بريد الوطن.. صائد الجوائز (قصة قصيرة)

بريد الوطن.. صائد الجوائز (قصة قصيرة)
فى تعجُّب شديد، ظل وزير الثقافة ينظر إليه من أسفل إلى أعلى، ومن أعلى إلى أسفل، ثم همس إلى الواقف عن يمينه: «أمتأكد أنت أن هذا الواقف أمامى هو حقاً الفائز الأول؟»، فى آلية منتظمة هز الرجل رأسه من أعلى إلى أسفل قائلاً: «نعم سيادة الوزير»، ازداد تعجب الوزير الذى عاد يقول وهو ينفخ زفيره الغاضب فى الهواء: «أمتأكد أن هذا صائد الجوائز؟».. «نعم.. نعم سيادة الوزير»، مد الوزير يده للفائز الأول والملقب بصائد الجوائز -الذى لا يزال يمد يده لمصافحة الوزير منذ صعوده لتسلم جائزته- وراح يقول مبتسماً ناظراً إلى عدسات الكاميرات: «مبروك عليك يا صائد الجوائز، نتمنى لك المزيد والمزيد من الجوائز»، صفق الجمهور.. نظر صائد الجوائز إلى الدرع النحاسية والميدالية الفضية وشهادة التقدير ذات الإطار الذهبى الناصع ثم ابتسم، عاد سريعاً إلى حجرته/بيته القابع أسفل بدروم البرج ليجد زوجته فى انتظاره، أعطاها الدرع والميدالية الفضية، أسرعت الزوجة بدورها لبيعهما مثل غيرهما لتشترى بثمنهما دواء السكر والضغط الذى تأخر عن تناوله لفترة طويلة.
محمود أحمد على
عضو نقابة اتحاد كتاب مصر
يتشرف باب "نبض الشارع" باستقبال مشاركاتكم المتميزة للنشر، دون أي محاذير رقابية أو سياسية، آملين أن يجد فيه كل صاحب رأي أو موهبة متنفساً له تحمل صوته للملايين.. "الوطن" تتلقى مقالاتكم ومشاركاتكم على عنوان البريد التالي bareed.elwatan@elwatannews.com