلك يراه الكثيرون «المنقذ الوحيد» ويصفونه بـ«التواضع» و«انفتاح العقل» والإيمان بالحوار».. هو رئيس الوزراء العراقى المكلف حيدر العبادى، أكثر الأشخاص السياسيين قبولاً فى العراق، ليس فقط على المستوى الداخلى، وإنما على المستوى الدولى والعربى، فور تكليفه بمهام منصبه الجديد سارعت القوى العالمية إلى الترحيب به لإنقاذ ما يمكن إنقاذه فى العراق. «العبادى» يتبع الحزب نفسه الذى يقوده رئيس الوزراء السابق نورى المالكى الذى يحمّله البعض مسئولية التدهور الحاد الذى وصلت إليه العراق، لكن الآمال معلقة عليه الآن فى الخروج من النفق المظلم الذى دخل فيه العراق منذ أشهر، وزادته سيطرة تنظيم «داعش» على أكثر من ثلث البلاد بجانب سد الموصل. تنتظر الرجل مهمة صعبة لا ريب، لكنها ليست مستحيلة. لم يكد يمر يومان على إعلان تكليف «العبادى»، حتى توالت الأزمات فى العراق، إذ رفض «المالكى» التخلى عن المنصب وتسليمه إلى رئيس الوزراء الجديد، الذى تعرض لمحاولة اغتيال بالقرب من منزله فى بغداد، ويعد العبادى أول مسئول عراقى يحظى بدعم إيرانى وسعودى فى الوقت نفسه، ومؤخراً أنهت إيران تحالفها الذى دام 8 سنوات مع «المالكى». «العبادى» شيعى المذهب، من مواليد 11 أغسطس عام 1952، عاش حياته كلها تقريباً أو الجزء الأكبر منها فى بريطانيا، مهندس حاصل على الدكتوراه من جامعة «مانشستر» البريطانية فى مجال الهندسة الكهربائية، أما والده فهو الطبيب جواد العبادى، الذى شغل منصب مدير مستشفى الجملة العصبية فى العاصمة «بغداد» ومفتش عام وزارة الصحة، قبل إحالته إلى التقاعد فى 1979، ضمن قائمة تضم 42 طبيباً بحجة عدم ولائهم لنظام «البعث». انضم «العبادى» إلى حزب الدعوة وهو ابن 15 سنة فى عام 1967، ثم تدرج فى المناصب داخله إلى أن أصبح متحدثاً باسم الحزب فى المملكة المتحدة والخارج، خصوصاً لوسائل الإعلام الأجنبية. وشغل منصب وزير الاتصالات فى أول حكومة انتقالية أعقبت سقوط نظام صدام حسين عام 2003، وأدار العديد من الملفات الاقتصادية والأمنية بعد انتخابه نائباً فى البرلمان العراقى فى 2005، حتى انتخب فى يوليو 2014 نائباً أول لرئيس البرلمان العراقى. وفى الوقت الذى تسود فيه حالة من التفاؤل داخل العراق بعد اختيار «العبادى» رئيساً للوزراء يخشى البعض من استمرار حالة التدهور بعد تمسك المالكى بالمنصب وإصراره على تحقيق الوحدة الوطنية بين طوائف الشعب العراقى.