عائلة «محمود» نموذج الأسرة البديلة للأطفال الأيتام: «بناخدهم معانا فى كل حتة»

عائلة «محمود» نموذج الأسرة البديلة للأطفال الأيتام: «بناخدهم معانا فى كل حتة»
حضن دافئ، ترابط أسرى، ضحكات تتعالى، السفر هنا وهناك، والالتفاف حول مائدة طعام واحدة، مشاهد من داخل أى بيت مصرى تجمعه الوحدة والألفة التى حُرم منها كثير من أطفال الشوارع والأيتام يمكن أن تتوافر لهم إذا وجدت «الأسرة البديلة» بدلاً من دور الرعاية التى يجب أن توفر لهم الخدمة الموازية، لكن ما يحدث هو العكس، عنف، إهانة وضرب مُبرح كما ظهر فى مقطع فيديو تعذيب أطفال دار «مكة المكرمة» بفيصل.
كان يمكن له أن يكتفى بأبنائه «جمال» و«ياسمين» و«سحر» لكن مع وجود طفل آخر يملأ حياة الأسرة بالنشاط والحيوية، فى نظير أن تقدم له الأسرة دفئاً مؤقتاً، هو ما سعى له «محمود» بعد إصرار من أبنائه بضرورة ضم يتيم أو فقير إلى أسرتهم فى المواسم والأعياد، «كنا دايماً بنزور الأيتام فى دار جنب بيتنا، بنشوفهم على طول مش فرحانين، ففكرنا ناخد كل فترة طفل منهم يعيش معانا فى البيت وكأننا أسرته، ولما أقنعنا بابا وافق على طول» حسب الابن الأكبر «جمال».
على فترات متفاوتة، يحاول الشاب العشرينى وأشقاؤه اختيار طفل يتيم أو فقير يحتاج الجو الأسرى بديلاً عن دار الأيتام أو الحياة فى الشارع «بنتعامل معاهم على أنهم إخوتنا، وبنحاول نعوضهم عن كبت الدار ومعاملتهم اللى مش عارفين بيتعاملوا معاهم إزاى بعد ما بنمشى»، مضيفاً «الأطفال من كتر خوفهم مش بيحكوا أى حاجة بتحصل فى الدار، وعلى قد ما هما دايماً معانا بس بيخافوا يتكلموا عشان فى الآخر بيرجعوا تانى، عشان كده بتمنى الأسرة البديلة هى اللى تكون الحل ولو كل واحد قادر يخلى طفل يتيم أو فقير يبقى زى ولاده بدون تبنى، هيبقى أمان عن دور الأيتام اللى بقينا نسمع عنها الأيام دى وقد إيه الأطفال بيتعذبوا فيها».