شاهد عيان يروي تجربته مع «حياة كريمة»: أحلام الغلابة اتحققت

كتب: نرمين عفيفي

شاهد عيان يروي تجربته مع «حياة كريمة»: أحلام الغلابة اتحققت

شاهد عيان يروي تجربته مع «حياة كريمة»: أحلام الغلابة اتحققت

«حياة كريمة»، المبادرة الرئاسية محققة أحلام وأماني وطموحات المصريين، المبادرة الرحيمة الرؤوفة بالمصريين الكادحين على مر سنوات وعصور وعقود من الإهمال والتهميش من حكومات متتابعة ومتوالية، المبادرة التي أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسي في مطلع عام 2019 للنهوض بقرى الريف المصرى الأكثر فقرا واحتياجا داخل 20 محافظة من محافظات جمهورية مصر العربية.

وما إن أطلق الرئيس عبدالفتاح السيسي، إشارة البدء للمشروع الرئاسي العملاق، وتشكلت فرق العمل بمثابة خلايا النحل، وبالأخص من وزارتي التضامن الاجتماعي والتنمية المحلية، لتنفذ توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي بالمبادرة التي كان يتابع بنفسه تنفيذ العمل بها بالمرحلة الأولى، ويتابع الآن المرحلة الثانية من المبادرة، التي أطلقها بمطلع العام الجاري 2021.

حصر للحالات المستحقة والأكثر احتياجا بالأبحاث

وروى محمد خالد، منسق وزارة التضامن الاجتماعي لمبادرة «حياة كريمة» بمحافظة البحيرة، لـ«الوطن» تجربته للعمل بالمبادرة، قائلا: «بدأنا العمل في شهر يناير 2019، فور إطلاق الرئيس عبدالفتاح السيسي للمبادرة، وبدأنا الاجتماعات بالمحافظة للتنسيق والبدء في التحرك والعمل على الأرض بالمبادرة، وتم تسلم القرى التي وقع عليها الاختيار بالتنسيق مع وزارة التضامن الاجتماعي ومجلس القرية، خصوصا وأن وزارة التضامن الاجتماعي لديها حصر بالحالات الأكثر فقرا والأكثر استحقاقا للدعم، والبيوت الأكثر احتياجا للعمل ورفع كفائتها، وتم عمل حصر للحالات المستحقة والأكثر احتياجا عن طريق عمل أبحاث للقرية التي وقع عليها الاختيار بالكامل».

تخصيص فريق عمل بالكامل لكل قرية من القرى

وشرح منسق وزارة التضامن الاجتماعي لمبادرة «حياة كريمة» بمحافظة البحيرة، أنه تم تخصيص فريق عمل بالكامل لكل قرية من القرى التي وقع عليها الاختيار، وتم تجميع الأسماء ودراسة الحالات بشكل دقيق جدا، وتم اختيار الحالات الأكثر استحقاقا بالقرية.

الأحلام تتحقق على أرض الواقع

وعن ردود أفعال المواطنين بالقرى التي وقع عليها الاختيار للدخول ضمن المبادرة، أكد منسق المبادرة على أن المواطنين لم يكونوا على دراية كافية بالمبادرة ولم يصدقوا أنه بالفعل سيكون هناك تغيير وتطوير ونهضة، وبالتالي لم يولوا المبادرة أي اهتمام، «في البداية الناس مكانتش فاهمة مدى أهمية مبادرة حياة كريمة، ومكانتش مستوعبة جدية المبادرة، وكانوا بييجو يآخدوا استمارة البحث ويمشوا، ومكانوش متوقعين إنه في حاجة هتتغير، ولافي حاجة هتحصل، وكانوا بيآخدوا الاستمارات يملوها من باب تقضية الواجب وكانوا بيقولوا لفرق العمل إنتوا مش هتعملوا حاجة، لدرجة أنه كان فيه حالات صعبة ومحتاجة وبتقول لأ مش عاوزين، أنتوا مش هتعملوا حاجة فمتجوش».

ولكن سرعان ماتغيرت الأحوال وتبدلت بمجرد البدء في تنفيذ العمل على أرض الواقع وتغيير أحوال المواطنين المحتاجين وتغيير البنية التحتية للقرى، وبدأ المواطنون بالتهافت على المسؤلين لكي تشملهم المبادرة، بعد أن رأوا أن الأحلام تتحقق على أرض الواقع وليست مجرد وعود.

البيوت كانت فعلا في أمس الحاجة للمبادرة

وأضاف منسق وزارة التضامن الاجتماعي لمبادرة «حياة كريمة» بمحافظة البحيرة، خلال حديثه مع «الوطن»، «نزلنا على الأرض ننفذ المشروع وكان فيه جدية من الوحدة المحلية والتضامن الاجتماعي، ونزلنا لفينا على البيوت اللي وقع عليها الاختيار إنها مستحقة، واتأكدنا من الورق بتاعهم وأنهم لا عندهم حيازات أو أرض أو بيوت تانية، وأتأكدنا من أنه كل الشروط متطابقة، ونزلنا بيت بيت، والبيوت دي كانت فعلا في أمس الحاجة ومستحقة إنها تكون ضمن مبادرة حياة كريمة».

