بريد الوطن.. بين إدارة المخاوف والتغلب عليها

بريد الوطن.. بين إدارة المخاوف والتغلب عليها
دعنا نتخيل أن شخصاً ما قد ذهب للتنزه، وقرر أن يسير بمفرده فى أحد الشوارع المهجورة التى يسكنها اللصوص دون خوف، بحجة أنه نجح فى التغلب على مشاعر الخوف والقضاء عليها تماماً بعدما أدرك أن الخوف هو عدو الإنسان الأكبر، فهل يُعقل ذلك؟
هناك فهم مغلوط يخلط بين إدارة المخاوف والتغلب عليها، فالبعض يذكر مفهوم الخوف بشكل غير دقيق من الناحية العلمية، فكل إنسان خلق بالفطرة بالكثير من المشاعر الأساسية لحمايته وسلامته، وأحد تلك المشاعر يُسمى الخوف، فعندما يتعرّض الإنسان لظروف خطيرة تتطلب منه التيقظ والتدخل السريع يقوم الجسم بإفراز عدة هرمونات كالأدرينالين الذى يمنح الإنسان الطاقة والقوة اللازمة للهروب من الخطر وللعمل والتدخل الفورى مع شعور أقل بالألم، ويحدث ذلك بفضل شعور الخوف الذى ينتابنا، محاولة رفض تلك المشاعر أو عدم قبولها هو أمر خاطئ وغير سليم، فكما أن للخوف أضراراً وخسائر، فله أيضاً الفضل فى حمايتنا من الأخطار واكتمال أعمالنا فى بعض المواقف الأخرى، ولذلك فإن مشاعر خوف الأم تحمى طفلها من الخطر وخوف الأب على أسرته يجعله يعمل لتلبية احتياجاتهم.
ما علينا إدراكه أخيراً أن دورنا السليم يكمن فى توظيف الخوف ووضعه فى إطاره السليم وليس بالبحث فى كيفية التغلب عليه.
د. ريمون ميشيل، استشارى الصحة النفسية وكاتب فى مجال العلوم الإنسانية.
يتشرف باب "نبض الشارع" باستقبال مشاركاتكم المتميزة للنشر، دون أي محاذير رقابية أو سياسية، آملين أن يجد فيه كل صاحب رأي أو موهبة متنفساً له تحمل صوته للملايين.. "الوطن" تتلقى مقالاتكم ومشاركاتكم على عنوان البريد التالي bareed.elwatan@elwatannews.com