مصالحة «الإخوان»: «السمع والطاعة» يضرب أى محاولة للتهدئة مع الجماعة

مصالحة «الإخوان»: «السمع والطاعة» يضرب أى محاولة للتهدئة مع الجماعة
هاجم إبراهيم الديب، القيادى بالإخوان، أحد رجال خيرت الشاطر، قيادات مكتب الإرشاد، قائلاً: «الدولة العميقة المتمثلة فى أهل الثقة والسمع والطاعة هم المسئولون عن الأزمة الحالية التى يمر بها التنظيم خصوصاً بعد أن سيطروا على التنظيم وتحكموا فى قراراته دون محاسبة»، مطالباً القيادات بـ«تسليم الراية» لوجوه جديدة لإنقاذ التنظيم من «الأزمة».
وكانت «الوطن» انفردت منذ أيام بتقديم عدد من شباب الإخوان مذكرة لقيادات الإخوان لمطالبة الدكتور محمد بديع، المرشد العام للإخوان، بالاستقالة واختيار قيادة جديدة للتنظيم.
وقال «الديب» إن وجود دولة عميقة داخل التنظيم تعنى وجود قوى غير معلنة ولكنها ووفقاً لعدد من اعتبارات السبق والثقة والتقارب فى الفهم وربما ظروف النشأة والتكوين، أصبحت ذات سطوة على مراكز التفكير وصنع القرار بالجماعة، وبمرور الوقت تحولت إلى مراكز قوة حقيقية معروفة للجميع ولكنها فوق النظم والأطر الرسمية للجماعة.
وأضاف، خلال مقال له نشره عبر صفحته على «فيس بوك»، إن تلك القوى تمددت وتحولت إلى ثقافة بداية من مكتب الإرشاد مروراً بالمكاتب الإدارية، وبالتالى إذا كنت أشبه بجندى الأمن المركزى غير المزعج من وجهة قيادته، فإنك ستصل سريعاً لأعلى المستويات التنظيمية، بينما هذا الآخر بحكم طبيعته الشخصية المفكرة والمنتجة للأفكار، ومقاومته لآليات العمل غير المبررة منطقياً فليس أهلاً لتحمل مسئوليات ما فى الجماعة.
وطالب «الديب» بإقالة قيادات المرحلة السابقة الذين وصفهم بأنهم يفتقرون لأدوات الإدارة الحديثة، وأدوات المرحلة، ظناً منهم أنه لصالح الدعوة، بينما هو مجرد اجتهاد ولهم أجرهم عند ربهم. وأضاف: «نستأذن القيادات الحالية فى تسليم الراية لجيل جديد من الشباب الحقيقيين، لا الشباب أصحاب نفس الثقافة ممن يطلق عليهم أصحاب الشيخوخة المبكرة وبطبيعة الحال هم أهل الثقة السابقة، بل على معايير وأسس من المؤسسية والمهنية الحديثة».
وأشار إلى أن من أهم مؤشرات وجود الدولة العميقة داخل التنظيم، بقاء نفس المسئولين الذين كانوا شريكا أساسيا فى صناعة الأزمة، مع غياب المراجعة والمحاسبة لذلك نحتاج إلى تحول مؤسسى حقيقى بمفاهيم ومعايير تعلو فوق الجميع والجميع أمامها سواسية. واستكمل «الديب» مؤشرات الدولة العميقة: «قطع الطريق على أى مراجعات على مستوى القرارات والأفكار والقيادات وعدم الاعتراف بأخطاء الإخفاق فى الجولة الأولى مع العسكر والدولة العميقة، واستيعاب غضب وتساؤلات أفراد الجماعة بردود إيمانية غير مقنعة لتجاوزها، والإصرار على عدم قبول النصيحة والاستعلاء عليها أحيانًا، وضعف النتائج المتحققة مقارنة بالتضحيات التى تقدم يوميًا على الأرض». وتساءل: «من هم العلماء الذين قدمتهم الجماعة بعد الشيخ محمد الغزالى؟ إن شئت فاسأل عن كم عالم ومفكر وباحث خرجوا من الجماعة، وجرت محاربتهم بشكل خفى وناعم حتى نُحّوا جانباً، والجماعة أحوج ما تكون إليهم».
من جانبه، قال أحمد بان، الباحث فى شئون الحركات الإسلامية، إن القيادات الإخوانية التى توجد داخل السجون لا ترغب فى إطلاق مبادرة إصلاح داخل الجماعة لتسليم الراية لجيل جديد لأنها تأبى فكرة المصالحة.
وأوضح «بان» أن التنظيم لا يرغب فى إجراء انتخابات داخلية لأنه يعلم أن الجيل المقبل لن يحمل أفكار القيادات التى يغلب عليها المسار القطبى، مطالباً شباب التنظيم بإجراء انتخابات سريعة لإقالة تلك القيادات وتسليم الراية لجيل جديد.