"كسر الصمت".. منظمة إسرائيلية تفضح الانتهاكات اليومية ضد الفلسطينيين

"كسر الصمت".. منظمة إسرائيلية تفضح الانتهاكات اليومية ضد الفلسطينيين
كشفت منظمة كسر الصمت الإسرائيلية غير الحكومية، والتي تأخذ على عاتقها نقل الجمهور دولة الاحتلال الإسرائيلية إلى واقع الحياة اليومية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، قصصًا توثق الإذلال اليومي للشعب الفلسطيني، وشهادات بمثابة بانوراما توضح الصورة على نطاق واسع لسيطرة الجيش الإسرائيلي المطلقة والقهر الذي يمارسه على الشعب الفلسطيني، ويأتي ذلك من خلال أعضائها من المحاربين القدامى الذين خدموا في الجيش الإسرائيلي منذ بداية الانتفاضة الثانية.
وتجمع المنظمة شهادات من الجنود الذين خدموا في الضفة الغربية وغزة والقدس الشرقية منذ سبتمبر عام 2000، وتعقد محاضرات واجتماعات بمنازل الأعضاء بالمناسبات العامة لنشر وتسليط الضوء على واقع الأراضي المحتلة من خلال صوت المقاتلين السابقين، وصورًا مختلفة، بجانب الجولات التي تقوم بها بمنطقة الخليل وجنوب جبل الخليل، وذلك بهدف الوصول بالجمهور الإسرائيلي إلى الواقع الذي نادرًا ما تصوره وسائل الإعلام.
وكانت "كسر الصمت" تأسست في شهر مارس 2004، واكتسبت مكانة خاصة في نظر الجمهور الإسرائيلي ووسائل الإعلام من خلال تفردها في إعطاء صوت التجربة من الجنود وحتى الآن، وجمعت المنظمة أكثر من 950 شهادة من الجنود الذين يمثلون جميع طبقات المجتمع الإسرائيلي، وتغطي تقريبًا جميع الوحدات التي تعمل في الأراضي بحثت هذه الشهادات بدقة من خلال شهود العيان أو محفوظات ومستندات منظمات حقوق الإنسان النشطة في هذا المجال.
وتجد الموقع الرسمي، للمنظمة الذي يزخر بالشهادات عن الجنود بالفيدويهات والصور التي تمثل عدة فئات كالإساءة والاغتيالات والرشوة والإقرار بالقتل وحظر التجول وتدمير الممتلكات والإذلال والنهب وغيرها من صور العنف الذي شهده المستوطنين، منذ تأسيس المنظمة رفض بعض الجنود الكشف عن هويتهم، وذلك بسبب الضغوط المختلفة من أشخاص العسكرية الرسمية والمجتمع ككل، ولكن الأولوية الأولى بالنسبة للمنظمة هو أن الجنود الذين يختارون للإدلاء بشهادته.
ووصف بعض الجنود في التسجيلات كيفية استخدامهم للمدنيين الفلسطينيين، وخاصة الأطفال كدروع بشرية لحماية الجنود من كمائن أو هجمات من قبل المسلحين، وهذا الإجراء محظور وفقًا لقرار المحكمة الإسرائيلية العليا منذ 2005، وقال آخرون عن المضايقات الروتينية بحق المدنيين عند نقاط التفتيش والترويع العشوائي والعقاب الجماعي.
إيتمار شوارتز، 29 عامًا، والذي كان يعمل في جيش المشاة بين عامي 2000 و2003، تحدث عن عمليات التفتيش المتكررة للمنازل، واصفًا كيف حجز الجنود امرأة فلسطينية وطفلها في المطبخ لمدة ساعتين حتى ينتهي الجنود من مشاهدة كأس العالم 2002، وأضاف أثناء حديثه لصحيفة الجارديان البريطانية، إنه قام بالكشف عن شهادته للعلن "حتى يعلم المجتمع الإسرائيلي بالثمن الأخلاقي والتجربة الأخلاقية التي يمر بها الجنود أثناء الخدمة العسكرية".
وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي سمح لنشطاء المنظمة بالتجول في أماكن محدودة بالخليل، بعد أن عارض المستوطنين السماح للنشطاء بالتجول بالخليل من أجل توثيق اعتداءات المستوطنين على سكان المدينة، لكن المسؤولين بالمنظمة طالبوا بالالتماس بالتجول بحرية.