عاد الباعة وانتشرت التكاتك.. القاهرة التاريخية بعد 6 ساعات من زيارة مدبولي

عاد الباعة وانتشرت التكاتك.. القاهرة التاريخية بعد 6 ساعات من زيارة مدبولي
صباح أمس السبت، شهدت مناطق المعز والغورية والخيامية، حضور لدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، خلال جولته بمنطقة القاهرة التاريخية، التى شهدت حوارا مجتمعيا عميقا وبسيطا، وعرضا موجزا وواضحا لرؤية الدولة وخطط تطوير المنطقة واستعادة رونقها التاريخى، جاءت تحت شعار البساطة، والحوار الجرىء، الذي ناقش مشكلات «القاهرة التاريخية»، وحلول للرقي بمستواها.
توجيهات عديدة شدد عليها «مدبولي» خلال حديثه مع التجار وأهالي المنطقة الأثرية، من بينها منع التكاتك من منطقة وكالة الغوري في الخيامية، وإزالة الباعة الجائلين من المنطقة الأثرية في المعز، قائلًا: «فيه بعض الأنشطة الداخلية شديدة الخطورة مينفعش تفضل في المنطقة من ورش ومخازن، وتخزين مواد شديدة الخطورة، والقاهرة التاريخية شوارعها ضيقة وفيها مشاكل ولو حصلت مشكلة لا قدر الله يمكن منعرفش نوصل بعربيات إسعاف ومطافي لإن شوارعها ضيقة، بالإضافة لبعض الاستخدامات التي يجب إعادة النظر فيها وإخراجها خارج المنطقة».
«الوطن» كانت حاضرة في منطقة المعز والخيامية، بحي الحسين، بعد 6 ساعات فقط من تلك التوجيهات، لرصد مدى التغير الذي حدث عقب حديث «مدبولي»، ولكن الصورة ليست كما رسمها رئيس الوزراء، بل «عادت ريما لعادتها القديمة»، وحضر البائعون بعرباتهم، وانتشرت التكاتك بشكل طبيعي.
القاهرة التاريخية بعد 6 ساعات من زيارة «مدبولي»
«كأن شيئًا لم يكن».. ذلك هو الوصف الذي تُشرح به صورة المنطقة هناك، فبالسير في شارع العزيز بالله المجاور لمستشفى الحسين، يتواجد الباعة على يمين ويسار الطريق، يظهرون كعادتهم اليومية، يبيعون جهرًا بجوار المكان الأثري، ويعلقون بضاعتهم على أسوار المباني التاريخية.
داخل شوارع المنطقة تتعالى أصوات إعلان الأسعار وأنواع السلع، في تنافس بين البائعين، «اشتري زينة رمضان بـ20 جنيه»، «يلا معطر جو وميدالية بتنور»، «ورنيش ومحفظة بـ10 جنيه»، والمواطنون يتسوقون بشكل طبيعي، وفقًا لما قاله «أبو دنيا» أحد البائعين هناك.
يروي الرجل الخمسيني، أهمية زيارة رئيس الوزراء للمنطقة، «نورنا والله وراجل متواضع ومحترم، سلم علينا وهو داخل ورمى السلام وهو خارج ومنتهى التواضع، زعلان بس من فكرة نقل البياعين من هنا، خايف نروح أماكن حتى الزبون مش متعود يروحها ورزقنا يقف، لكن في النهاية هنوافق طالما في صالح بلدنا وهيغير شكلها للأحسن».
التكاتك في منطقة وكالة الغوري، والتي وجه رئيس الوزراء بمنعها من المكان بناء على طلب الأهالي والتجار، انتشرت لتنقل كبار السن من السيدات بين حارات المنطقة الأثرية، على حد قول الحاجة «صباح» بائعة السجائر، «التكاتك هنا أكتر من البني أدمين، وصعب تختفي من الحتة، مين هيوصلنا طيب؟».