إنهاء الخصومة بين «بنى هلال» و«الكوبانية».. و10 بينهم رجلان حملا «الكفن»

كتب: عبدالله مشالى

إنهاء الخصومة بين «بنى هلال» و«الكوبانية».. و10 بينهم رجلان حملا «الكفن»

إنهاء الخصومة بين «بنى هلال» و«الكوبانية».. و10 بينهم رجلان حملا «الكفن»

انتهت الخصومة بين «بنى هلال» و«الكوبانية»، وفى حضور الآلاف من القبائل العربية بأسوان، بمركز شباب الكوبانية غرب نيل مركز أسوان.. ووسط حالة من السكون الرهيب، تقدم رجلان ينتميان لعائلة «عجاج الهلالية» بالأكفان خلفهم 8 شباب من بنى هلال، لـ«سامى سالم عبدالعزيز»، والد «عبدالعزيز»، ضحية الكوبانية، بصفته صاحب الدم، والذى ردد: «عفوت عنكم مرضاة لله وابتغاء لوجه الله ورسوله»، لتنتهى أول «قودة» يقدمها أبناء بنى هلال لأى قبيلة عربية. عقب انتهاء تقديم الكفن ارتفعت أصوات الآلاف الذين حضروا مراسم الصلح بالتكبير والتهليل، وذلك بحضور القيادات الدينية والتنفيذية والأمنية والشعبية، ومنها الدكتور عباس شومان، وكيل مشيخة الأزهر، نائباً عن الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، والدكتور محيى الدين عفيفى، أمين عام مجمع البحوث الإسلامية، واللواءان مصطفى يسرى، محافظ أسوان، ومحمد عبدالعال، مدير أمن أسوان، والدكتور منصور كباش، رئيس جامعة أسوان. وقال الشيخ كمال تقادم، رئيس لجنة المصالحة: إن ما حدث من تقديم «القودة» من أبناء بنى هلال هو التزام بالشريعة الإسلامية التى أوصت بالدم والقصاص أو الدية والعفو، ونحن دائماً ما نذهب إلى الأخير لأنه من طبيعة أبناء أسوان السمحة، والصعيد بصفة عامة. وأضاف: إن «القودة» هى إحدى طرق العفو التى تستخدمها القبائل العربية لإنهاء الخصومات، وإننا نقدم التحية للقبيلتين اللتين ارتضيتا بجميع الشروط والأحكام من لجان المصالحة، وقدمتا نموذجاً مشرفاً فى إنهاء إراقة الدماء وعودة السلام والأمن للمجتمع الأسوانى، لأن الطرفين أقرا بالصلح إرضاءً لله ورسوله، وحفاظاً على المجتمع الأسوانى. وتابع: إن الحادث كان خطأ، والكل أبناء عمومة حكّموا العقل، خاصة أن من بينهم من يقوم بالإصلاح بين الناس فى كثير من الخصومات، وإننا سمعنا العفو لوجه الله، وما أجمل أن نعفو لننتظر الجزاء الأوفى من الله عز وجل.[FirstQuote] وفى كلمته أكد اللواء مصطفى يسرى، محافظ أسوان، خلال مؤتمر الصلح، أهمية إنهاء مثل هذه الخصومات القبلية ونبذ الخلافات، وردم بؤر الدم، تطبيقاً للمعانى السمحة للدين الإسلامى، ولإرساء دعائم الاستقرار والسلام والأمان من أجل تحقيق آمال وطموحات كافة فئات المجتمع، والوصول إلى التنمية الشاملة فى كافة المجالات الحياتية، مشيداً بالجهود المتميزة لشيوخ القبائل العربية، ورجال الدين والقيادات الأمنية والشعبية، ولجنة الصلح برئاسة الشيخ كمال تقادم الليثى فى التوفيق بين القبيلتين «الكوبانية»، و«الهلالية»، وذلك لوقف إراقة الدماء وتحقيق التسامح بين أبناء المجتمع الواحد. كما أشاد المحافظ بتعاون الطرفين والقبائل فى وقف إراقة الدماء وتحقيق التسامح بين أبناء المجتمع الواحد تطبيقاً للمعانى السمحة لجميع الأديان السماوية. وقال شعبان سيد حسن، من قيادات الكوبانية، وعضو لجنة الصلح: إن بنى هلال أبناء عمومة، وشهر رمضان مضى ونحن فى حزن شديد لعدم التقائنا مع بعضنا البعض، ومر علينا الشهر وكأنه عام، لأننا دائماً ما نلتقى، ولقد بادرت لجنة المصالحة بإتمام الصلح والاتصال بالقيادات الهلالية دون تدخل من لجان خارجية، وبعد الاتفاق مع أصحاب الدم كوالد القتيل وعائلته، ثم أوصلنا المصالحة إلى اللجنة برئاسة الشيخ كمال تقادم الليثى.