أصغر مغسلة وفيات كورونا تروي تجربتها: «كلهم وجوههم منورة»

كتب: إبراهيم الديهي

أصغر مغسلة وفيات كورونا تروي تجربتها: «كلهم وجوههم منورة»

أصغر مغسلة وفيات كورونا تروي تجربتها: «كلهم وجوههم منورة»

صغر سنها وكونها فتاة وطالبة جامعية لم يمنعها من تقديم خدمة إنسانية لضحايا الوباء العالمي كورونا، ففي وقت يخاف الكثيرون فيه من مجرد الاقتراب من حالات المشتبه في إصابتهم بالفيروس، قررت هي اقتحام الخطر المؤكد بلا خوف وتغسيل «وفيات كورونا»، في مدينة السادات بمحافظة المنوفية.

كان نفسي أتعلم تغسيل الموتى من زمان

«كان نفسي أتعلم تغسيل الموتى من زمان، فيه ناس كتير بتخاف تغسلهم وبترفض الفكرة، بس أنا حصلت على دورة في تغسيل وفيات كورونا في مدينة السادات على مدار يومين، وبعدها مباشرة، وفي اليوم الثالث، بدأت أنزل وأغسل الوفيات»، بهذه الكلمات بدأت «سلسبيل أحمد خلف»، الطالبة بكلية دار العلوم جامعة القاهرة حديثها عن تجربتها مع تغسيل المتوفين بالفيروس القاتل، مضيفة أن الفكرة راودتها منذ الصغر، لكنّها قررت تنفيذها في ظل خوف الجميع من العمل في هذا المجال، أو استغلال البعض من المغسلين الظروف الحالية في طلب مبالغ مالية كبيرة.

أسرتي رفضت في البداية وبعد كده دعموني

وأكدت «سلسبيل»، التي تُعد أصغر مغسلة لوفيات كورونا في المنوفية، في تصريحات خاصة لـ«الوطن»، أن أسرتها والعديد من أصدقائها كانوا يرفضون تطوعها في هذا المجال، خوفاً عليها وعلى جميع من يتعامل معها قائلة: «بالنسبة لأهلي وأصدقائي، طبعا كان فيه خوف كبير عليا، وخوف على نفسهم كمان، ولكن بعدما شاركت في غسل أكثر من حالة، تحول خوفهم إلى دعم كبير، وتشجيع لي لاستكمال العمل في تغسيل وفيات كورونا».

أصعب قصص تغسيل وفيات كورونا

وأوضحت «سلسبيل» أن تجربتها مع تغسيل وفيات كورونا، مليئة بالمواقف الصعبة، والتي لم تكن تتخيل أنها ستشاهدها يوماً، وعن هذه المواقف قالت: «بعد تغسيل وتكفين الجثة، ننادي على أهل الميت يشوفوه، في مرة كانت سيدة متوفية، خرجت إلى أسرتها علشان أدخلهم، ملقتش حد منهم خالص يستلم جثتها، والإسعاف جت خدتها ومشيت»، وفي موقف آخر رفض أحد الشبان رؤية والدته، وأضافت: «خرجت استدعي أسرة المتوفية، رد ابنها عليا وقال لي: لا لا خلصي انتي، أنا مش داخل ومش عايز أشوف».

وفيات كورونا وجوههم «منورة»

واختتمت الفتاة حديثها بقولها: «كل وفيات كورونا وشهم بيكون منور ومبتسمين، وفي إحدى المرات، دخلت بنت تشوف أمها المتوفية بكورونا، وكان وشها منور ومبتسمة، فصوتت جامد من صدمة رؤية وجه أمها المبتسم، وكل اللي كانوا في الغرفة كانوا بيبكوا من هذا الموقف».


مواضيع متعلقة