أشهر عالمة أنساب أمريكية: مجاعة عام 1851 فى أيرلندا وراء هجرة أجداد بايدين لأمريكا

كتب: محمد علي حسن

أشهر عالمة أنساب أمريكية: مجاعة عام 1851 فى أيرلندا وراء هجرة أجداد بايدين لأمريكا

أشهر عالمة أنساب أمريكية: مجاعة عام 1851 فى أيرلندا وراء هجرة أجداد بايدين لأمريكا

قالت ميجان سمولينياك الملقبة بـ«إنديانا جونز علم الأنساب» وصاحبة الرؤية الخاصة فى استخدام الحمض النووى للتعرّف على الجذور الأيرلندية للرئيس جو بايدن، أن معظم المهاجرين فى عائلته وُلدوا خلال العقود الأولى من القرن التاسع عشر فى أيرلندا، وهاجروا إلى أمريكا فى منتصف القرن ذاته.

وإلى نص الحوار.

ما قصة الجذور الأيرلندية لجو بايدن؟

- من خلال البحث فى التراث والجذور، تنتمى خمسة أثمان شجرة عائلة جو بايدن إلى إيرلندا، وتعود شجرة عائلة والدته بأكملها إلى أيرلندا مع أسلافها آرثرز وبليويت وبويل وروش وسكانلون وستانتون وأقاربها من فينيجان، ووُلد معظم المهاجرين من عائلته فى العقود الأولى من القرن التاسع عشر، وقاموا برحلة إلى أمريكا فى منتصف القرن، وكانت المجاعة عاملاً رئيسياً فى رحيلهم، مع استثناءين فى هذه الشجرة تقاربا على الفور فى سكرانتون بولاية بنسلفانيا الأمريكية، وبحلول الوقت الذى انضم فيه نائب الرئيس المستقبلى إلى العائلة، كانوا قد استقروا هناك لما يقرب من 70 إلى 90 عاماً.

وماذا عن والدة جو بايدن؟

- وُلدت والدة بايدن عام 1917 لأمبروز فينيجان وجيرالدين بليويت، لذلك يبدو من المناسب التركيز على فرعى فينيجان وبليويت اللذين لعبا دوراً قوياً فى التشكيل التالى للشجرة، وفى خط بليويت الخاص به، كان إدوارد، الجد الأكبر لبايدن، هو الذى اتّخذ قرار الهجرة إلى أمريكا عام 1851، رغم أنه ربما يكون قد تأثر بابنه، باتريك، الذى انضم إلى والديه وإخوته السبعة فى الرحلة، وتم تسجيل بات البالغ من العمر 18 عاماً كبحار فى سفينة، لكن هذا كان جزءاً فقط من القصة، ورغم أنه لا يزال مراهقاً، فقد عمل بالفعل كصبى مقصورة، وعاش فى تشيلى، وهناك تلميحات تاريخية تشير إلى أنه ربما كان فى السابق بالولايات المتحدة.

ميجان سمولينياك: بدأت رحلة البحث عن جذوره قبل أن يصبح نائباً لـ«أوباما».. ومأساة كبيرة تربط «جو» بجده

ما السمات التى ورثها جو بايدن عن أجداده؟

- أعتقد أن العائلات تمر عبر الأجيال أكثر من السمات الجسدية، وعائلة بليويت مثال كلاسيكى لهذه النظرية، فعمل عدد من رجال بليويت، على سبيل المثال، كمساحين مع التركيز على الهندسة المدنية والتعدين، بالإضافة إلى قاسم مشترك آخر يتمثل فى حب السفر، ورغم أن باتريك ركّز حياته فى مسقط رأسه فى سكرانتون، إلا أن عمله نقله إلى كل مكان من ولاية أيوا إلى البرازيل فى وقت كان يعتبر فيه معظم هذه الرحلات تجارب لا تحدث إلا مرة واحدة فى العمر، وهذا يفسر سبب ميلاد ابنه الأكبر الذى يُسمى إدوارد، الجد الأكبر لبايدن فى نيو أورلينز 1859.

ورث إدوارد هذه الميول المهنية والمتعرجة، وقضى عقداً من الزمن كمهندس مدنى لشركة سكرانتون قبل أن يغامر بالذهاب إلى المكسيك لبضع سنوات للإشراف على بناء نظام تصريف وأعمال مائية تمثلت فى 138 ميلاً من المجارى و90 ميلاً من الأنابيب لمدينة جوادالاخارا وولاية خاليسكو، وهذا يجعلنا نرى فى ذلك علامة على الأشياء القادمة، وخاض إدوارد رحلة فى عالم السياسة، حيث شغل منصب عضو مجلس الشيوخ عن المنطقة 22 فى الهيئة التشريعية لولاية بنسلفانيا، بعد انتخابه عام 1907 ويُعتقد أنه كان أول سيناتور إيرلندى أمريكى فى الولاية.

هل ورث بايدن عن جذوره منعطفات مأساوية فى حياته؟

- نعم تربط المأساة إدوارد بحفيده الشهير، حيث فقد كلاهما زوجته الأولى فى سن مبكرة، ففى عام 1972، وبعد أسابيع قليلة من انتخاب بايدن فى مجلس الشيوخ، توفيت زوجته الأولى نيليا وابنتهما نعومى البالغة من العمر سنة واحدة فى حادث سيارة، وأصيب أبناؤه أيضاً، وأدى بايدن اليمين بجوار سريرهم فى المستشفى، كما ماتت مارى إلين بليويت بسبب حمى التيفود فى سن 27، تاركة إدوارد البالغ من العمر 29 عاماً أرمل مع الكثير من الأطفال، بما فى ذلك جدة بايدن المستقبلية، جيرالدين، وشقيقتها جيرتى، التى ظهرت أيضاً فى حياة بايدن خلال السنوات اللاحقة.

ولا يزال عدد من أفراد العائلة فى بلدة بالينا، يتذكرون بكل اعتزاز زيارة من والدة بايدن فى أواخر السبعينات من القرن الماضى، وفى عام 2016 أتيحت له الفرصة هو وبقية أفراد عائلته لقاء نائب الرئيس بايدن مرة أخرى.

كيف كانت عملية البحث عن جذور جو بايدن فى أيرلندا؟

- بدأت فى البحث عن ماضى جو بايدن حتى قبل أن يصبح نائباً للرئيس الأمريكى باراك أوباما، وشاركت أجزاءً وأجزاءً من اكتشافاتى عبر المقالات على مر السنين، ومع ذلك، فاجأنى عندما رددت على الهاتف قبل عدة سنوات لسماع المتصل: «أنا جو بايدن، نائب الرئيس»، وشرحت له تفاصيل كثيرة وتحولت المحادثة فى ذلك اليوم، حيث تحدث عن عمته جيرترود، التى كانت تصنع له أفضل بودينج تذوقه على الإطلاق، وكان يُلقبها بالعمة جيرتى، التى كان يحبها كثيراً، وبالفعل يسعدنى أن أقول إن بحثى عن الجذور لعب دوراً مهماً فى لقاء كل من باراك أوباما وجو بايدن بأبناء عمومتهما الأيرلندية، وبعد البحث عن جذور ستيفن كولبير، لا يسعنى إلا أن ألاحظ عدداً من أوجه التشابه بين عائلته وجو بايدن، بما فى ذلك حقيقة أن والدتيهما فقدتا أخاً فى الحرب العالمية الثانية، كما أن بايدن فخور للغاية بجذوره الأيرلندية.

 


مواضيع متعلقة