الجيش الأمريكى يقصف معاقل «داعش» فى «أربيل»

كتب: مروة مدحت، ووكالات

الجيش الأمريكى يقصف معاقل «داعش» فى «أربيل»

الجيش الأمريكى يقصف معاقل «داعش» فى «أربيل»

أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاجون» أمس، أن الولايات المتحدة قصفت مواقع لمدفعية تنظيم «داعش» التى كانت تهدد الأمريكيين فى مدينة «أربيل» بكردستان العراق، وقال الأميرال جون كيربى، المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية على «تويتر»، إن «غارات طائرات أمريكية استهدفت مدفعية داعش»، وكانت هذه المدفعية تستهدف القوات الكردية التى تدافع عن «أربيل»، بالإضافة إلى تهديدها للعناصر الأمريكية الموجودة فى «أربيل». وأوضحت «البنتاجون» أن مقاتلتين أمريكيتين من طراز «إف آى 18» ألقتا قنابل تزن الواحدة منها 250 كيلوجراماً على مدفعية «داعش». وقال وزير الدفاع الأمريكى، تشاك هيجل، إن الجيش الأمريكى يملك معلومات استخبارية تمكنه من تحديد مواقع المسلحين الإسلاميين فى العراق، وشن ضربات جوية فعالة فى حال هددوا المصالح الأمريكية أو الآلاف من اللاجئين الفارين إلى قمم الجبال، مضيفاً أن ما يزيد على ستين من بين 72 حزمة غذاء وماء تم إسقاطها جواً على الجبال حيث وصلت الأقليات الدينية العراقية العالقة إلى هناك. وأعلن رئيس أركان الجيش العراقى، بابكر زيبارى أمس عقب القصف الأمريكى لمدفعية «داعش»، أن «العراق ستشهد تغييرات كبيرة خلال الساعات المقبلة»، وقال «زيبارى»: «الساعات المقبلة ستشهد تغييرات كبيرة، الطائرات الأمريكية بدأت بضرب تنظيم داعش فى جنوب مخمور وأطراف سنجار». كما دعت الحكومة البريطانية مواطنيها الموجودين فى إقليم كردستان العراقى، لمغادرة محافظات كردستان الثلاث.[FirstQuote] وجاءت الغارات الأمريكية على معاقل تنظيم «داعش» فى شمال العراق، عقب يوم واحد من إعلان الرئيس الأمريكى باراك أوباما تفويضه لجيش بلاده بشن غارات جوية فى شمال العراق، محذراً من أنه سيتم شن هذه الغارات إذا لزم الأمر للدفاع عن الأمريكيين فى مواجهة التقدم الذى يحرزه مسلحو «داعش» ولحماية المدنيين المحاصرين، وإذ أكد أن القوات البرية الأمريكية لن تعود إلى العراق، شدد «أوباما» على أن قواته تتحرك لمنع حصول «إبادة» فى العراق، وإنها ستضرب جهاديى «داعش» إذا تقدموا نحو «أربيل» عاصمة إقليم كردستان العراق. وفى خطاب متلفز أدلى به أمس الأول من البيت الأبيض، قال «أوباما» إن طائرات الجيش الأمريكى نفذت بالفعل عمليات إنزال جوى لمساعدات إنسانية بهدف مساعدة عشرات الآلاف من الأشخاص الذين ينتمون إلى أقليات دينية عرقية والذين وقعوا تحت حصار فرضه عليهم مسلحو «داعش» وباتوا بحاجة ملحة إلى غذاء ومياه، وأعلن «أوباما» أن «أمريكا اليوم تأتى للمساعدة». وأضاف «أوباما» أن عمليات الإنزال الجوى الإنسانية تمت بناء على طلب من الحكومة العراقية، وتم تسليم الغذاء والمياه لعشرات الآلاف من أبناء الطائفة «اليزيدية» المحاصرين فى جبل بدون طعام ولا شراب، وأكد مسئول أمريكى أمس الأول أن الولايات المتحدة مستعدة لتنفيذ المزيد من عمليات إلقاء مساعدات إنسانية