أثريون عن وسائل تنظيم النسل وتحديد نوع الجنين: «أصلها فرعوني»

أثريون عن وسائل تنظيم النسل وتحديد نوع الجنين: «أصلها فرعوني»
أثبتت دراسات لخبراء أثريين مصريين وباحثين أجانب، أنَّ قدماء المصريين هم أول من عرفوا واهتموا بتنظيم النسل لمنع ظاهرة التكدس السكاني في وادى النيل، وعرفوا كذلك تحديد نوع الجنين من خلال عدة طرق بدائية.
وقال الباحث الأثري محمد إمام مرشد سياحي، إنَّ ما يشاع عن أن الفراعنة كانوا ينجبون بكثرة غير صحيح، حيث أن الملوك فقط هم من كانوا يهتمون بالإنجاب بأعداد كبيرة نظرًا لطبيعة الحكم حينذاك، ولكن أفراد الشعب كانوا يحافظون على تنظيم النسل من خلال إنجاب طفلين أو ثلاثة على الأكثر وهو ما ظهر جليًا في النقوش على المقابر والبرديات التى توضح ذلك.
باحث حرية الإنجاب اقتصرت على الملوك وقت الفراعنة.. أما أفراد الشعب فعليهم تنظيم النسل
وأضاف الباحث الأثري، لـ«لوطن»، أنَّ كتاب الأسرة للعالم الأثرى عبدالعزيز صالح تحدث عن فكرة النسل وتنظيمه وتحديده وعن بردية هامة موجودة في متحف تورينو بإيطاليا تتحدث عن الأوضاع الجنسية واستخدام الفراعنة للواقيات الذكرية، وهو ما أكّده العالم الروسي «أرشيولوجيستس» في دراسة نشرت مع بداية الألفية الثالثة، حيث أشار إلى أن القدماء المصريين هم أول من طبقوا تنظيم النسل للحيلولة دون التكدس السكاني في الوادي الضيق بمصر القديمة.
وأثبتت الدراسة أنَّ تنظيم النسل كان بابتكار «الواقي الذكري» المطروح حاليًا في الأسواق ولكن تمت صناعته بطريقة بدائية كانت تفي بالغرض، مؤكّدة أنَّ الواقيات صنعت من الجلد ومن أمعاء الحيوانات، وهي التي كان يستخدمها الفراعنة بينما عامة الشعب كانت تستخدم «واقيات» مصنوعة من مثانات الثور وأحشاء الخراف والماعز بعد تجفيفها بالملح اللا عضوي، كما استخدمت النساء المصريات مرهم أطلق عليه مرهم التمساح، وذلك باستخراجه من التماسيح وصبغة عسل النحل، كموانع حمل بنتائج إيجابية.
فيما نوه مجدي شاكر، كبير الأثريين بوزارة الآثار، إلى أنَّ الفراعنة أول من تمكّنوا من معرفة نوع الجنين، لافتًا إلى أنَّ الطريقة التي كانت تستخدم حينذاك تقتضي بأن تفحص المرأة الحامل البول حيث كانت تبلل بعضًا من حبات الشعير والقمح بقليل من ماء البول الخاص بها، فإذا نما الشعير وحده خلال بضعة أيام كان الجنين ذكرًا، وإذا نما القمح كان الجنين أنثى، وإذا لم يتأثر القمح أو الشعير ولم تنمو الحبات فذلك دليل على أن الحمل كاذب، وكانت هذه الطريقة يجريها الفراعنة في الأسابيع الأولى من الحمل أي أن الفراعنة كانوا يعرفون نوع الجنين في أيامه الأولى ذكرًا أو أنثى، وهذا لم يستطع علماء العصر الحديث التوصل إليه في معرفة الجنين إلا في الشهور الأخيرة من الولادة.