أهالي عقار الهرم المحترق: تحويشة العمر ضاعت وبقينا من سكان الشارع

كتب: رؤى ممدوح

أهالي عقار الهرم المحترق: تحويشة العمر ضاعت وبقينا من سكان الشارع

أهالي عقار الهرم المحترق: تحويشة العمر ضاعت وبقينا من سكان الشارع

ثلاثة أيام مرت على اندلاع حريق ضخم ومفاجئ في الطوابق الأولى داخل أحد العقارات المتآخمة للطريق الدائري بحي الهرم، والتي اُستخدمت كمصنع ومخزن للأحذية، ورغم الدفع بعدد كبير من سيارات الإطفاء وقوات الحماية المدنية إلاَ أنَه لم يتم السيطرة على الحريق، بل امتدت ألسنة اللهب خارج الشرفات، حتى أصبحت النيران والأدخنة الكثيفة ظاهرة بشكل واضح للمارين على الطريق الدائري، الأمر الذي دفع الإدارة العامة للمرور إلى اعتماد تحويلات مرورية في عدة اتجاهات للحد من الزحام والتكدس المروري.

حزن وصدمة الأهالي 

«شقا عمرنا ضاع وبقينا مرمين في الشارع، ومش عارفين نروح فين».. بهذه الكلمات المختصرة الممزوجة بالبكاء المرير عبرت إحدى السيدات عن حالها، فيما كانت في حالة ذهول ونظراتها معلقة على البرج الذي التهمت النيران جدرانه، حيث تمتلك السيدة الثلاثينية شقتين داخل البناية المنكوبة.

وتقول السيدة التي فرًت من الحريق بصحبة أطفالها الثلاثة بملابس المنزل، إن هاتين الشقتين هما «تحويشة العمر»، ونتيجة سنوات الغربة التي أبعدتها عن زوجها: «حطينا كل فلوسنا في الشقتين، كان حلمنا يبقى عندنا حاجة تمليك، بس خلاص كل حاجة راحت، واتحرقت مع النار اللي شايفينها بتعلى لحد ماهتوقع البرج كله، ومعاها فلوسنا اللي مامعناش غيرها».

وعلى بعد خطوات قليلة من العقار، كان الأهالي في حالة صدمة من الحادث الذي شردهم فوق الأرصفة رفقة أطفالهم في غضون ساعات قليلة، وتحت وطأة البرد القارس، حيث يقول أحد السكان: «في يوم وليلة بقينا من سكان الشارع، وحالنا يصعب على أي حد بعد ما كنا قاعدين في بيوتنا وشققنا، عايزين الحريقة تنطفي قبل ما توصل للأدوار اللي فوق ومايبقاش في حاجة ينفع تتلحق».

وناشد السكان المنكوبين الجهات المختصة بتوفير أماكن لهم للمبيت، لحين السيطرة على الحريق والعودة إلى منازلهم.