شاب عثرت عليه أسرته بعد 13 سنة: «بقالنا 10 سنين مش عارفين نحضنه»

كتب: إبراهيم الديهي

شاب عثرت عليه أسرته بعد 13 سنة: «بقالنا 10 سنين مش عارفين نحضنه»

شاب عثرت عليه أسرته بعد 13 سنة: «بقالنا 10 سنين مش عارفين نحضنه»

سنوات طويلة، لم يفقد فيها «عاطف» الأمل في العثور على ابنه، الذي فقده بينما كان في الرابعة من عمره، في أحد شوارع مدينة طنطا بمحافظة الغربية، بالقرب من محطة القطار، لم يترك محافظة إلا وذهب إليها، بحثا عن فلذة كبده «عاطف»، وما بين محافظات الصعيد والإسكندرية، اضطر الأب إلى بيع «عفش» بيته، لاستكمال البحث عن ابنه، لم يترك باباً إلا وطرقه، في دور الرعاية، وأقسام الشرطة، ولم يقف عند هذا الحد، بل قام بتوزيع منشورات بأوصافه في كل محافظة ذهب إليها.

انهيار الأب وصدفة العثور

بعد 13 سنة من البحث، وتحديداً في مدينة شبين الكوم بمحافظة المنوفية، كانت آخر المحطات التي ذهب إليها «عاطف محمد فراج»، ليبحث عن ابنه المفقود، وفي أحد أيام عام 2011، وفي إحدى دور الرعاية، التقى الأب بأحد الشبان، كان يلعب كرة القدم أمام الدار، فسأله بعض الأسئلة حول المدة التي أمضاها داخل الدار، وفوجئ بأنها تتطابق مع نفس توقيت فقدان ابنه، وبعد بعض الأسئلة الأخرى، تحول الشك الذي كان يساور الأب إلى شبه يقين، بأن هذا الشاب هو ابنه المفقود، ولم يتمالك نفسه من البكاء، وطلب منه أن يرافقه إلى مدير الدار.

أول ما شُفته حضنته

«شعرت بأنه ابني من بداية الكلام، ولكني قلت لمدير الدار عايز أسأل الشاب ده شوية أسئلة، لأن ابني مفقود في عام 1998 في مدينة طنطا، وهو نفس اللي بيقوله الشاب»، بهذه الكلمات بدأ «عاطف» يروي لـ«الوطن» قصة عثوره على ابنه بعد غياب 13 سنة، مؤكدا أنه سأله عن علامة في ظهره فوجدها، فضلاً عن علامات في الحاجب وأسفل الذقن، وتابع بقوله: «شفت العلامة في ضهره، وقمت حضنته بعدها، وشرحت له اللي حصل بالضبط، ثم ذهب معي للمنزل، حيث أقام معي لمدة 3 شهور، بعد الحصول على التصاريح اللازمة، ثم عاد بعدها».

اسمي الحقيقي بلال عاطف

أما الشاب، المعروف باسم «محمود السيد خليل»، فقال: «أنا اسمي الحقيقي بلال عاطف، اتعرفت على أبويا في 2011، بعد ما جالي الدار في شبين الكوم، وكل العلامات اللي في جسمي كان يعرفها، وأنا حسيت إنه أبويا، وروحت شفت اخواتي»، مشيراً إلى أنه بعد انتهاء فترة الثلاثة شهور للعيش مع أسرته، عاد إلى الدار من جديد، على أن يذهب إليهم في زيارات متقطعة، وأوضح أن هناك بعض الشروط التي يجب تحقيقها قبل أن تتسلمه أسرته من الدار، منها تغيير البطاقة وشهادة الميلاد، إلى اسمه الحقيقي.

تحليل الحامض النووي

وأضاف الشاب، في تصريحاته لـ«الوطن»، أن أهم شرط من شروط عودته إلى أسرته مرة أخرى، هو إجراء تحليل الحامض النووي DNA، للتأكد من العلاقة بينه وبين والده بشكل قاطع، مؤكداً أن والده باع كل ما يملك، من أثاث المنزل وذهب والدته، للبحث عنه على مدار 13 سنة، ولفت إلى أنه منذ التعرف على والده وأسرته قبل ما يقرب من 10 سنوات، لم يمكن إجراء ذلك التحليل، نظراً لظروف والده المادية الصعبة، مطالباً الدولة وأهل الخير بمساعدته في إجراء التحليل لاستكمال باقي الإجراءات، وعودته إلى أسرته من جديد، مشيراً إلى أن عمره الآن يبلغ 27 سنة، ويتمنى أن يلتم شمله مع أسرته من جديد.


مواضيع متعلقة