تفاصيل مقتل حفيدة «القذافي» على يد عشيقها بالقاهرة بعد علاقة حميمة

تفاصيل مقتل حفيدة «القذافي» على يد عشيقها بالقاهرة بعد علاقة حميمة
كانت الساعة تشير إلى الثانية عشرة من صباح يوم الاثنين 19 أكتوبر الماضي، الأوضاع هادئة داخل أحد أفخم الكمباوندات السكنية بالقاهرة الجديدة، التي يسكنها «علية القوم» من رجال الأعمال والأثرياء من العرب والمصريين، وكذلك الأجانب، الليل انتصف وأسدل ستائره على المكان الهادئ بطبعه، ما عدا وحدة سكنية في إحدى العمارات؛ فقد شهدت ضجيجا ومشادة كلامية بين فتاة ليبية وصديقها من الجنسية ذاتها.
كثيرون أيضا سمعوا صوت المشاجرة، لكن أحدا لم يفهم الحديث كونه باللهجة الليبية، وكانت «ليه ليه»، هي آخر كلمات المجني عليها ريتاج محسن، حفيدة ونيس القذافي، آخر رئيس وزراء لليبيا، في عهد الملكية البائد، قبل أن يلقيها صديقها محمد السوسي، من الطابق السابع، وتلقى حتفها عقب لقاء جنسي بينهما؛ إذ أقام معها علاقة وتخلص منها عقب طلبها الزواج منه.
التفاصيل كما جاءت في تحريات وتحقيقات الأجهزة الأمنية، جاءت كالتالي:
وفق ما ورد بتحقيقات النيابة العامة التي انتهت بعد سماع أقوال المتهم والشهود، وتلقت تقرير الطب الشرعي وتحريات الأجهزة الأمنية، التي بذلت جهودا مضنية للوقوف على حقيقة ما حدث، سطرت محضرا بالتحريات، وقدمته للأولى التي انتهت بإحالة القاتل للمحاكمة الجنائية، أمام محكمة جنايات القاهرة.
علاقة جنسية وقتل
تطورت علاقة الصداقة بين محمد وريتاج، وتحولت إلى علاقة جنسية، بعد وعده لها بالزواج، رادوها عن نفسها وقبلت مرات ومرات حتى بدأ يتهرب ويختلق الحجج للابتعاد عنها، وعدم الرد على اتصالاتها بحجة أنه مشغول، ويعاني من مشكلات وأزمات بصالة عرض السيارات التي يملكها بالقاهرة الجديدة، حتى باتت الفتاة كابوسا يطارده في منامه ويقظته، فقرر التخلص منها.
وتقابلا ثم وصلا سويا إلى الوحدة السكنية التي يستأجرها للإقامة بها «فيلا دوبلكس»، والتي شهدت الجريمة واللحظات الأخيرة في حياة ريتاج؛ إذ وقعت المشادة بينهما، ففتح محمد النافذة، وألقى ريتاج من الطابق السابع.
شاهد إثبات أمام النيابة
بحسب ما ورد بأقوال شاهدي إثبات أمام النيابة، مالك ورشة تعديل سيارات، وطالب، كانا في الطابق السفلي من الدوبلكس، وقت وصول المتهم مع المجني عليها، فإنه فور دخولهما الوحدة السكنية الخاصة بهما «فيلا دوبلكس»، وقعت بينهما مشادة كلامية.
اتفق الشاهدان في مضمون شهادتيهما على أنهما سمعا مشادات بين المتهم محمد السوسي والمجني عليها ريتاج، تعذر عليهما فهم ما يقولان بسبب تحدثهما بلهجة ليبية، بينما لم يفهما من الحوار الساخن الدائر بينهما، سوى كلمة «ليه ليه» التي قالتها ريتاج، قبل ثوان من الصمت التام والمفاجئ.
الشاهد الأول: المتهم قالنا ريتاج انتحرت
الشاهد الأول قال: إنه وبعد انقطاع صوت ريتاج، فوجئ بالمتهم ينزل لهم من الطابق السابع يخبرهم أنها انتحرت بالقاء نفسها، مضيفا: «طلعنا نجري للدور اللي فوق ولقينا الشباك مفتوح، في نفس الوقت جالي اللي كان معايا وقالي إنه شايف جثة ريتاج تحت العمارة فعلا وغرقانة في دمها، ونزلنا بسرعة لتحت ولقينا محمد السوسي جنب جثتها في الشارع، ولما الشرطة جات محمد طلع التلفون بتاعها من جيبه هو وأداه للشرطة».
صديقات ريتاج: محمد رفض الزواج منها رغم وجود علاقة بينهما
من بين الشهود التي استمعت النيابة لأقوالهم في الدعوى، صديقات ريتاج المقربات، وهن «دانيا ونهاد ومرح»، اللاتي أكدن على وجود خلافات بين محمد والفتاة، بسبب رفض الأول الزواج منها، رغم وجود علاقة جنسية بينهما، وتحدثت كل منهن عن آخر لقاء واتصال تم بينهن والمجني عليها قبيل الحادث.
الأولى قالت إن ريتاج اتصلت قبل الحادث بساعات، والأخرى قالت إنها كانت معها وتركتها لمقابلة مجموعة من أصدقائها، ثم عملت بوفاتها بعد ذلك، وتوجهت بصحبة «دانيا» إلى مكان الحادث، أما الثالثة فقالت إنها تعرف المجني عليها من خلال نهاد، مضيفة أنها تلقت رسالة من حساب ريتاج على تطبيق سناب شات، في تمام الساعة 12:20 من صباح الاثنين 19 أكتوبر، تطلب منها الاتصال بها، وعدم تسجيل المحادثة بينهما، واتصلت بها مرتين إلا انها لم ترد، وخلدت للنوم، وفي الصباح فوجئت بخبر وفاتها.
وتوصلت النيابة لاتهام محمد السوسي بالقتل العمد، للتخلص من المجني عليها، بسبب إلحاحها المستمر في طلب الزواج منه، وهو الاتهام الذي قدمته به إلى محكمة جنايات القاهرة، والتي ستصدر حكما سيكون عنوانا لحقيقة ما حدث.