الدكتور نصر فريد واصل: مبادرة «الوطن» ترد بالفكر على الإساءات.. وأطالب بترجمتها ونشرها فى وسائل الإعلام الغربية

الدكتور نصر فريد واصل: مبادرة «الوطن» ترد بالفكر على الإساءات.. وأطالب بترجمتها ونشرها فى وسائل الإعلام الغربية
أشاد الدكتور نصر فريد واصل مفتى الجمهورية الأسبق وعضو هيئة كبار العلماء بمبادرة «الوطن» للرد على الإساءات للرسول الكريم، من خلال استخدام نفس سلاح الغرب، ودحض الافتراءات بالفكر والرسوم الفنية، ورفض الردود الانفعالية والاعتداء على السفارات لأنها من الأمور المرفوضة شرعاً ولايقبلها رسول الله. وطالب د.واصل فى حواره لـ «الوطن» بترجمة تلك المبادرة إلى عدة لغات ونشرها على الإنترنت ووسائل الإعلام الغربية لتحقيق نتيجة إيجابية وتصحيح المفاهيم المغلوطة لدى بعض المجتمعات غير المسلمة.. وإلى نص الحوار.
■ ما الرد الأمثل من وجهة نظرك على الإساءات للرسول الكريم؟
- الرد الأمثل على تلك الإساءات التى يتم إلصاقها بالرسول الكريم والإسلام هو الاقتداء بسيرة الرسول ومنهجه الدعوى والتحلى بأخلاقه وصفاته التى تحث على العدل والإخلاص والأمانة والصدق والعمل، ولا بد أن ينعكس ذلك على سلوكياتنا بأن نكون مجتمعات متحضرة ومتطورة ومتقدمة وليست عالة على غيرها أو ننتظر المعونة من أحد أو نكون مجرد شعوب مستهلكة وفى ذيل الأمم.[Image_2]
■ وما تقييمك لمبادرة جريدة «الوطن» على تلك الإساءات؟
- المبادرة متميزة وأفضل رد على تلك الإساءات وأتمنى أن تحذو حذوها كل وسائل الإعلام من تفنيد كل الافتراءات التى ترد إلينا، والرد عليها بالفكر والحجة والرأى والأعمال الفنية التى تكشف عظمة الإسلام وسماحته، ولكن يبقى أمر مهم هو ترجمة مبادرة «الوطن» وكل الأعمال التى تفند التطاول فى حق الإسلام ورسوله الكريم إلى لغات العالم المختلفة من إنجليزية وفرنسية وإيطالية وإسبانية وعبرية وغيرها، حتى نصل إلى مخاطبة أكبر عدد ممكن من الشعوب وذلك من خلال وسائل الإعلام المختلفة، وهنا ينصحنا رسول الله بقوله: «خاطبوا الناس على قدر عقولهم» وبالتالى نكشف كل الافتراءات ونوضح الحقائق للغرب ونقول لهم احكموا بأنفسكم.
■ إذن أنت تعترض على ردود الفعل التى صدرت عن بعض الشعوب الإسلامية؟
- نعم تلك الردود التى تتصف بالعنف والتدمير والاعتداء على السفارات والتظاهر وتدمير مصالحنا فى الداخل والخارج وقتل الأنفس، كل هذا مخالف لنهج الإسلام وسنة رسوله الكريم، فالنبى عليه الصلاة والسلام نهى عن العنف والتعصب ومقابلة الخطأ بخطأ والرد على الإساءة بإساءة، ففى عهده تم إيذاؤه وسبه بأبشع الألفاظ والاتهامات ولم يرد على ذلك بنفس الأسلوب حتى فى عز قوته، لم ينتقم من خصومه، وحينما دخل على رأس جيش عظيم إلى مكة قال لأهلها: اذهبوا فأنتم الطلقاء رغم أنهم طردوه وبالغوا فى إيذائه واتهموه بالسحر والجنون.[Quote_1]
■ فى اعتقادك.. ما الهدف من إثارة تلك الإساءات من حين لآخر؟
- هم يلقون إلينا بالطعم من أجل تشويه صورة الإسلام وأتباعه حتى يتم تصويرنا من خلال ردود أفعالنا على أننا غير متحضرين وإرهابيون ومتغطرسون ولا نقبل الآخر، وللأسف نحن نبتلع الطعم فى كل مرة، بينما رسولنا هو الرحمة المهداة وقال عنه رب العباد: «وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين»، وفى موضع آخر قال الله تعالى: «ادعُ إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة»، وبالتالى نحن أمة لا ترد على الإساءة بإساءة أو بالاعتداء على السفارات فالله تعالى يقول: «وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى».
