مختار جمعة: تسمية الإفساد في الأرض وترويع الآمنين جهاد افتراء على الله

مختار جمعة: تسمية الإفساد في الأرض وترويع الآمنين جهاد افتراء على الله
- وزارة الأوقاف
- وزير الاوقاف
- محمد مختار جمعة
- طلب فتوي
- الاستعلام عن فتوى
- وزارة الأوقاف
- وزير الاوقاف
- محمد مختار جمعة
- طلب فتوي
- الاستعلام عن فتوى
أكد الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، أن الفتوى ليست كلأ مباحا لغير المؤهلين، والدعوة علم وفن يحتاج إلى إعداد ومهارات، خاصة التي إلى الله عز وجل: «يجب أن تكون عن بصيرة، لا عن جهل ولا هوى»، مشيرا إلى أن دور العلماء هو البلاغ لا الهداية ولا الحساب، فأمرهما إلى الله وحده.
وأوضح الوزير أن «مهمتنا الأولى هي بناء الشخصية، والتكوين العلمي والمهاري للأئمة، ومن الافتراء البين على دين الله عز وجل أن يسمي الإفساد في الأرض وترويع الآمنين، جهادا في سبيل الله»..
وقال «جمعة» في بيان له، إن الفتوى ليست كلأ مباحا لغير المؤهلين، وأن الدعوة إلى الله يجب أن تكون كما أمرنا سبحانه وتعالى بالحكمة والموعظة الحسنة، وهي علم وفن يحتاج إلى مهارات خاصة، ويجب أن تكون عن علم ووعي وفهم وبصيرة وإدراك، لا عن جهل ولا هوى، مؤكدا أن دور العلماء هو البلاغ لا الهداية ولا الحساب؛ إذ أن أمرهما إلى الله وحده.
وتابع الدكتور مختار جمعة: «تحقيقا لهذا الفهم جعلنا قضية بناء الوعي المستنير والشخصية والتكوين العلمي والمهاري للأئمة والواعظات، وتكثيف برامج التدريب والتأهيل والتثقيف أولى أولويتنا في معركة الوعي، ومكافحة التطرف والإرهاب من جهة، ومواجهة الجمود والتحجر الفكري من جهة أخرى، وجعلنا من قضية فهم المقاصد وفقهها أولوية فكرية وبحثية، وعملنا على الاستفادة من التنوع الثقافي من خلال بروتوكولات التعاون والعمل المشترك مع الجامعات المصرية والمؤسسات الإعلامية والثقافية والتربوية، وننطلق في منهجنا الدعوي من ثوابت راسخة».
«جمعة»: النبي حذر من التجرؤ على الفتوى
ونوه الوزير إلى أن الله سبحانه وتعالى، يقول في كتابه العزيز، مخاطبا نبينا (قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين)، موضحا أن البصيرة تعني العلم والدراية والرؤية والبينة.
وأكد وزير الأوقاف، أن نبينا حذر من التجرؤ على الفتوى أو القول في دين الله بغير علم ولا بينة ولا بصيرة، موضحا أنه عليه الصلاة والسلام قال لمن أفتوا للرجل بدون علم فاغتسل على جرحه فمات: «قتلوه قتلهم الله، ألا سألوا إذا لم يعلموا فإنما شفاء العي السؤال، إنما كان يكفيه أن يتيمم ويعصر أو يعصب على جرحه ثم يمسح عليه ويغسل سائر جسده»، كما يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «أجرؤكم على الفتيا أجرؤكم على النار»، و«إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من العباد، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء، حتى إذا لم يبق عالما اتخذ الناس رؤوسا جهالا، فسئلوا فأفتوا بغير علم، فضلوا وأضلوا».
الوزير: ينبغي للمفتي أن يكون عالما بكتاب الله
ولفت الدكتور محمد مختار جمعة، إلى أن أصحاب النبي كانوا يسألون، فيحيل الواحد منهم إلى الذي يليه، حتى يرجع السؤال للأول مرة ثانية؛ إذ كانوا يستشعرون عظم أمر الفتوى، مؤكدا أن شأنها عظيم، وأمرها جلل؛ إذ ينبغي للمفتي أن يكون عالما بكتاب الله وسنة نبيه، وعارفا بمسائل الإجماع، عالما بلسان العرب، وبعلم أصول الفقه، عارفا بالناسخ والمنسوخ، وفقه الأولويات، والواقع وأحوال الناس وأعرافهم.
وتابع الوزير: «غير أن هناك أناسا لا علم لهم ولا فقه، ولا هم من المجتهدين ولا حتى من أهل الاختصاص أو دارسي العلوم الشرعية من مظانها المعتبرة يسرعون في رمي المجتمع بالتبديع، ثم التجهيل، فالتكفير، حتى وصل الأمر بغلاتهم إلى التفجير واستباحة الدماء وترويع الآمنين ، يسمون إفسادهم في الأرض جهادا ظلما وعدوانا وافتراء على الله ورسوله».
وشدد «جمعة» على أن ذلك يتطلب حركة سريعة وقوية وغير هيابة لمواجهة الجمود والفكر المتطرف معا، حتى نخلص المجتمع والإنسانية من خطر التطرف الفكري، وما يتبعه من تبني الإرهاب منهجا وسلوكا.
وزير الأوقاف: لا بد من الموعظة الحسنة في الدعوة
واستطرد وزير الأوقاف: «أما في مجال الدعوة فإن البصيرة تقتضي الحكمة والموعظة الحسنة؛ إذ يقول الحق سبحانه وتعالى: (ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين)، وهو ما علمنا إياه نبينا في دعوته التطبيقية، فعن معاوية بن الحكم السلمي قال: بينما أنا أصلي مع رسول الله، صلى الله عليه وسلم، إذ عطس رجل من القوم، فقلت: يرحمك الله، فرماني القوم بأبصارهم، فقلت: واثكل أمياه، ما شأنكم؟ تنظرون إلي، فجعلوا يضربون بأيديهم على أفخاذهم، فلما رأيتهم يصمتونني لكني سكت، فلما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فبأبي هو وأمي، ما رأيت معلما قبله ولا بعده أحسن تعليما منه، فوالله، ما كهرني ولا ضربني ولا شتمني، قال: إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس، إنما هو التسبيح والتكبير وقراءة القرآن».
واختتم الدكتور مختار جمعة، قائلا: «ما أحوجنا إلى التأدب بأدب الإسلام في الفتوى بعدم الجرأة عليها بدون علم ولا تأهل ولا اختصاص، وفي الدعوة بأن تكون دائما بالحكمة والموعظة الحسنة».