القصة الكاملة لوفاة طبيب ووالديه بكورونا في كفر الشيخ خلال 35 يوما

القصة الكاملة لوفاة طبيب ووالديه بكورونا في كفر الشيخ خلال 35 يوما
- كفر الشيخ
- الدكتور محمد كمال رزق
- وفاة الدكتور محمد كمال رزق بكورونا
- كورونا في كفر اشليخ
- فيروس كورونا
- كفر الشيخ
- الدكتور محمد كمال رزق
- وفاة الدكتور محمد كمال رزق بكورونا
- كورونا في كفر اشليخ
- فيروس كورونا
35 يوما هي المدة التي أصيب فيها الدكتور محمد كمال رزق، مساعد وكيل وزارة الصحة بكفر الشيخ السابق، نائب مدير مستشفى صدر العاصمة، بفيروس كورونا، انتهت بوفاته، عقب تدهور حالته الصحية في غرفة الرعاية المركزة، مساء أمس، ليوارى جثمانه الثرى بجوار والده، الذي توفي بنفس الفيروس يوم 16 من يناير المنصرم، وعلى مقربة من قبر والدته الحاجة فادية عزام، التي رحلت أيضا متأثرة بإصابتها به في 26 من الشهر ذاته.
لم يكن فراق الدكتور محمد كمال رزق، سهلا على أصدقائه الأطباء، ومحبيه وأهل قريته ميت الديبة بمركز قلين في كفر الشيخ، بل كان بمثابة الفاجعة التي ألمت بهم، خاصة وأنهم كانوا يأملون بان يعود مرة أخرى لهم ولأطفاله وزوجته، لكنه تأثر بوفاة والديه، وتدهورت حالته حتى جرى وضعه على جهاز التنفس الصناعي، بقسم العزل في مستشفى كفر الشيخ الجامعي، قبل أن يرحل تاركا حزنا كبيرا في قلوب أبناء المحافظة.
ووفق حديث الدكتور محمد كمال سلامة، رئيس قسم العزل بمستشفى كفر الشيخ الجامعي، المقتضب خلال تقدمه تشييع الجثمان، فإن صديقه «محمد كمال رزق»، أصيب منذ 35 يوما، وكان متأثرا بعدما علمه بإصابة والديه وشقيقه العقيد أيمن، بنفس الفيروس، وتألم كثيرا بعد تدهور حالة والده ووفاته، خاصة أنه لم يستطع حضور الجنازة، ثم بكى كثيرا بعد وفاة والدته، التي لم يستطع إلقاء نظرة الوداع عليها هي الأخرى، مؤكدا أنه كان يتواصل مع ذويه ومحبيه عبر وسائل التواصل الاجتماعي، لكنه كان يشعر بقرب الأجل.
ونشر الدكتور أحمد شرابي، استشاري الأطفال وحديثي الولادة، صديق نائب مدير مستشفى صدر كفر الشيخ المتوفى، جزءا من محادثة بينهما عبر تطبيق الـ«واتس آب»، قال خلالها الدكتور محمد كمال رزق، المتوفى بكورونا: «أنا فتحت الفيس بوك شوفت دعوات الناس عيطت، وحاسس بتعب كبير في زوري ومش قادر اتحرك، طيب الألم هينتهي إمته، هشيل الأكسجين إمته، والوجع رجع تاني بعنف، وخلي الناس تدعيلي».
بينما نعاه الآلاف من أبناء كفر الشيخ وأصدقائه الأطباء، عبر موقع «الفيس بوك»، وأعادوا نشر تدويناته التي أكد خلالها تعبه وألمه بسبب عدم قدرته على تشييع جثمان والديه، اللذين توفيا قبله بأيام، متأثرين بإصابتهما بالفيروس اللعين؛ إذ أنهما رحلا دون وداعهما، كما أنه أيضا رحل دون وداع زوجته وأطفاله الصغار وأشقائه.
الطبيب ناعيا والديه: «المرض منعني من حضور جنازتكما»
وفي 16 يناير نعى الطبيب والده بكلمات مؤثرة، عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي« فيس بوك»، قائلا: «وداعا يا أغلى ما في حياتي، وداعا أبي الكريم العظيم، منعني المرض أن أشيع جنازتك، يا أعظم أب وأخ وصديق وحبيب، عشت عمري أتباهى إنى ابن الحاج كمال رزق، وسأبقى إن كان لي العمر على العهد سائرا إلى أن نلتقى عند مليك مقتدر».
كما دون بعد يومين منشورا، قال فيه: «في أي زمن خلقت أيها الفارس، أشهد الله أنك أديت الأمانة، وبلغت الرسالة، وكنت لنا نعم الأب والصاحب والأخ، ما حرمتنا شيء، وكنت دائما الناصح الأمين، نسير في دنياي بسيرتك العطرة التي يشهد بها الجميع، طبت حيا وميتا أبي الحبيب».
ونعى الدكتور محمد كمال رزق، والدته قبل أيام بكلمات مؤثرة، قائلا: «وداعا يا أمي الحبيبة، وداعا يا عشق الفؤاد وملكة حياتي، وداعا يا من كنتى سبب أفرحاي وستري في الدنيا، وداعا يا من كنت أكرم بسبب دعواتك التي لا تنقطع، وللأسف أيضا منعني المرض تشييع جنازتك، اللهم أجرنا في مصيبتنا واخلف علينا، يارب إنه ابتلاء عظيم ولا نملك إلا الرضى والقبول، اللهم اجعلنا من الصابرين المحتسبين».
وأعلنت نقابة أطباء كفر الشيخ، برئاسة الدكتور عمرو أبو سمرة، نقيب الأطباء، تلقي واجب العزاء في نائب مدير مستشفى صدر المحافظة، بمقر النقابة بعاصمة المحافظة، بدءًا من الساعة الرابعة مساء اليوم، حتى الثامنة، في حضور النقيب وأعضاء المجلس والأطباء من زملائه.
وشيع الآلاف من أبناء قرية ميت الديبة والقرى المجاورة بمركز قلين، جثمان الطبيب في جنازة مهيبة، وانهار بعض الأطباء من زملائه خلال تشييع جثمانه، واصطف الآلاف من أهالي ميت الديبة والمحافظة، على جانبي سيارة الإسعاف التي تقله.
وحضر تشييع الجثمان عددا من أعضاء مجلسي النواب والشيوخ، فضلا عن أعضاء نقابة الأطباء، معبرين عن حزنهم برحيل رجلا أثرى الحياة الطبية بالمحافظة، ولم يتاخر يوما عن تقديم الخدمات لكل المحتاجين.