قريب من مستشفى العزل.. شاب يفتح مكتبه لاستضافة ذوي مرضى كورونا بالفيوم

07:04 م | الخميس 04 فبراير 2021

ساقه القدر ليذهب برفقة صديقه إلى مستشفى التأمين الصحي بمحافظة الفيوم، التي تضم أكبر قسم لعزل مرضى فيروس «كورونا»، واضطر لانتظار صديقه خارج المستشفى في سيارته، ليشاهد هطول الأمطار والصقيع على أقارب مرضى كورونا، الذين ينتظرون أمام المستشفى، مفترشين الأرض أو يجلسون على الأحجار، فشعر بالأسى تجاههم، الأمر الذي جعله يقرر فتح مكتبه الخاص بالتسويق العقاري، لاستضافة ذوي المرضى للاستراحة أو المبيت.

وقال محمد عويس أبو السعود (29 عامًا)، في تصريحات خاصة لـ«الوطن»، أنّ الظروف اضطرته لانتظار صديقه أمام مستشفى التأمين الصحي، ورأى سيدات ورجال، أعمارهم كبيرة ويجلسون على الأرض، ويعانون من البرد لدرجة أنّهم كانوا يحاولون الاحتماء من البرد في أوشحتهم، قائلًا: «كنت انتظر بداخل سيارتي وأعاني من شدة البرد ففكرت في حالهم وكيف يشعرون خصوصًا أنّهم من قرى ريفية وعلى بُعد كبير من منازلهم»، ففكر في تقديم المساعدة لهم.

وكشف أنّه يمتلك مكتب تسويق عقاري على بُعد خطوات من المستشفى، ففكر في فتحه أمام ذوي المرضى ليرتاحون فيه ويحتمون به من برد الشتاء وفي نفس الوقت يكونوا على مقربة من ذويهم المحتجزين بالمستشفى فترك مفتاح المكتب في صيدلية أسفل المكتب ونشر عبر صفحات التواصل الاجتماعي "فيسبوك" وترك رقم هاتفه لمن يريد التواصل معه ليذهب إلى المكتب في أي وقت.

وشدد على أنّه قام بتوفير أغطية «بطاطين وألحفة» لمن يذهب إلى المكتب للتدفئة، خصوصًا أنّ المكتب يضم «كنب جلد»، ومن الممكن أن يبيت أو يستريح من يحتاج عليهم ويجد وسيلة تدفئة، كما أنّه يمكنهم أداء الصلوات والدخول إلى الحمام.

وأوضح أنّه كل ما يقصده هو مساعدة ذوي المرضى في الانتظار بصورة آدمية دون تعرضهم للبرودة و«البهدلة»، لافتًا إلى أنّه فكر أن يذهب إليهم ويطلب منهم استضافتهم ولكنه كان يخشى رد فعلهم خصوصًا أنّنا في محافظة ريفية، وخاف أن يظن الناس أنه سيختطفهم أو سيسرقهم، ففضل الدعوى عبر «السوشيال ميديا» ومن يريد سيأتي.