■ وما المطلوب رسمياً لمواجهة تلك الافتراءات؟
- بجانب الرد على الإساءات بأسلوب علمى متحضر، لا بد من ملاحقة المخطئين وأعداء الإسلام من خلال الوسائل الدبلوماسية والقانونية والضغط على الأمم المتحدة من أجل استصدار قانون ينص على منع ازدراء الأديان السماوية، فنحن نؤمن بكل الرسل والأنبياء والكتب السماوية ولايكون إسلام المسلم كاملاً إلا بالإيمان بسيدنا عيسى وموسى وغيرهما وهذا أبلغ رد على من يدعون أن الإسلام لا يقبل الآخر.
■ كيف نرد بأساليب علمية؟
- علينا أن نواجه الفكر بالفكر والرأى بالرأى والفيلم بالفيلم، فلا مانع مثلاً من إنتاج أفلام دينية هادفة توضح عظمة الإسلام ورسوله، وتترجم بلغات العالم المختلفة ويتم بثها على الفضائيات والإنترنت، والمهم أن تكتب تلك الأعمال بشكل جيد، ويمكن إنتاج فيلم عن الرسول الكريم يوضح أخلاقه وسيرته وثوابت الدين للرد على المتطاولين بشرط ألا تظهر صورته لأن مكانة الأنبياء والرسل وصورتهم لها قدسية خاصة، فالنبى عليه السلام لم يكن له ظل حتى لا يداس بالأقدام.
■ ما رأيك فى تفنيد الافتراءات من خلال مبادرة «الوطن»؟
- طبعاً مهمة جداً ووثيقة مهمة تدافع عن النبى عليه الصلاة والسلام وتدحض الافتراءات، فمثلاً مسألة فرض الجزية لايعترف بها الإسلام حالياً لأن المسلمين والمسيحيين أصبحوا يتمتعون بحقوق المواطنة الكاملة «لهم نفس الحقوق وعليهم نفس الواجبات» من دفع الضريبة وأداء الخدمة العسكرية والتمتع بكافة الحقوق.
■ كيف ترى دور الجاليات العربية المسلمة فى الخارج؟
- الجاليات العربية المسلمة عليها دور كبير فى نشوء تلك المبادرات وترد بها على الآخرين وخاصة أن مجهود العلماء فى الرد على المتطاولين لا حصر له.
■ ما المطلوب من المؤسسة الدينية فى هذا الصدد؟
- المؤسسة الدينية تفعل كل ما فى وسعها والمهم ترجمة ونقل تلك الأفكار للعالم الخارجى ليعكس صورة الإسلام والمسلمين الحقيقية وتصحيح المفاهيم المغلوطة.[Quote_2]
■ الأزهر به كلية للغات والترجمة لماذا لا نستفيد منها فى هذا الأمر؟
- نعم كلية اللغات والترجمة تضم معظم اللغات، وبها خريجون على أعلى مستوى لا بد أن يخدموا الدعوة وينشروا الوسطية والاعتدال بكل اللغات، مما يدعونا إلى ضرورة دعم الأزهر مالياً حتى يستطيع القيام برسالته على اكمل وجه حتى يتمكن من مخاطبة العالم.
■ ولكن مسلسل العداء للإسلام لن ينتهى؟
- علينا أن نقدم كل ما نملكه فى سبيل وقف هذه الإهانات، فالعداء للإسلام مستمر إلى قيام الساعة وربنا يقول لنا: «لا إكراه فى الدين» وهذا رد على من يدعون أن ديننا ضد حرية العقيدة، وعلينا أن نستمر فى الدعوة إلى الإسلام بالحكمة والموعظة الحسنة، وللعلم تلك الإساءت تأتى بمردود إيجابى فعندما تثار يزداد إقبال الغرب على معرفة الإسلام والرسول عليه الصلاة والسلام ويؤدى ذلك إلى اعتناق الكثيرين الدين الإسلامى.
■ ولكن كيف نخاطب الخارج ونحن هنا نعانى من أمية دينية؟
- للأسف الأمية الدينية تسىء إلينا، وأغفلنا أن القرآن أول آية نزلت فيه هى: «اقرأ» وهى ليست لمجرد تعلم القراءة والكتابة وإنما للعلم والإلمام بكل مجالات الحياة والارتقاء بها من سياسية وعلمية واقتصادية وزراعية وتجارية وثقافية.