«ملاكي وأجرة».. صيدلانية تدرب فتيات سيناء على قيادة السيارات

كتب: حسين ابراهيم

«ملاكي وأجرة».. صيدلانية تدرب فتيات سيناء على قيادة السيارات

«ملاكي وأجرة».. صيدلانية تدرب فتيات سيناء على قيادة السيارات

في مدينة العريش، بدأت سارة الديب الحاصلة على بكالوريوس صيدلة والتصنيع الدوائى، والتى تعمل بمستشفى العريش العام، نشاطها في تعليم الفتيات قيادة السيارات.

في السابق كان ما تقوم به سارة غريبا، لكنه لم يعد كذلك الأن، إذ ترى سارة أن الفتاة السيناوية لا تقل عن مثلاتيها فى المحافظات الآخرى، وأن تعلمها قيادة السيارات هو حق لها مثل الرجل.

تقول سارة الديب: «الفتاة السيناوية لديها ذكاء متميز، وسرعة في الاستجابة وبديهة كبيرة، فعملية التعليم للفتيات لا تستغرق كثيرا، وخصوصا للفتيات من الأعمار الصغيرة 18 سنة وما فوقها حتى سن الـ50 سنة، لأن هذه السن تكون فيها نسبة الاستيعاب أقل نوعا ما، والجرأة أقل.

وتضيف سارة، العادات والتقاليد السيناوية، لا تمنع الفتاة من تعلم القيادة أو الذهاب إلى الجيم، أو تعلم السباحة والألعاب الأخرى، ولكن يشترط أن يكون المدرب لتعليم السيدات قيادات السيارة سيدة مثلهن، حتى يتقبلها المجتمع، لأن أهالى سيناء يتحفظون على أن يكون المدرب لهن رجل، مؤكدة أنها دربت ما يقرب من 80 سيدة على تعليم القيادة، سواء بدويات أو من بنات الحضر، وترى أنه لا فرق بين البادية والمدينة فى عمليات التعلم والرغبة فى قيادة السيارة.

وتشير مدربة الفتيات على القيادة، إلى أن أعباء الحياة سترغم المرأة على اقتحام جميع الوظائف التى كنا نظنها حكرا على الرجل فقط، فبعض النساء الأن يلعبن دور الأم والأب والأخ، لأنها مطالبة بأن توصل أبناءها إلى المدرسة والجامعة والنادى والدرس، فى حين أن الأب يكون مشغولا أو يعمل خارج المدينة، والحياة لن تقف على أحد، والمشاركة المجتمعية أساسية.

وتقول «حتى الأن لم تقم أى من النساء أو الفتيات اللتي تدربن معي، بقيادة سيارة أجرة أو ميكروباص على أحدى الخطوط»، ولكن سارة تتوقع أن تشهد السنوات المقبلة وجود سائق لوسيلة نقل عامة من النساء في سيناء.

وترى سارة، أن الفتاة الأن مكلفة بكل شئ، فى ظل الظروف التى يعيشها العالم، ويوما ما ستعمل الفتاة السيناوية في هذا المجال، ولن يستغرب الناس هذا.

الفكرة التى نفذتها سارة الديب كأول امرأة تنفذها، بدأت بالكتابة على موقعها على منصة التواصل الآجتماعى فيسبوك، حينما أعلنت عن رغبتها في تعليم الفتيات فن قيادة السيارات بأجر رمزى، حتى وجدت إقبالا منهم، وتطور الأمر إلى حد أن بات هناك فتيات أخريات يفكرن في افتتاح مكاتب لتعليم الفتيات القيادة.

وتعتقد سارة أنها كسرت حاجز الخوف والرهبة لديهن، خصوصا أن غالبية العائلات فى سيناء صارت تتفهم أن دور المراة فى الحياة الآن أساسيا، وليس استثنائيا كما كان فى الماضى، لأن «الواقع يقول أن البنت السيناوية اقتحمت جميع المجالات، وأثبت جدارتها». هكذا ختمت سارة حديثها.


مواضيع متعلقة