بواسطة المظلات فى العراق إذا لزم الأمر. وكان اليزيديون، الذين يتبعون عقيدة قديمة مرتبطة بالزرادشتية، قد فروا من ديارهم بعدما أصدر تنظيم «داعش» تحذيراً للاختيار ما بين التحول إلى الإسلام أو دفعة الجزية أو الرحيل أو التعرض للقتل. وندد البيت الأبيض بشدة أمس الأول بالهجوم الأخير لـ«داعش» فى شمال العراق، معتبراً أن الوضع «قريب من الكارثة الإنسانية»، وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جوش إيرنست: «نعمل بشكل مكثف مع الحكومة العراقية لمساعدتها فى مواجهة الوضع الإنسانى»، مضيفاً أن ما يقوم به الجهاديون «فاقم أزمة إنسانية هى أصلاً حرجة والوضع قريب من كارثة إنسانية». من جهته، أكد مسئول فى «البنتاجون» أن واشنطن «تعمل سريعاً وفى شكل مباشر مع سلطات بغداد وأربيل لتنسيق عمليات إلقاء المساعدات التى يقوم بها العراقيون لمن يحتاجون إليها». جدير بالذكر، أن المتحدث باسم قوات الشرطة الكردية كان قد أعلن، أمس الأول، أن مقاتلات أمريكية قصفت أمس الأول مواقع لتنظيم «داعش» فى منطقتين بشمال العراق، وقال هولجرت حكمت إن «مقاتلات إف-16 دخلت أولاً الأجواء العراقية فى مهمة استطلاع وهى تستهدف الآن داعش فى منطقتى الكوير وسنجار». لكن المتحدث باسم البنتاجون جون كيربى أكد أن التقارير عن غارات أمريكية عارية من الصحة، وكتب على موقع تويتر: «لم يتم القيام بتحرك مماثل».[SecondQuote] وأكد مسئول أمريكى أن الطائرات الأمريكية لم تشن حتى الآن أى غارة فى العراق، لكنها على أتم الاستعداد للقيام بضربات جوية بعدما أعلن «أوباما» أنه أجاز مثل هذه الضربات، كما أكد السفير العراقى لدى الأمم المتحدة السفير محمد على حكيم أن «لا ضربات جوية حتى الآن على مواقع تنظيم داعش»، نافياً بذلك ما أعلنه مسئول كردى عن غارات أمريكية استهدفت مقاتلى التنظيم. ولكن السفير العراقى أكد أن «هناك اتصالات تجرى بين العواصم» بشأن توجيه مثل هذه الضربات، وأضاف أن «الأولوية هى لتقديم مساعدة إنسانية عاجلة للعراق». وأكد الرئيس الفرنسى فرانسوا أولاند، أمس الأول، فى اتصال هاتفى مع نظيره فى كردستان العراق مسعود بارزانى، أن فرنسا مستعدة «لتقديم الدعم» للقوات التى تقاتل جهاديى «داعش»، بحسب ما نقل «الإليزيه»، وقالت الرئاسة الفرنسية فى بيان إن «رئيس الجمهورية أكد استعداد فرنسا لتقديم الدعم للقوات التى تخوض هذه المعركة» من دون تحديد طبيعة هذا الدعم. كما أعلن رئيس الوزراء البريطانى ديفيد كاميرون إشادته بقرار الرئيس الأمريكى باراك أوباما توجيه ضربات جوية فى العراق، لكنه أكد فى المقابل أن «التدخل العسكرى» البريطانى «غير مطروح». وقال رئيس مجلس الأمن الدولى السفير مارك ليال جرانت مندوب بريطانيا الدائم لدى الأمم المتحدة، إن بلاده وزعت أمس الأول مشروع قرار يتضمن فرض عقوبات على تنظيم «داعش»، وأضاف رئيس المجلس أن مشروع القرار يشتمل على رسائل قوية من الإدانة لـ«داعش»، كما يتضمن بعض الخطوات العملية لمواجهة تمويل «داعش» والتجنيد فيها. ودعا مجلس الأمن الدولى أمس الأول المجتمع الدولى إلى «دعم الحكومة العراقية» فى مواجهة جهاديى «داعش».