«عشري» لاعب بدرجة نقاش: الكورة في المظاليم مبتأكلش عيش
«عشري» لاعب بدرجة نقاش: الكورة في المظاليم مبتأكلش عيش
- بني سويف
- مركز شباب سمسطا
- فريق سمسطا
- دوري المظاليم
- لاعب كرة بدرجة نقاش
- بني سويف
- مركز شباب سمسطا
- فريق سمسطا
- دوري المظاليم
- لاعب كرة بدرجة نقاش
«دوري المظاليم» اسم على مسمى، فالغالبية العظمى ممن يلعبون بهذا الدوري يعانون الظلم بالفعل، سواء بسبب إمكانيات مادية محدودة أوعقود لاعبين هزيلة للغاية قد تصل إلى مئات الجنيهات، أو بضعة آلاف من الجنيهات تكاد لا تكفي احتياجاتهم اليومية، فيضطرون إلى العمل في أي مهنة أخرى للإنفاق على أنفسهم وأسرهم، وقد تكون تلك المهنة شاقة، رغم انتماء هؤلاء إلى اللعبة الشعبية الأولى في العالم، والتي يُنظر لأصحابها على أنهم أصحاب دخل مرتفع.
هنا في فريق مركز شباب سمسطا والذي يلعب ضمن مجموعة الصعيد بدوري الدرجة الثانية أو «دوري المظاليم»، كما يُطلق عليه البعض، الإمكانيات المادية المحدودة للغاية تكاد تصل إلى حد العدم، دفعت بعض لاعبي الفريق إلى محاولة السعي للعمل بأي مهنة أخرى، في محاولة للإنفاق على أسرهم، بينهم مهاجم الفريق محمد عشري، ابن قرية «تلت» بمركز الفشن جنوب المحافظة، والذي يعمل نقاشًا بجانب لعبه للكرة بفريق سمسطا.
«والله الشغل مش عيب خالص، بنغطي مصاريفنا ونفقات بيوتنا» هكذا قال اللاعب محمد عشري مهاجم الفريق الأول بمركز شباب سمسطا، ذلك الفريق الذي إذا حصد المركز الأول في مجموعته سيواجه أندية الكبار مثل الأهلي والزمالك، متابعا «عندي 26 سنة، ومتزوج وأيام وسيصل مولودي الأول، أهوى لعبة كرة القدم، ويقولون إنني مهاجم كويس ولدي إمكانيات، بدأت لعب الكرة في نادي الفشن واستمريت معهم لمدة 3 سنوات بالناشئين والفريق الأول، وبعدها نادي ببا الرياضي وفي كليهما كنت هدافا للفريق، ثم انتقلت إلى مركز شباب سمسطا، إلا أن الإمكانيات المادية محدودة للغاية، ولو اعتمدنا على عقودنا مش هنعرف نصرف على بيوتنا، وده كان دافع لي من زمان إني أشوف أي شغلانة تانية بجوار لعبي للكرة».
وتابع «اشتغلت بمهن كثيرة في المعمار منها رفع طوب أو رمل أو أي حاجة أقدر أوفر منها دخل، ثم تعلمت النقاشة بعد فترة وبرعت فيها واستمريت في ذلك حتى الآن، رغم أن تلك المهنة تتعارض مع أوقات التدريب لكن بنحاول نوفق وربنا بيعينا على كده، رغم أنها بتأثر على مستوانا سواء في لعب الكرة أو حتى استمرارية العمل في النقاشة، لكن بالفعل الإمكانيات ضعيفة في فرق الدرجة الثانية وبخاصة أننا مركز شباب ومواردنا محدودة تكاد تصل إلى عدم حصولنا على مقدمات التعاقد التي مقرر صرفها أول الموسم أو فور التعاقد».
وأضاف: «المفترض أن نتفرغ للتدريب ولعب الكرة فقط، إلا أن وضع فرق المظاليم صعب للغاية، ولذلك بنضطر للعمل في مهن أخرى وده بيكون سبب لفقد تركيزنا، لكن كل لاعب مننا عليه التزامات ومسؤوليات وبيوت مفتوحة تحتاج للمصاريف، وقد يصل بنا الحال في بعض الأوقات إلى السلف من أجل حضور التدريبات».
واختتم «عشري»، حديثه قائلا: «الشغل مش عيب نهائي، العيب إننا لا نعمل ولا نوفر نفقات ومصاريف أسرنا، ورغم ذلك لدينا أحلام نسعى لتحقيقها، فحلمي أن أكون مهاجما متميزا في الدوري الممتاز وانتقل لأحد فرق المقدمة»، مطالبا وزارة الشباب والرياضة بدعم مراكز الشباب والأندية الصغيرة لأن بها مواهب كبيرة تحتاج إلى التنمية والرعاية، وذلك لا يأتي إلا بالإمكانيات المادية.