دينا عبدالفتاح تكتب:..قبل انطلاق الماراثون الدرامي!

دينا عبدالفتاح تكتب:..قبل انطلاق الماراثون الدرامي!
- الماراثون الدرامى
- الفضائيات
- "رمضان"
- الحكومة
- الماراثون الدرامى
- الفضائيات
- "رمضان"
- الحكومة
أسابيع قليلة وتبدأ شاشات القنوات المصرية والعربية فى عرض كم هائل من المسلسلات المصرية خلال الموسم الرمضانى الذى دائماً ما يزدحم بالأعمال الفنية المختلفة.
وأعتقد أن أغلب الأعمال فى مرحلة الإعداد والتصوير الآن، لذا أرغب فى توجيه رسالة إلى كل القائمين على هذه الأعمال بضرورة مراعاة التغيرات التى شهدتها مصر خلال المرحلة الماضية، فيجب ألا تقاوم الدولة العشوائيات وتبنى مكانها وحدات سكنية مجهزة ومتطورة، فى حين تستمر الأعمال الفنية فى استعراض حياة المصريين فى قلب العشوائيات، وكأن بلدنا بالكامل عبارة عن عشوائيات فى مراحل مختلفة من المستوى المعيشى.
وينبغى ألا تشهد مصر انفراجة اقتصادية واضحة، خاصة فى سوق العمل والإنتاج ومستويات الأجور والأتعاب، وتظل المسلسلات تشترك فيما بينها فى عرض معاناة الشباب فى الحصول على فرصة عمل واتجاههم للانحراف والجريمة من أجل الكسب المادى.
ويجب ألا تعيش الدولة فى حالة أمنية مستقرة للغاية، وتصورها المسلسلات بأن المجرمين منتشرون، وهناك حالة انفلات وخروج متواصل عن القانون.
وليس من المنطقى أن تسعى الحكومة بجميع أجهزتها لمحاربة ظاهرة الزيادة السكانية التى تجهض كل خطط التنمية، وتدفع لتآكل ثمارها دون استفادة حقيقية للفئات المختلفة، فى حين لا تلتفت الدراما إلى هذا الملف، ولا تبنى ثقافة مؤيدة لمبادرات الحكومة الخاصة بترشيد النسل، ومن بينها «2 كفاية».
ولا يجوز أن تكون دولتنا ذات قوة خارجية واضحة، ولديها أجهزة متعددة فى حماية أبنائها فى الخارج، وطورت من أسلوب معاملتها مع الجاليات المصرية فى الدول المختلفة، فى حين تستمر الدراما فى رسم صورة «المصرى المهضوم حقه خارجياً».
ولو استمررت فى سرد ما يجب وما لا يجب لن تكفى أوراق هذا العدد بالكامل لاحتواء ما أرغب فى الحديث عنه.. ولكن الخلاصة هى ضرورة أن تحترم الدراما ما أنجزته الدولة والقيادة السياسية، وما نجحت الحكومة فى تحقيقه، وعدم هضم الحقوق فى ضرورة إظهار هذه الإنجازات بصورة غير مباشرة من خلال الروايات الدرامية المختلفة.
فليس شرطاً لكى ينجح العمل الدرامى أن نظهر أسوأ ما فى المجتمع، ونغفل إظهار الجوانب الجيدة المتعددة، فكل المجتمعات لديها جوانب قصور ومشاكل، ولكن تجد الدراما دائماً تبحث عن الجانب المضىء.. المميز.. المفيد، وتظهره، فى حين تظهر المشاكل فى حجمها الطبيعى وبصورة غير مباشرة حتى يلتفت الجميع لوجودها ويبدأوا فى صياغة حلول واقعية لها.
فعلى سبيل المثال شاهدنا على مدار سنوات، بل عقود طويلة، الصورة التى نجحت الدراما والسينما الأمريكية فى رسمها عن دولتها أمام العالم، فهى تصور الولايات المتحدة دائماً بأنها منقذ البشرية إذا واجه الأرض هجوم فضائى أو فيروس خطير أو كائن خيالى أو أى خطر آخر، حتى بنت ورسَّخت لدى الجميع حول العالم ثقافة بأنه فى حالة وجود أى خطر علينا أن نبحث عن «أمريكا».. لذا تجد كل أفراد العالم تقريباً فى أوقات الأزمات العالمية المختلفة ينتظرون تصريحات واشنطن، ويراقبون تحركها، بل ويتحركون خلفها فى الغالب.
وبالتالى نجحت السينما والدراما فى هوليوود فى رسم ثقافة عالمية تخدم الحلم الأمريكى فى أن تستمر دولتهم على رأس وقمة هذا العالم!، وذلك على الرغم من أن الصورة المبالغة التى رسمتها السينما والدراما الأمريكية لم تكن واقعية، بل كشفت أول أزمة عالمية تعرَّض لها العالم، من الأزمات التى طالما تحدثت عنها أفلام هوليوود، عدم نجاح أمريكا فى إنقاذ العالم منها، بل على العكس كانت هى أكثر الدول المتضررة من هذه الأزمة.. وهنا أتحدث عن فيروس كورونا المستجد!