أصحاب الأضرحة.. نذور وأدعية لتفريج الكروب وحكايات لا تنتهي عن المريدين

أصحاب الأضرحة.. نذور وأدعية لتفريج الكروب وحكايات لا تنتهي عن المريدين
بمجرد أن تطأ قدماك مدخل المقابر بالقرب من خلوة السيدة نفيسة فأول ما تهتدى له الأعين هو مئذنة مسجد ومقام ابن عطاء الله السكندرى، وبعد عبور البوابة الحديدية وصعود درجات السلم الرخامى، يجلس إمام المسجد يحكى عن ابن عطاء السكندرى، الفقيه المالكى والصوفى شاذلى الطريقة، وهو واحد من أهم أركان الطريقة الشاذلية الصوفية، (658 هـ/ 1260 م - 709 هـ/ 1309 م)، «اتقال عليه ألقاب كتير منها قطب العارفين وترجمان الواصلين ومرشد السالكين»، هكذا قال إمام المسجد.
لا يعلم الإمام الذى بدأ عمله فى المسجد قبل سنوات أسباب هذه التسمية، لكنه يعلم أنه أحد علماء الدين، وله كتب عديدة أبرزها «الحكم العطائية»، الذى جمع فيه فكرة التصوف وحكمته، ويضم إشارات كثيرة عن التصوف، وتوفى ابن عطاء فى عام 709 هجرية، ودفن داخل ذات مقامه الحالى، ليضم فيما بعد مسجداً ملاصقاً للمقام.
بعبور البوابة الخشبية البنية الكبيرة يكون الزائر داخل المسجد، السقف مزخرف بالرسومات الإسلامية، وفى زاوية بآخر المسجد سياج خشبى، بنى اللون مخصص لصلاة السيدات، به سجادة من ذات الأنواع المتعارف عليها بمساجد القاهرة، ويقود إلى المقام باب خشبى صغير، أبيض اللون، مغلق بالأقفال تنفيذاً لقرار وزارة الأوقاف بغلق الأضرحة بسبب انتشار فيروس كورونا، يقف أمامه المصلون بعد الانتهاء من الصلاة للدعاء ويحدوهم الأمل فى الاستجابة.
العارف بالله شيخ الإسلام تقي الدين محمد: أبواب موصدة وحوائط قديمة وألوان باهتة
على بعد خطوات من مسجد ابن عطاء الله السكندرى باتجاه اليسار، يقع مقام العارف بالله شيخ الإسلام قاضى القضاة تقى الدين محمد، الذى يتمتع بقبة خضراء اللون، لكنه يحاصره الإهمال والأتربة، فأبوابه موصدة لا تجد من يفتحها، وحوائطه قديمة وألوانها باهتة لا تلفت النظر إليها ولافتة المقام هى الشىء الوحيد الذى يبدو بحالة جيدة فى المقام. رغم أبواب المقام الحديدية الخضراء الموصدة بالأقفال، لكن آيات القرآن تتردد من داخله بصوت واضح، فالقرآن لا ينقطع، يسمعها المارة أو الزوار والواقفون أمام المقام لقراءة الفاتحة.
للإمام تقى الدين نصيب مما ينسب للصالحين من الكرامات، أوردها كتاب «مرشد الزوار إلى قبور الأبرار»، لزين الدين الموفق، ومن أبرز هذه الكرامات حين أساء رجل الأدب معه فى إحدى المرات، وأخبره «تقى الدين»، أنه سيموت بعد 3 أيام فوقع ذلك، وفى حياته خرج أحد الأمراء من مصر، فأخبرهم أنه لن يعود مرة أخرى وهو ما حدث بالفعل