بريد الوطن.. حكاية ملامح (قصة قصيرة)

كتب: بريد الوطن

بريد الوطن.. حكاية ملامح (قصة قصيرة)

بريد الوطن.. حكاية ملامح (قصة قصيرة)

بينما تبحث فى حافظة صورها القديمة، التفتت إلى صورة وتوقّفت عندها، لم تستطع التحول عنها كما فعلت مع غيرها من الصور، بقيت فترة ليست بالقصيرة تتأملها وقلبها يرتجف خلف ضلوعها، لقد استحقّت الصورة بالفعل أن يحدث لرؤيتها ما حدث، كانت صورة شقيقها، توأم الروح ومُشاطرها الأفراح والأحزان، لقد مات منذ ما يقارب الست سنوات، ومع هذا ما زالت تذكُره كل يوم كما تذكر نفسها، تذكّرت حينما كانت فى المرحلة الإعدادية واشترى لها توفيق أو (تيفا) كما كان يحلو لها أن تناديه، رابطة شعر على شكل فراشة، وكيف كان يصفّف شعرها بيديه، وفى كل مرة يبهرها بروعة تصفيفه، تذكّرت أيضاً حينما كان يظن الجميع أنها هى وتوفيق مخطوبان مُقبلان على الزواج حينما التحقت بالجامعة، وكيف لا يظنون هذا وهو دائماً يلازمها أينما حلت، مُلازمة بدافع الحب والغيرة، حينما تُعلق يديها بيديه ويسيران جنباً إلى جنب حتى يصلا إلى مقر الجامعة، وحينما تُنهى يومها الدراسى يكون بالخارج، ينتظرها بشغف وشوق.

ما زالت بين الحين والآخر تنثر خطابات توفيق أمامها، ما زالت ألوان الكلمات مُبهجة كمعانيها، الخط أنيق وكُتب بتأنٍ، لم تدرِ بنفسها إلا ودموع ساخنة تسيل فوق وجنتيها، الآن تُدرك تماماً أن توفيق قد مات، لقد سلّمت برحيله بعد أن اجتاحتها تلك الغُربة التى ألّمت بها رغم أنها تحيا بين الناس، ورُب أُناس يرحلون عنا فتأبى علينا الحياة العيش بعدهم، وإن بدونا للناس على قيد الحياة.

                                                           أشرف غازى

                                                       قاص مصرى - البحيرة  

يتشرف باب "نبض الشارع" باستقبال مشاركاتكم المتميزة للنشر، دون أي محاذير رقابية أو سياسية، آملين أن يجد فيه كل صاحب رأي أو موهبة متنفساً له تحمل صوته للملايين.. "الوطن" تتلقى مقالاتكم ومشاركاتكم على عنوان البريد التالي bareed.elwatan@elwatannews.com


مواضيع متعلقة