«البلابيصا» أخر ما تبقى من عادات عيد الغطاس بسبب كورونا (صور)

كتب: كيرلس مجدي

«البلابيصا» أخر ما تبقى من عادات عيد الغطاس بسبب كورونا (صور)

«البلابيصا» أخر ما تبقى من عادات عيد الغطاس بسبب كورونا (صور)

غابت طقوس عيد الغطاس لدى الأقباط للمرة الأولى، نتيجة تفشي فيروس كورونا المستجد، حيث اقتصرت القداسات داخل الكنائس على الكهنة و20 شماساً فقط، دون حضور شعبي، مما جعل من بعض العادات هي آخر ما تبقى من هذا العيد، لعل أبرزها عادة «البلامبيصا»، أو ما تعرف بمسمى «البلابيصا».

وهناك العديد من العادات والمأكولات الخاصة بعيد الغطاس، أبرزها القلقاس والقصب والبرتقال، إلا أن العادة الأبرز هي صنع «شورية البرتقال»، أو ما تسمى «البلامبيصا»، التي تحول فاكهة البرتقال إلى ما يشبه آلة مضيئة، تعكس معنى عيد الغطاس، الذي يسمى أيضاً بـ«عيد الأنوار».

وعلى غرار كل عام، أحضرت «تريز عيسى»، 35 سنة، البرتقال سميك القشرة، والشموع، والأسلاك، والخيوط، استعداداً لصنع «البلابيصا»، برفقة صديقاتها وأطفالهن، إلا أن جائحة كورونا حالت دون ذلك التجمع، مما جعله يقتصر على واحدة فقط من صديقاتها مع أبنائها.

«اتعودنا على التجمع في عيد الغطاس كمجموعة كبيرة، نعمل البلامبيصا، ونروح بيها الكنيسة نحضر القداس، لكن السنة دي قسمنا نفسنا بشكل ثنائي على كل بيت عشان العدوى»، بتلك الكلمات وصفت «تريز» واقع العيد في زمن الكورونا.

وأضافت لـ«الوطن» أنه في غياب فرحة الأعياد، منذ عيد القيامة الماضي، بسبب كورونا، فلم يكن أمامهم سوى عادة البلامبيصا لاستعادة الفرحة لدى أطفالهم، لحفظ تلك العادة التي توارثها الأقباط منذ مئات السنين، حيث كانوا يصنعون تلك «الشورية النورانية» ويذهبون إلى نهر النيل في ذلك العيد.

وعن طريقة تحويل البرتقال إلى البلامبيصا، قالت: «بقطع أعلى البرتقالة بالسكين، وتفريغها بالملعقة، وبعد أن تصبح القشرة جاهزة بشكل تام، يتم تحديد الصلبان على جوانبها بالأقلام الفلوماستر، وتفريغها بالسكين، وثقب جزء دائرى من الأسفل لإدخال الشمعة عبره وربطها بثلاثة أطراف من الخيط، رمزاً للثالوث المقدس».

وحرصت «ميريت موريس»، 32 سنة، على تعليم الأطفال سبب صنع «الشـورية» ورمزيتهـا الدينية، بقولها: «الكنيسة اتعودت تربط الزرع بالأعياد، ولأن عيد الغطاس منتشر فيه البرتقال، فجربوا زمان يعملوا منه الشورية، بسبب قوة قشرته، وعدم وجود كهرباء»، لافتةً إلى أن قشرة البرتقالة ترمز للسيدة العذراء، والشمعة للسيد المسيح، الذي أنار للجميع، وجاء من بطن العذراء، كما توجد الشمعة في باطن البرتقالة.


مواضيع متعلقة