تفاصيل الأيام الأخيرة لأسرة الشرقية المتوفاة بكورونا: الابن سدد الديون

تفاصيل الأيام الأخيرة لأسرة الشرقية المتوفاة بكورونا: الابن سدد الديون
على مدار 15 يومًا، عاشت أسرة بقرية البوها التابعة لمركز كفر صقر بمحافظة الشرقية، حالة من الخوف والهلع، بعدما انتشر عدوى فيروس كورونا بين أفرادها، لتتفاقم المأساة بوفاة 3 منهم، خلال أسبوع واحد.
الأسرة التي تقطن في قرية مترامية الأطراف بشمال محافظة الشرقية، ودعت الثلاثاء الماضي الحاج عبد القادر عكاشة، 58 عامًا، تاجر أعلاف، وبعد يومين ودعت زوجته فتحية السيد، 55 عامًا، ربة منزل، ثم جاءت الصدمة الثالثة في اليوم التالي بوفاة ابنهما الأكبر «محمد»، 33 عامًا.
وقال أحمد السيد، أحد أهالي القرية، إن ما حدث يعد فاجعة كبرى أحزنت أهالي القرية جميعًا وليس أسرة المتوفين فقط، مشيرًا إلى أن المتوفين يتصفون بالسمعة الحسنة والأخلاق الحميدة، ودائما ما كانوا يساهمون في أعمال الخير ومساعدة الأهالي.
وأشار إلى أن الفقيد الراحل الحاج عبدالقادر ظهرت عليه أعراض الإصابة قبل نحو 10 أيام، وتوجه إلى أحد الأطباء لتوقيع الكشف الطبي عليه، وتبين من الفحوصات والأشعة أنه مصاب بفيروس كورونا، ومن ثم نُقل إلى قسم العزل بمستشفى أولاد صقر المركزي، وبعد عدة ساعات تبين إصابة زوجته، ونُقلت هي الأخرى إلى نفس المستشفى، واُحتجزت لتلقي العلاج اللازم، إلا أن حالتهما تفاقمت وزادت حدة الأعراض مثل السعال وارتفاع درجة الحرارة وضيق التنفس.
وذكر «لم يستطع الزوجان مقاومة الفيروس، وانتقلا إلى رحمة الله حيث توفى الزوج يوم الثلاثاء ولحقت به زوجته يوم الخميس».
واستكمل الرجل الأربعيني ودموعه تنسال من عينيه، قائلًا: «محمد كان الابن الأكبر للفقيدين الراحلين، وكان يهتم برعايتهما، وبعد انتقال العدوى له نُقل إلى مستشفى كفر صقر المركزي، وبعد احتجازه عدة أيام لحق بوالديه».
ولفت إلى أن «محمد» متزوج ولديه 4 أبناء تتراوح أعمارهم بين عام و7سنوات، مؤكدًا أنه علم بمرضه وسارع بمطالبة شقيقه بسداد مستحقات بعض العملاء والتجار الذين يتعامل معهم، كما أوصى بجزء من أمواله للأيتام والفقراء.
وتابع: «الله يرحمهم كانوا صالحين ومحمد كان بارًا بوالديه وبأهل القرية»، مشيرًا إلى أن 3 من شقيقات الراحل أصبن بالفيروس إلا أن الأعراض كانت بسيطة وخضعن للعزل المنزلي حتى استقرت حالتهن.
وأكد أن جميع أفراد الأسرة حاليًا بخير، ولا توجد شكوى من الإصابة بالفيروس.