«الوطن» ترصد رحلة الثلاث ساعات يوميا لـ طفلة المعادي من طموه لميدان الحرية

«الوطن» ترصد رحلة الثلاث ساعات يوميا لـ طفلة المعادي من طموه لميدان الحرية
- أخبار الحوادث
- الحوادث اليوم
- طفلة المعادي
- التحرش بطفلة المعادي
- متحرش المعادي
- أخبار الحوادث
- الحوادث اليوم
- طفلة المعادي
- التحرش بطفلة المعادي
- متحرش المعادي
قرية ريفية صغيرة ذات طابع هادئ وكثافة سكانية قليلة، تقع في أطراف محافظة الجيزة، تبعد عن منطقة المنيب الشعبية بضعة كيلو مترات، داخل القرية التي تعرف باسم «طموه» كانت العشوائية هي سمة المكان، حيث تفتقر للبنية التحتية والخدمات الأساسية، وتفوح رائحة القمامة النفاذة من الأكوام التي تراكمت على مداخلها وجانبي الشوارع الطينية غير الممهدة، ينتشر فيها المتسولين، ورغم كون أغلب السكان على معرفة ببعضهم، وإن كانت سطحية، إلاّ أنّ رحلة البحث عن أسرة الطفلة يارا سيد الأخرس ذات الـ7 سنوات، والتي اشتهرت إعلامياً بـ«طفلة المعادي».
ألم، ربكة، بكاء، حزن وقهر، صاحبت حادث التحرش الذي تعرضت لها الطفلة مساء الاثنين، داخل إحدى العقارات في المنطقة الراقية، وتحديداً في ميدان الحرية، كانت ليست باليسيرة، لا أحد من أهالي القرية يعلم بالواقعة التي هزت مواقع التواصل الاجتماعي، وأثارت غضبا واسعا بين روادها، «لو البنت اللي بتدوري عليها من هنا كنا عرفناها، أصل البلد صغيرة، ولو حاجة زي دي حصلت البلد كلها هتعرف في ظرف ساعات».. كانت تلك الردود التي استقبلت الباحثين عن الطفلة وأسرتها.
ساعات طويلة من البحث عن أسرة الطفلة
نحو 5 ساعات من البحث ومحاولة الوصول، تبين سبب صعوبة العثور على الأسرة البسيطة، ذلك كونهم من السكان الذين حطوا رحالهم في القرية منذ فترة صغيرة، وليسوا من السكان الأصليين: «سيد الأخرس أبو البنت من الفيوم، ولما يكون حد من أهل البلد بيكون الوصول ليه سهل، لكن عشان السكان بييجوا من محافظات مختلفة، وبيقعدوا سنتين مثلا ويمشوا فمش بيكونوا معروفين».. هكذا فسر لنا أحد الأشخاص.
شوارع غير ممهدة ومنزل بسيط
داخل شوارع ضيقة وملتوية، تتقارب فيها المباني لتصبح شبه متلاصقة، كان المنزل الذي جلست فيه جدة «طفلة المعادي» لأبيها، في انتظار عودة نجلها وأحفادها الثلاثة، المنزل المتواضع مكون من طابق أرضي وآخر فوقه، الشقة البسيطة التي يقطنها 10 أفراد، لم تتسع سوى لغرفتين وصالة صغيرة، بالإضافة إلى حمام ومطبخ، يفتقران إلى أبسط التجهيزات، ورغم برودة الشتاء، إلاّ أنّ قطع الأقمشة البالية التي غطت مساحة صغيرة من أرضية المكان، كانت هي كل ما تمتلكه الأسرة.
3 ساعات يوميا تقطعها الطفلة للوصول إلى وجهتها في ميدان الحرية
مسافة كبيرة تفصل بين محل إقامة «طفلة المعادي» في قرية طموه بالجيزة، وبين منطقة المعادي بالقاهرة، حيث يعمل والدها «شيّال» و«سايس» في ميدان الحرية، ترافق الطفلة والدها تارة، وتذهب رفقة شقيقيها الذين لم يتجاوز عمر أكبرهما 12 عاما تارة أخرى، وفي بعض الأحيان تقطع تلك المسافة بمفردها، مستقلة مترو الأنفاق أو سيارة أجرة بالقرب من معدية النيل في مدخل القرية، وذلك عقب السير لمدّة نصف ساعة للوصول إليها، حيث تشتري عدد من أكياس المناديل، وتبيعها في الإشارات للمارّة وسائقي السيارات كما تفعل جدتها الستينية في الأيام التي تقرر فيها الذهاب إلى هناك، بينما يعمل أشقائها مع والدها، وذلك كونه من ذوي الاحتياجات الخاصة «أخرس».
الجدة تروي تفاصيل الحادث:
«يوم الحادثة ماروحتش مع ابني عشان كنت تعبانة، والبت شبطت في أبوها وراحت معاه».. بهذه الكلمات وبدموع منهمرة بدأت «أم سيد» جدة الطفلة من جهة أبيها رواية كواليس يوم الحادث، الذي تعرضت فيه الصغيرة لمحاولة تحرش وهتك عرض.
وتتابع بنبرة حزينة: «يارا متعلقة بأبوها وبتحب تروح معاه في أي حتة وكانت بتجيب مناديل وتبيعها زي ما أنا كنت بعمل عشان أساعد ابني اللي ما بيدخلش في اليوم أكتر من 50 جنيه»، مشيرة إلى أنّ المتهم استدرج الفتاة من بين أشقائها، الذين تواجدوا في المنطقة ذاتها لارتكاب فعلته: «استغل إنها عيلة صغيرة وقالها هديكي جنيه وهي راحت وراه ومش فاهمة حاجة»، وطالبت الجدة في نهاية حديثها بإعدام المتهم: «لازم يتعدم عشان أي حد يفكر يعمل زيه يبقى عارف مصيره ايه».