«إحلال السيارات».. حلم امتلاك «الزيرو» يصطدم بعراقيل «نقل الملكية»

كتب: صالح ابراهيم

«إحلال السيارات».. حلم امتلاك «الزيرو» يصطدم بعراقيل «نقل الملكية»

«إحلال السيارات».. حلم امتلاك «الزيرو» يصطدم بعراقيل «نقل الملكية»

منذ إنطلاق مبادرة إحلال السيارات القديمة التي مر على إنتاجها 20 عاما مطلع الشهر الجاري، انقسم المواطنون إلي ثلاث فئات، الأولى تمتلك بالفعل سيارة قديمة تقل موديلاتها عن العام 2001، وهى الفئة التي كان شغلها الشاغل هو كيفية التقديم للحصول على سيارة جديدة عبر تلك المبادرة المُحفزة.

أما الفئة الثانية فتمثلت في المواطنين الذين إملتكوا سيارات تجاوزت سنة صنعها العام 2001، وبالتالي أصبح خارج المبادرة، في حين مثّل الفئة الثالثة المواطنون الذي لا يمتلكون أي سيارات من الأساس، ويحلمون باقتناء سيارة تلائم إمكاناتهم المادية المحدودة، التي لا تسمح لهم بشراء سيارة في الظروف العادية.

وعلى مدار الأسابيع الماضية، لجأت الفئة الثالثة إلي حيلة قد تقربهم خطوة إلي الأمام من تحقيق حلمهم المنشود، عبر تدبير مبلغ مالي ضئيل، من أجل شراء سيارة قديمة يمكن من خلالها عبور بوابات جنة «مبادرة إحلال السيارات»، والفوز بسيارة العمر، التي تقيهم حر الصيف، وقسوة الشتاء، والمواصلات العامة.

وبحسب مصادر في سوق السيارت، فقد شهدت السوق تحركات واضحة وملحوظة خلال الفترة الماضية من جانب المواطنين لشراء سيارات قديمة الطراز، ومر على إنتاجها أكثر من 20 سنة، وذكرت المصادر التي تحدثت إلي «الوطن» أن الإقبال على شراء سيارات «فيات 128، نصر 127» ومثيلاتها من السيارات كان واضحًا على مدار الأسابيع الماضية، مشيرا إلي أن هذا الإقبال أدي إلي قيام التجار بزيادة الأسعار بنحو 7 آلاف جنيه في المتوسط على قيمة السيارة.

وبحسب محمد مصطفي - مدير مطعم في الثلاثينيات - فإن امتلاك سيارة في الوقت الحالي لم يعد رفاهية، بل إنه أصبح ضرورة مُلحة في ظل انتشار الوباء وصعوبة الحركة، وقواعد التباعد الاجتماعي. مصطفى الذي اعتاد الذهاب إلي عمله يوميا، لمسافة 30 كيلو مترا، يحلم بامتلاك سيارة منذ سنوات، لكن دخله الشهري الذي يكاد يكفي أسرته المكونة من 4 أفراد، يحول دون ذلك.

ويقول الشاب الثلاثيني إنه وجد في تلك المبادرة طاقة أمل لتحقيق حلمه بامتلاك سيارة، ويؤكد أنه منذ معرفته بتفاصيل المبادرة بدأ تحركاته لجمع المال اللازم من الأصدقاء والأقرباء لشراء سيارة «فيات 128» أملًا في التقديم بها ضمن المبادرة، لكنه حتى الآن جمع أكثر من نصف المبلغ، وتوقف مترددًا، بعد أن قرأ أنباء على السوشيال ميديا، تقول إنه لن يتم قبول السيارات المشتراه بعد إطلاق المبادرة.

الإقبال على السيارات القديمة يبدو منطقيًا في ظل وجود مبادرة حكومية تتيح امتلاك سيارة حديثة بتسهيلات غير مسبوقة، ولا تقتصر المبادرة على السيارات التجارية فحسب، إذ أن أهم ما يميزها أن تشمل السيارات الملاكي أيضا، غير أن الحلم الذي تسعى إليه الفئة الثالثة، قد يتبدد أمام الشرط الذي كشف عنه مصدر مسئول بوزارة التجارة والصناعة، والذي يفيد بأن السيارات التي سيتم شرائها بعد تاريخ 4 يناير الجاري، لن تتمكن من المشاركة في المبادرة.

وبحسب المسئول الذي تحدث لـ«الوطن» فإن المبادرة لن تقبل أي سيارة تم شرائها بعد تاريخ 4 يناير، نظرًا لأن كثير من المواطنين لجأ إلي شراء سيارات قديمة بعد الإعلان عن المبادرة من أجل المشاركة بها، والاستفادة من مزاياها، وبحسب المسئول فإن الهدف من المبادرة إفادة من يمتلكون سيارات متهالكة وقديمة، وتنشيط المصانع العاملة في السوق، وليس زيادة عملية الإتجار بالسيارات القديمة وإفادة التجار.

وعلى الرغم من هذا الشرط المُعرقل لأحلام محدودي الدخل، إلا أن المسئول الحكومي أكد أن الأمر قابل للتغيير في أي وقت، بما يعني أنه يمكن التنازل عن هذا الشرط، وقبول سيارات من امتلكوها بعد تاريخ 4 يناير، لكن هذا الأمر مرتبط بعاملين أساسيين، الأول، عدد المتقدمين المطابقين لاشتراطات المبادرة، والذي إن قل عن المتوقع سيتطلب الأمر قبول طلبات أخرى، والثاني الطاقات الإنتاجية لشركات السيارات، وما إذا كانت ستتمكن من تلبية الطلبات المتوقعة في المبادرة. وإلي أن يحدث ذلك سيظل «مصطفى» في انتظار قرار حكومي، يحقق له حلم «امتلاك الزيرو».


مواضيع متعلقة