هل سماع سورة الكهف يغني عن قراءتها يوم الجمعة؟.. الأزهر يجيب

كتب: سعيد حجازي

هل سماع سورة الكهف يغني عن قراءتها يوم الجمعة؟.. الأزهر يجيب

هل سماع سورة الكهف يغني عن قراءتها يوم الجمعة؟.. الأزهر يجيب

تلقت لجان الفتوى بمجمع البحوث الإسلامية، أحد الأذرع الشرعية لمشيخة الأزهر الشريف سؤالا حول صلاة الجمعة وسورة الكهف، حيث جاء في السؤال «هل سماع سورة الكهف يغني عن قراءتها يوم الجمعة؟» 

وقالت لجان الفتوى بالمجمع أنه يحسن قراءة سورة الكهف يوم الجمعة وليلتها؛ لقوله  صلى الله عليه وسلم، «من قرأ سورة الكهف يوم الجمعة أضاء له من النور ما بين الجمعتين» روى الحاكم في المستدرك.

ويبدأ وقت قراءتها من غروب شمس يوم الخميس إلى غروب شمس يوم الجمعة، ومن كان أميا لا يقرأ، واستمع إليها مبتغيا الأجر والثواب الوارد في فضلها حصل عليه بإذن الله؛ لأن الميسور لا يسقط بالمعسور كما نص الفقهاء.

قصة سيدنا موسي

أما من كان يحسن القراءة فعليه بقراءتها، ولا يكتفي بالاستماع إليها؛ لأن الأجر ورد على القراءة، وليس على الاستماع، ولعل الحكمة من ورود الفضل في قراءتها كل أسبوع؛ كونها تعطي العديد من الدروس، وتضم الكثير من العبر التي ينبغي على كل مسلم الوقوف عليها، منها على سبيل المثال لا الحصر أن الله مع من آمن به، والتزم طاعته، وصار على نهجه، يدافع عنه بطرق ربما يصعب على العقل البشري إدراكها، وهذا ظاهر جلي في قصة أصحاب الكهف، هؤلاء الفتية الذين آمنوا بربهم، وخرجوا من بلادهم فرارا بدينهم، ولجئوا الى كهف في الجبل، ثم مكثوا فيه نياما ثلاثمائة وتسع سنين، ثم بعثهم الله بعد تلك المدة الطويلة. السورة تصحح فهما للمؤمن أن الابتلاء كما يكون بالنقم والبلايا يكون بالنعم والعطايا، «ونبلوكم بالشر والخير فتنة وإلينا ترجعون».

وأضاف: «هذا الملمح نتعلمه من سورة الكهف من خلال صاحب الجنتين، الذي كان من الأغنياء؛ ومع ذلك هذه النعمة بدلا من شكرها كفرها، فزالت من بين يده. تعلمنا السورة أن المعرفة دائما نسبية، وأن الإنسان مهما بلغ من العلم فهو قليل، (وما أوتيتم من العلم إلا قليلا)، وأن الإنسان مهما أوتي من المعرفة، فهناك من هو أكثر معرفة وعلما ودراية منه، (وفوق كل ذي علم عليم)».

قصة ذي القرنين

وهذا الملمح نتعلمه من سورة الكهف من خلال قصة سيدنا موسى مع الخضر، وما جرى من الأمور الغيبية التي أطلع الله عليها ذلك العبد الصالح سيدنا الخضر، الذي لم يكن نبيا، ولم يعرفها، ولم يحط بها علما سيدنا موسى الذي كان نبيا، حتى أعلمه بها ذلك العبد الصالح. تعلمنا السورة أن السلطة ابتلاء واختباء فعلى صاحبها حسن استخدامها لخدمة دينه وأمته ومجتمعه من الأخطار التي تحدق بها، وهذا الملمح نتعلمه من سورة الكهف من خلال قصة ذي القرنين هذا الملك الصالح الذي ملك مشارق الأرض ومغاربها، وبسط عدله على المعمورة كلها، وسخر هذه السلطة، وهذا الملك لخدمة البشرية كلها ببناء السد الذي يمنع من خطر يأجوج ومأجوج. فسورة الكهف تساعد المؤمن عند قراءتها أن يستخرج منها كثيرا من الدروس والعبر التي تساهم في تشكيل حياته نحو طريق البر؛ لهذا ورد الأمر بقراءتها كل جمعة.


مواضيع متعلقة