الأب جاني والابن ضحية.. حادثتان في يومين بالدقهلية «معجونين بالعنف»

كتب: محمد أباظة

الأب جاني والابن ضحية.. حادثتان في يومين بالدقهلية «معجونين بالعنف»

الأب جاني والابن ضحية.. حادثتان في يومين بالدقهلية «معجونين بالعنف»

جريمتان ضد الإنسانية شهدتهما محافظة الدقهلية على يد أبوين، خلال اليومين الماضيين، الأول ذبح ابنه بدعوى «شقاوته»، بمشرط طبي اشتراه من صيدلية، وألقى بجثته في الترعة، والثاني تعمد تعرية طفلته الرضيعة في الشارع، وجردها من كامل ملابسها مهددا بحرقها، دون الإلتفات لصراخ وتوسلات المارة والجيران .

لم تأخذه رحمة بطفلته الرضيعة، تعمد وأصر على تعريتها، ليتسبب في وجع  قلوب الملايين ممن تابعوا تلك الواقعة المشينة من خلال مقطع فيديو على «فيس بوك»، أظهر الأب القاسي  يجرد طفلة من كامل ملابسها، يتركها تحبو على الأرض، دون الالتفات لصراخ وتوسلات النساء من شرفات منازلهن، بل أخذته العزة بالإثم وتشاجر مع كل من حاول منعه عن إيذاء الرضيعة التي لم تملك سوى الصراخ.

جرد طفلته من ملابسها في الشارع وحاول حرقها

وعلمت «الوطن» من أحد أصدقاء الأب صاحب الـ38 عامًا، أنه يدعى «رمضان. ح»، وشهرته «أبو الشحم»، مؤكدًا أن الطفلة التي ظهرت في مقطع الفيديو ابنته، وهو ما تبين من الصور المختلفة التي تجمعهما معًا في الحساب الشخصي للأب على «فيس بوك».

ودون «أبو الشحم» على حسابه الشخصي على «فيس بوك»، أنه يعمل في ميكانيكا السيارات، وحاصل على دبلوم صنايع قسم ميكانيكا، ولديه أفران، وأكد تلك المعلومات أصدقائه على «فيس بوك»، لافتًا إلى أنه يعمل ميكانيكي في قرية بانوب التابعة لمركز نبروه.

ذبح ابنه بدم بارد في الدقهلية وألقى به في الترعة: «عشان شقي»

لم تكن واقعة «طفلة التعرية» الجريمة الوحيدة في الدقهلية لأب تجرد من مشاعر الأبوة والإنسانية، حيث شهدت قرية «طناح» بمركز المنصورة حادث بشع منذ يومين، لأب ذبح طفله وألقى جثته بمنطقة زراعية بالقرب من قرية «ديبو عوام»، واعترف بفعلته بعد أن كشفت التحريات ملابسات الواقعة وواجهته بها.

وكشفت التحريات أن والد الطفل «أدهم محمود حسن عبد العظيم»، أكد تغيب ابنه، 13 عامًا من المنزل الكائن بقرية طناح منذ 24 ساعة، بعد خروجه من المنزل متجهًا إلى صالة الألعاب الرياضية «الجيم»، ولم يعد، وبعد مواجهة المباحث له، اعترف بجريمته وبررها بأنه «شقي»، بسبب حركته المفرطة الناتجة عن إصابته بكهرباء زائدة في المخ.

وأعترف الأب بعد مواجهته بالتهمة، مشيرا إلى أنه استدرج ابنه إلى خارج المنزل، وفي طريقهم اشترى مشرط طبي، وتوجه إلى المنطقة التي وجدت بها جثة الطفل، وذبحه بدم بارد، ثم عاد إلى المنزل، وهو ما أكده الطب الشرعي بعد تشريح الجثة.

نفسي: أنماط التنشئة والضغط النفسي.. أسباب انتشار وقائع العنف الأسري مؤخرا

من جانبه، قال الدكتور وليد هندي، استشاري الصحة النفسية، إن الجرائم الأسرية المنتشرة مؤخرًا في المجتمع المصري بصورة بشعة، جرائم غير تقليدية لم يعتد عليها المجتمع، وترجع أسبابها لعوامل متشابكة، من بينها أنماط التنشئة والعنف الذي تعرض له مرتكب الفعل في طفولته، ما يجعل بنائه النفسي مشبع بالعنف، ويعمل على ما يسمى بـ«إعادة انتاج السلوك»، معتقدًا أن العنف هو الوسيلة الأفضل في التربية والتعبير عن الغضب، وفي بعض الحالات يصل به إلى القتل.

أسباب أخرى ذكرها «هندي» لـ«الوطن»، ترتبط بوقائع العنف الأسري المنتشر مؤخرًا، من بينها الإحباط، والضغط النفسي، وعدم تشبعهم بالانتماء الأسري، فضلا عن فترة العزل المنزلي وتوقف الأعمال منذ ظهور فيروس «كورونا»، وهو ما أدى إلى ضغوط نفسية على الأشخاص، نتيجة تأثرهم ماديًا بالجائحة، وتغير المزاج بعدم وجود متنفس اجتماعي، لافتًا إلى أن جرائم العنف الأسري دائما ما ترتبط بمن لم يتلقوا قسطا كافيا من التعليم.


مواضيع متعلقة