[SecondImage] وأكد أن كل ما يدور من أحداث غريب على المجتمع الأسوانى، قائلاً: نحن نتمنى زوال المشاكل، كما نقدم الشكر لجميع من شارك فى الصلح، وخاصة لجنة المصالحة من أبناء بنى الهلال الذين وافقوا على جميع الشروط دون مناقشة، بالرغم مما تعرضوا إليه من ظلم شديد خلال الأحداث الماضية. وأكد سعد أبومليك، رئيس جمعية بنى هلال، ورئيس لجنة المصالحة ببنى هلال، أن هذه أول «قودة» يقوم بها أبناء بنى هلال بأسوان، وذلك بإصرار شديد من لجنة المصالحات، والمشكّلة من مختلف العائلات، والتى تتمثل فى سعد أبومليك، ورجب حسنين، من أبناء سليم، وحمدى حجاج، وعمرو محفوظ، ونوبى بلمون، وشقيقه محمد، والحاج أحمد عبدالصمد، وحلمى سليم، من كبار عائلة الأحمدية بإدفو. وقال: أصررنا على إتمام هذا الصلح بيننا وبين أبناء عمومتنا «الكوبانية» فى أقرب وقت، والموافقة على جميع شروط لجنة المصالحة دون نقاش، وهذا اعتراف منا بأبناء عمومتنا، فكلنا ننتمى للقبائل العربية، ومنذ بدء الحدث بدأنا بالاتصال بكبار مشايخ الكوبانية لاحتواء الموقف، والإصرار على أن هذا الحادث فردى، وهو خطأ جسيم يستوجب الاعتذار بكافة الطرق المرضية. وأضاف أبومليك: نحن نطالب الجميع بعدم إدراج القبيلة فى مشاكل قد تكون فردية بين بعض الأطراف، ولا تأخذ الطابع السياسى والتضخيم الإعلامى، لأن جميع القبائل والعائلات بأسوان يحدث فيها بعض المشاجرات والمشاكل التى قد تعكر الصفو، ومع ذلك فلا يتم تضخيمها واعتبار القبيلة مخطئة، فنحن جميعاً أبناء بلد واحد، وتجمعنا محافظة واحدة، وعلاقات جيرة ونسب ومصاهرة وعمل مع الجميع، ولا نريد أن يتم التضخيم والتهويل، فنحن مثلنا مثل الجميع نحاول الحفاظ على الأمن والسلم الاجتماعى لبلدنا الحبيبة مصر وأسوان بصفة خاصة، لأننا مواطنون مصريون ونحب هذا الوطن مثل غيرنا. يُذكر أن إتمام المصالحة كان بعد 40 يوماً من مقتل عبدالعزيز سامى سالم عبدالعزيز «الكوبانى»، 22 سنة، والمقيم بمنطقة الكرور بمدينة أسوان، والذى ترجع أصوله ومنزل أجداده إلى نجع الحجر بقرية الكوبانية، التابعة لمركز أسوان، فى أحداث العنف التى وقعت مساء يوم الخميس 26 يونيو الماضى فى منطقة شرق مدينة أسوان، حيث كان شباب من قبيلة بنى هلال قد طعنوه بالسلاح الأبيض خلال الاشتباكات، قبل أن يحرقوا جسده، ورفضت عائلة الضحية أخذ العزاء بعد دفن قتيلهم، واستقبلوا اليوم واجب العزاء بمضيفتهم بالكوبانية عقب انتهاء الصلح مباشرة، وذلك بعد تدخل رجال ومشايخ القبائل بأسوان فى إنهاء الخصومة بين الطرفين حتى لا يكون هناك ضحايا جدد، خاصة أن القتيل لم يكن طرفاً فى أى من الأحداث الماضية، ولكن لأنه أسمر البشرة تم قتله ظناً أنه ينتمى لقبيلة «الدابودية».