الحدود "المصرية ـ السودانية ـ الليبية" مثلث الأمن المفقود

كتب: حسام بيرم

الحدود "المصرية ـ السودانية ـ الليبية" مثلث الأمن المفقود

الحدود "المصرية ـ السودانية ـ الليبية" مثلث الأمن المفقود

مثلث الحدود "المصرية - السودانية - الليبية" أحد الهواجس الأمنية التي تشكل خطرًا كبيرًا على الأمن القومي المصري وتزايد خطر هذا المثلث عقب سقوط نظام الإخوان، وارتفاع موجة الإرهاب داخل المجتمع المصري.[FirstQuote] الحدود "المصرية - السودانية - الليبية"، معبر هام لتصدير السلاح القادم من العمق الإفريقي على مدار السنوات الماضية، وأصحبت ملاذًا آمنًا لهروب أعضاء جماعة الإخوان المسلمين من مصر، وبيئة خصبة لتصدير الإرهاب إلى الداخل المصري. تربط ليبيا بمصر حدود جغرافية شاسعة تتخطى 1400 كيلو متر، إذ انهارت فيها مقاومات الدولة عقب رحيل القذافي وسيطرة مجموعات من المليشيات المسلحة على المشهد الداخلي، حيث أصبحت بيئة لصراع إقليمي متعدد الجهات بين جماعات مسلحة وجهاديين وتنظيم القاعدة وغيرها من التنظيمات المسلحة التي تسيطر على مناطق في الداخل الليبي وبقايا الجيش النظامي الليبي المدفوع بدعم من قوى إقليمية في المنقطة للإطاحة بهذه المليشيات المسلحة. أما السودان والتي يعتبرها بعض المراقبين الحليف الأيدلوجي لنظام الإخوان في مصر فيشهد صراعات داخلية على الثروة والسلطة في مناطق متفرقة غربًا وشرقًا وجنوبًا جعلت منه بيئة حاضنة لجماعة الإخوان المسلمين الهاربة من بطش حكومة القاهرة، فالحدود الوعرة ذات الطبيعة الجبلية التي تربط البلدين ساهمت في تهريب السلاح إلى الداخل المصري عبر تجارة "الجمال" تارة، وعبر الشاحنات المحملة بالبضائع تارة أخرى. وفي هذا السياق أوضح هاني رسلان، الخبير في الشؤون السودانية، أن حادث الفرافرة الإرهابي الذي استشهد على إثره 22 جنديًا مصريًا يرتبط بالحدود "المصرية - السودانية - الليبية"، إذ أن هذه المنطقة تعاني من وجود توترات كبيرة خاصة في الحدود المتاخمة لليبيا نظرًا للانفلات الأمني الذي يوجد داخل الأراضي الليبية. وأضاف في حديثه لـ"الوطن"، أنه فيما يتعلق بالسودان فملف التنسيق الأمني بين حكومتي الخرطوم والقاهرة شهد مناقشات عديدة طيلة الأشهر الستة الأخيرة بداية من زيارة وزير الدفاع السوداني عبدالرحيم حسين إلى القاهرة في يناير الماضي وأيضًا أثناء زيارة المشير السيسي للخرطوم وزيارة مسؤولين سودانيين إلى القاهرة ولكن ربما السودان ليس لديه الرغبة في ضبط ملف الحدود وقد يفوق ذلك قدراته العسكرية. وأشار اللواء زكريا حسين، الخبير الاستراتيجي، أن القوات المسلحة المصرية تقوم بدورها على أكمل وجه في تأمين الحدود ولكن عملية تأمين الحدود هي عملية تنسيق مشترك بين الدولتين الذين تربطهما حدود مشتركة، فغياب الدولة في ليبيا نظرًا لسيطرة مجموعة من الميليشيات المسلحة على الداخل الليبي يعرض 1400 كليو متر للخطر في ظل حدود شاسعة ولا توجد بها موانع طبيعة تعيق الحركة، بالإضافة إلى عدم استقرار الأوضاع الداخلية في السودان نظرًا لوجود نزاعات مسلحة في أماكن متفرقة. وفي سياق متصل أكد علي محمود حسنين، رئيس الجبهة الوطنية لإسقاط النظام الحاكم في الخرطوم، أن نظام البشير تربطه علاقة بنظام الإخوان المسلمين، وهناك تعاطف كبير مع الإخوان المسلمين عكس ما يصدره نظام البشير إعلاميًا من محاولات لكسب ود النظام الحاكم في مصر، ومحاولة خداعه بكلام معسول عن عمق العلاقات بين البلدين، بحسب تعبيره. ومضى قائلًا: "المتابعون لتاريخ النظام في السودان يعلمون تمام العلم أن دعم العديد من العمليات الإرهابية التي استهدفت الأمن الداخلي المصري في التسعينات وآخرها محاولة اغتيال الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك، في أديس أبابا، فالنظام في الخرطوم ليس لديه الرغبة في تأمين حدوده مع مصر، وهذا ما يجب أن تعيه الحكومة المصرية في تعاملها مع نظام الخرطوم.