«عاصم» على التنفس الصناعي منذ عامين: والداه تركا منزلهما واستأجرا شقة بجواره

«عاصم» على التنفس الصناعي منذ عامين: والداه تركا منزلهما واستأجرا شقة بجواره
عامان كاملان مرا على الطفل «عاصم»، وهو محتجز بالرعاية المركزة بمستشفى سيدي سالم المركزي، بعد إصابته بضمور العضلات الشوكي، حتى أن والداه تركا منزلهما بإحدى قرى مركز دسوق بمحافظة كفر الشيخ، واستأجرا منزلا بجوار المستشفى ليكونا إلى جواره.
البطل عاصم، كما يُطلق عليه أطباء مستشفى سيدي سالم المركزي، ظل يصارع الموت لأكثر من عامين على أجهزة التنفس الصناعي بالمستشفى، وحينما جرى إنشاء قسم عزل لمصابي كورونا بالمستشفى، لمواجهة الجائحة التي تجتاح العالم، شعر ذووه بالخوف، لأنه يحتاج لرعاية مركزة، ومع إنشاء القسم تم تخصيص كل غرف الرعايات المركزة للمصابين بالفيروس، فكان تصرف الدكتور صلاح زغلول، مدير المستشفى، مطمئنا لوالد الطفل، حيث جرى إنشاء غرفتي رعاية مركزة بعيدا عن أقسام العزل بمدخل ومسار آمن تماما لتأمين جهاز تنفس صناعي للصغير.
عاصم، كما يوضح مدير المستشفى، يبلغ من العمر سنتين و8 شهور، ويعاني من حاله مرضيه تسمي «Werdnig-Hoffmann disease»، وهو نوع من أنواع ضمور العضلات الشوكي، وجرى حجزه بالمستشفى في الثالث من أكتوبر عام 2018، واستدعت حالته وضعه على جهاز تنفس صناعي بوحدة العناية المركزة للأطفال لأكثر من عامين، «لما حولنا المستشفى لعزل مصابي كورونا، كان أهله خايفين، فاقترح الدكتور أسامة رجب، الطبيب بالمستشفى، تجهيز غرفتين علشان عاصم، وقصته كانت ولا زالت ملهمة لكل الطاقم الأطباء والتمريض»، يقول مدير مستشفى سيدي سالم.
والداه غيرا حياتهما من أجله: «نور عنينا وحياتنا»
وأكد والد الطفل أنه أسرته «لم تكل ولم تمل من خدمته، «دا ابني ونور عيني، إزاي أمل ودا حتة مني، والحمدلله صابر وراضي على اللي أنا فيه، ولو في آخر الدنيا هروح وراه، سيبت بيتي وأستأجرت منزل قريب من المستشفى علشان أكون جنبه».
ويعمل والد الطفل، إمام وخطيب، وحاصل على دكتوراة في أصول الدين، بينما تعمل والدته معلمة رياض أطفال، وقاما باستئجار منزلا بجوار المستشفى لرعايته، وتقديم الدعم النفسي له على الرغم من صغر سنه.
والدة الطفل تقول «إحنا راضيين بقضاء ربنا، والحمدلله على نعمته، عاصم سيكون سبب في دخولنا الجنة، وبنعتبر إن الأطفال اللي في الرعاية المركزة كلهم أولادي، وبنقضي كل الأعياد والمناسبات جنبه وجنب زملائه الأطفال».