وكونه شاهد عيان من أرض الواقع وشهد على الوضع قبل التغيير، وصف لنا محمد خالد، ماشاهده: «أنا دخلت البيوت دي، وكانت عبارة عن قش وبوص.. البيوت فعلا متدخلش، لدرجة أنه فيه بيت حمامه كان من الطوب الني وهو البيت كله مصبوب من البوص، وفيه أسرة تانية كانت مستحقة ودخلت البيت ومكنتش طايق الريحة اللي جوه، لأنه صاحب البيت كان حاطط بقرة معاه في نفس البيت، البقرة في أوضة وهو وأسرته في أوضة وحمام ومطبخ.. الريحة كانت لاتحتمل والمكان مكتوم».

مكانوش مصدقين أن كله ده بيحصل بجد

وتذكر محمد خالد خلال الحوار مع «الوطن» حالة أخرى وضعها كان صعبا للغاية، قائلا: «كان فيه أسرة عندهم ولدين وبنت وقاعدين في أوضتين وحمام ومكانش فيه مطبخ وكان البوتجاز في الطرقة، الولدين 23 سنة و24 سنة، وكانوا على وش جواز ولكن مفيش مكان، وكان مع أزمة كورونا ومفيش شغل وحالة الأسرة دي كانت صعبة جدا، ولكن البيت ده بعد ما دخل ضمن المبادرة اتحول ودخله الشغل واشتغلنا فيه، والراجل صاحب البيت ده عمل أوضتين ليه وباقي البيت جهزوا لابنه الكبير علشان يتجوز فيه، وسع البيت أكتر»، شارحا أنه في الطبيعي عمل المبادرة في المنازل يكون على مساحة 60 مترا فقط، ولكن هذا المنزل تم زيادة مساحة العمل عليه، لأنهم كانوا محتاجين جدا والمؤسسة تحملت التكاليف كاملة، «لكن بعد ما البيت خلص دموع السعادة كانت بتنزل منه ومكانش مصدق إنه كله ده بيحصل بجد».

فيه ناس كانت رافضة رغم أنهم مستحقين

وعن فرحة الأهالي بأعمال المبادرة، وصف لنا محمد خالد، الوضع، «لما بدأنا نشتغل ونشرح للناس اللي هنعمله الناس بقت تعيط من الفرحة، وفيه ناس كانت رافضة على الرغم أنهم مستحقين ومش مصدقة أن فيه حاجة هتتعمل بس الفكرة دي اتغيرت بمجرد مابدأنا الشغل في البيوت وشافوا أنه فيه تغيير على أرض الواقع، والناس اللي كانت رافضة ومش مصدقة جت تاني».

واستكمل منسق وزارة التضامن الاجتماعي لمبادرة «حياة كريمة» بمحافظة البحيرة، «بدأنا الشغل في المرحلة الأولى في شهر رمضان 2019، بدأنا في وضع الأسقف والناس شالت الأسقف بتاعتها اللي كانت بالبوص، وتم صب الأسقف، ثم بدأت مرحلة تغيير وصلات المياه وكانت المراحل عبارة عن مرحلة السباكة ثم النجارة ثم الكهرباء، وإنجاز البنية الأساسية للمنزل وتلاها المحارة والنقاشة والسيراميك، وتم رفع كفاءة البيت ككل.. اللي بنعمله في بيتوتنا عملناه لأهالينا، وتم تلبية الاحتياجات للمنازل بالكامل، والسيراميك كان فرز أول، وباقي الشغل كان بيتم بأجود الأشياء وكان بيتم الإشراف عليها وبعد إنجاز المنازل استلمتها الأهالي».

الناس مكانوش متخيلين ده يحصل

واستطرد منسق وزارة التضامن الاجتماعي لمبادرة «حياة كريمة» بمحافظة البحيرة، «الناس مكانوش متخيلين ده يحصل وبقوا مزهولين باللي حصل بعد ماكانوا مش مصدقين ورافضين ينضموا لينا، بس بعد ماخصلنا الشغل الفكرة اتغيرت تماما وكانوا سعداء ومش مصدقين»، كاشفا أن المتطوعين بالمبادرة تم تجميعهم عن طريق مجلس المدينة ومجلس القرية، «طلبنا 20 بنت و20 ولد، وكان فيه جمعيات كتيرة مشاركة في المبادرة بمتطوعينها، وكان فيه عدد كبير من المتطوعين، والشباب كانوا شايفين أنه فيه ناس جاية من برة وهتخدم المكان اللي هم فيه وده شجعهم على التطوع، وكان أغلبهم من الطلاب وبيدرسوا، وكانوا سعداء بالشغل والمشاركة وكانوا مقسمين الشغل بينهم بجداول، وكانوا مقسمين لفريق خرائط بيحدد اللوكيشن بالظبط بتاع منازل المستحقين لأنه كان في لكل بيت لوكيشن، وكان فيه فريق أبحاث بيخلص أبحاث الحالات على الأرض، وكان وقت التنفيذ المتطوع دوره بيخلص ويبدأ دور المنسقين والمسؤلين».

وأشار منسق وزارة التضامن الاجتماعي لمبادرة «حياة كريمة» بمحافظة البحيرة، إلى أنه تم توزيع حوالي 27 كرسيا متحركا بالكهرباء، وكانت تكلفة الكرسي 17 ألف جنيه، في إطار عمل المبادرة.


مواضيع متعلقة