«حياة كريمة» تصل للقرى المنسية في صحراء المنيا

«حياة كريمة» تصل للقرى المنسية في صحراء المنيا
«أولاد الشيخ»، قرية فقيرة تقع في أقصي شمال شرقي محافظة المنيا، يحدها من الشرق الطريق الصحراوي القديم، ومن الغرب نهر النيل، وفي الشمال منها، مركز الفشن التابع لمحافظة بني سويف، عاني سكانها البالغ عددهم نحو 5 آلاف نسمة، من البؤس والحرمان والتهميش لعقود طويلة، حُركوا من أبسط الخدمات، طرقوا جميع الأبواب أملا في انتشالهم من النسيان وإنعدام الخدمات دون مجيب، حتي جاءت مبادرة الرئيس السيسي، لتنقلهم لـ «حياة كريمة»، وواقع أفضل.
محمود رضوان، مزارع من أهالي القرية، أشاد بجهود الدولة في توصيل العديد من الخدمات للقرية ومنها الاهتمام بإنشاء فصول دراسية جديدة لتقليل كثافة التلاميذ في الفصول والقضاء علي ظاهرة التسرب من التعليم، مؤكدا أن القرية كانت تنتظر بفارغ الصبر تنفيذ تلك المبادرة بعد معاناة طويلة من إنعدام الخدمات، مطالبا بالإسراع في تنفيذ مشروع الصرف الصحي، وتوصيل الغاز الطبيعي وإنشاء مكتب بريد.
وقالت نهلة خلف معلمة بمدرسة القرية الإعدادية، إن «أولاد الشيخ»، من القري المعزولة، بسبب موقعها في أقصي الشرق تجاه الصحراء وهي تتبع إداريا مركز مغاغة، ويعاني الأهالي في قري الشرق بشكل عام وأولاد الشيخ بشكل خاص من صعوبة الانتقال للوصول للمدينة، إذ تقع القرية شرق النيل وهي متاخمة للظهير الصحراوي الشرقي ويعتمد الأهالي علي المعديات النهرية للوصول إلي مدينة مغاغة وتستغرق تلك الرحلة وقتا طويلا فضلا عن تعرضهم لمخاطر جراء استقلال تلك الوسيلة البطيئة والغير آمنة.
وطالبت بضرورة إنشاء كوبري علي النيل يربط بين شرق وغرب النيل، خاصة وأن هناك عدة قري تقع ناحية الشرق يجد سكانها صعوبة في التوجه للمدينة لقضاء حوائجهم، وأوضحت أن أقرب كوبري للقرية يقع علي بعد 30 كيلو بمركز بني مزار جنوبا، ما يستدعي إنشاء كوبري يربط بين قرى مركز مغاغة شرقا وغربا، خاصة وأن الحكومة أعلنت في وقت سابق عن إنشاء محور في كل مركز إداري شريطة أن تكون المسافات البينية بين الكباري 25 كيلو متر وهذا الشرط متحقق في مغاغة.
ووجه محمد حسانين عضو لجنة مبادرة حياة كريمة الشكر للقيادة السياسية علي اختيار قرية أولاد الشيخ ضمن قري المرحلة الأولي بالمبادرة مؤكدا أنه تم تطوير العديد من القطاعات بالقرية ومنها بناء 2 ملحق للمدارس، وإعادة بناء وتأهيل الوحدة الصحية التي من المقرر إدارجها في نظام التأمين الصحي الشامل، إضافة إلي تزويد القرية بـ7 محولات كهرباء جديدة لتقوية التيار، وتركيب 300 عامود إنارة، ومد 3 آلاف متر مواسير مياه قطر 6 بوصه، وجاري إنشاء مدرسة للثانوي العام بالقرية، تزامنا مع إنهاء إجراءات تنفيذ مشروع الصرف الصحي.
وأشاد اللواء أسامة القاضي محافظ المنيا، بجهود وزارتي التخطيط والإصلاح الإداري، والتضامن الاجتماعي في تنفيذ وإعداد برامج التنمية الخاصة بالقرى الأكثر احتياجا «حياة كريمة، فرصة، سكن كريم»، معلناً تقديم كافة أوجه الدعم لتلك البرامج التي تستهدف تحسين الأحوال المعيشية للمواطنين بالقرى والنجوع.
وعقد محافظ المنيا قبل أسبوع اجتماعا مع المهندس محمد فوزي النشار رئيس جهاز التعمير بوسط وشمال الصعيد، لبحث الخطة المحددة لتنفيذ أعمال المبادرة الرئاسية لتطوير 192 قرية بنطاق 5 مراكز بالمحافظة،هي: «أبوقرقاص – ملوي – العدوة – مغاغه – دير مواس»، وذلك لرفع قدرات البنية الأساسية، من كافة الجوانب الخدمية، والمعيشية، والاجتماعية، وفقا لرؤية مصر 2030.
وأعلن المحافظ عن إسناد أعمال توصيل المياه والصرف الصحي للجهات المتخصصة للتنفيذ، ممثلة في الهيئة القومية لمياه الشرب والصرف الصحي، موجها بسرعة انجاز الأعمال وفقا للجدول الزمني المحدد، مشيراً إلي أن هناك مجموعات عمل متخصصة بنطاق كل مركز يتم من خلالها متابعة تنفيذ الأعمال، وأكد على ضرورة توحيد الجهود والتكاتف للانتهاء من مراحل التطوير وتوصيل كافة الخدمات للمواطنين في قري المحافظة.
ووجه المحافظ، إلى سرعة الانتهاء من المعاينات الخاصة بالمواقع المحددة لأعمال التطوير لإقامة المشروعات المختلفة بالتنسيق مع الجهات المعنية، مع تحديد آليات تنفيذ الأعمال على أرض الواقع، موجها بتسخير كافة الإمكانيات وتقديم كافة أوجه الدعم لتحقيق الأهداف المطلوبة.