«الحى العاشر» بمدينة نصر بلا مياه والأهالى: تغيب بالساعات مثل «الكهرباء»

«الحى العاشر» بمدينة نصر بلا مياه والأهالى: تغيب بالساعات مثل «الكهرباء»
سيطرت حالة من الغضب الشديد على سكان منطقة الحى العاشر بمدينة نصر، بسبب تكرار انقطاع المياه عنهم على مدار الأيام الماضية لعدة مرات يومياً، منددين بتصريحات المسئولين بهيئة مياه الشرب والصرف الصحى التى أفادت بانقطاع المياه لمدة 12 ساعة فقط أمس الأول، مما تسبّب فى تعطّل مصالح الأهالى وأعمالهم، خصوصاً فى المحلات التجارية والمقاهى والمطاعم، إضافة إلى عدم إتمام الصلوات الخمس فى مساجد الحى بسبب انقطاع المياه عنها فى أوقات الصلاة، وعدم وجود خزانات مياه بها، مما دفع أصحاب المحلات التجارية إلى اللجوء لشراء المياه من المناطق القريبة أو تخزينها بكميات كبيرة لمواجهة الأزمة.
وقال مكرم سامى، صاحب محل عصائر بالحى العاشر بمدينة نصر إن انقطاع المياه تكرر عدة مرات خلال الأسبوع الأخير، مما دفعه إلى إرسال سيارة نصف نقل محمّلة بالبراميل البلاستيكية إلى منطقة إمبابة لجلب المياه، حتى يتمكن من مواصلة العمل فى محله، مقابل مبلغ 60 جنيهاً قيمة إيجار السيارة.
وأضاف الرجل الخمسينى أن انقطاع المياه أصبح له «جدول» مثل الكهرباء، وفى أحيان كثيرة تصل مدة انقطاعها إلى 24 ساعة كاملة، ثم تأتى ملوثة وغير صالحة للاستعمال الآدمى، مما يتسبب فى تغيُّر لون العصائر وتلوثها.
وأشار الشيخ ربيع، 32 سنة، صاحب مطعم بالحى الثامن، إلى تسبب انقطاع المياه فى توقف العمل بمحله لعدة ساعات يومياً، بعد تراكم كميات كبيرة من الأوانى التى تحتاج إلى غسيل وتنظيف بعد استعمالها، بجانب عدم توافر المياه التى يستخدمها الزبائن فى الشرب أثناء تناولهم الطعام أو فى غسل أيديهم.
ولفت «ربيع»، إلى أنه ذهب إلى فرع شركة المياه القريب من الحى للاستفسار عن سبب انقطاع المياه، فأخبروه أن تحطم الماسورة الرئيسية بالمنطقة سيتسبب فى انقطاع المياه عدة أيام، وأنه تم توفير سيارات تابعة للشركة، لتوزيع المياه فى الحى، وهو ما لم يحدث طبقاً لروايته.
وعن استعدادات سكان الحى لمواجهة أزمة انقطاع المياه، أكدت سمية إبراهيم، ربة منزل، 45 سنة، تخزين برميلى مياه لاستخدامهما فى أعمال النظافة والغسيل، إضافة إلى شرائها زجاجات مياه معدنية لاستخدامها فى أعمال الطبخ والشرب، نظراً لسوء حالة المياه التى يجرى تخزينها. وتقول: «المياه تقطع فى الحى بقالها أكتر من 10 أيام وفين وفين على ما تيجى، علشان كده بقيت أشترى فنطاس الميّه المعدنية بـ17 جنيه كل يوم وبرضه مابيكفيش، والميه اللى باخزنها ريحتها وحشة وبطلت استخدمها فى مسح البيت والسلالم».
أما أسامة عواد، صاحب مقهى، فلجأ إلى شراء كميات كبيرة من زجاجات المياه المعدنية وبيعها للزبائن مع طلباتهم، لمواجهة سؤالهم المستمر عن «المياه الساقعة»، ورغم ذلك يرى أن تلك الخطوة تسبّبت فى ترك بعض زبائنه له، ويقول «الزبون بتاع الحى بييجى يشرب شاى ومعسل وياخد سهرته ويدفع 4 جنيه وهو ماشى، ماقدرش أزود عليه 2 جنيه ونص تمن بُق ميّه هيشربه، علشان كده بقيت أنزلها للزباين الغريبة بس، أما زباينى بانزلهم من الميّه اللى باخزنها».
وفى المسجد الكبير بالحى، اقتصرت الصلوات الخمس طوال الأيام الماضية على عدد قليل جداً من المصلين، طبقاً لرواية الحاج مجدى أحد رواد المسجد، الذى أكد انصراف المصلين عن المسجد بعد حضورهم إليه لانقطاع المياه، وهو الأمر الذى واجهه بعض العاملين فى المسجد بتخزين كمية من المياه فى خزان صغير، لكنها لا تكفى أيضاً أعداد المصلين.
وأضاف الرجل السبعينى أن «الجامع يخدم المنطقة بحالها، لأن غالبية اللى شغالين هنا مش من سكان المنطقة، فالناس كانت بتصلى وتملى ميّه ساقعة من الكولدير اللى جوه الجامع، وبقالنا كام يوم والجامع تقريباً مهجور».
صاحب محل عصائر: أدفع 60 جنيهاً لسيارة تنقل لى براميل من إمبابة.. وربة منزل: المياه المخزّنة «ريحتها وحشة»