«نجوى».. فتاة قتلها الفساد والإهمال فى الشيخ زايد

«نجوى».. فتاة قتلها الفساد والإهمال فى الشيخ زايد
«ماما أنا خارجة بكرة مع أصحابى عشان نجيب هدوم العيد، عايزة أقوم أنشر البلوزة عشان ألبسها على البنطلون الأسود».. أنهت «نجوى» بتلك الكلمات حديثها مع والدتها ونهضت متجهة إلى البلكونة لنشر ملابسها لكن خطواتها لم تكن إلى البلكونة.. كانت بداية الرحلة التى أدخلتها القبر ليلة العيد، بعد أن سقطت بها البلكونة أثناء نشر ملابسها.
فاضت روح «نجوى».. انتهت حياتها وغابت ضحكاتها، قتلها الإهمال والفساد وترسية المناقصات على مقاولين معدومى الضمير فى عهد النظام البائد، وهوت بها البلكونة، وهى مساكن شباب بناها بنك شهير.
«نجوى سامى» 22 عاماً، فتاة فى مقتبل العمر، لم تستطع الحصول على شهادة الثانوية، بسبب إصابتها بمرض السكر، توجهت نجوى بعد حلقة ضحك مع إخوتها، إلى البلكونة المطلة على الشارع، وفى يدها «بلوزة» لنشرها، وما إن اقتربت ناحية السور حتى انهار بها أرضاً، وبعدها دخلت نجوى فى غيبوبة تامة، استدعت دخولها غرفة العناية المركزة، وتبين للفريق الطبى إصابتها بكسر فى الجمجمة ونزيف بالمخ وكسر بالذراع اليسرى، وبعد معاناة استمرت 5 أيام كاملة، لفظت نجوى أنفاسها الأخيرة. وقال شقيقها حسين، يعمل موظفاً بنادى السيارات، «أنا معرفش إزاى الملايين بتتصرف على إعلانات الشقق وفى الآخر البلكونات معمولة من الجبس، ومفيش ضمير عند الناس دى، إزاى بلكونة تتعمل من جبس، مفيش آدمية ولا رحمة، أهو ده اللى بنحصده من الفساد اللى عشنا فيه، فعلاً اللى مالهوش ظهر فى البلد دى بيتعب وحقه بيضيع، لما رحنا المستشفى الدكتور بيقول لى مش هنقدر نستقبلها عشان مفيش مكان، رحت اتصلت بمسئول قضائى كبير، كلمهم هما اترعبوا منه واهتموا بينا بعد اتصاله، ودبروا سرير، وفى نفس اليوم بالليل دخلت العناية المركزة، وفضلت فيها 5 أيام، وماتت الله يرحمها، أنا عايز أعرف حق أختى فين؟ ولازم حقها ييجى من أى مسئول فى البلد دى ومش هسيب حقها».