شاب يبحث عن سائق أتوبيس بعد 17 سنة: حسيت أني ظلمته وعايزه يسامحني

شاب يبحث عن سائق أتوبيس بعد 17 سنة: حسيت أني ظلمته وعايزه يسامحني
موقف مر عليه أكثر من 17 عامًا، لم ينساه «محمد طنطاوي»، 35 عامًا، طوال تلك الفترة، إذ كان عائدًا إلى منزله في محافظة الجيزة، عبر أحد الأوتوبيسات العامة، ولم يكن الكمسري موجودا، ويعوض السائق غيابه بقطع التذاكر، إلا أنه نسي أن يقطع له تذكرة، ومن سوء الحظ تصادف بلجنة تفتيش مفاجئة، عابت السائق بتسجيل مخالفة ضده، وإنزال الركاب من الأوتوبيس، ليؤرق «محمد» شعورا بأنه ظلم ذلك الرجل، رغم مرور سنوات طويلة، ويحاول الآن البحث عنه ليسامحه.
شعور بالندم
يحكي «محمد» أنه لم ينس أبدًا ذلك الموقف وأحس بالتقصير من جانبه، إذ يرى أنه كان يجب عليه تنبيه السائق بعدم قطع التذكرة، مشيرًا إلى أن الواقعة مرت وقتها بشكل طبيعي، لكنه عندما راجع تفكيره شعر بالندم: «المشكلة حصلت في صيف 2003، وقتها كان عندي 19 سنة، وكنت لسه في ثانوي، الموضوع كان بسيط، لكن حاليا كبير عندي، وعمري ما نسيت الموقف للأسف، وممكن يكون طلع عليه سمعه أنه مختلس أو حرامي وأكون أنا السبب».
مواصفات السائق
ما يزيد ضيق «محمد»، الذي يعمل مستشارًا قانونيًا في دولة أجنبية، أن سائق الأتوبيس ارتكب مخالفة ثانية، إذ كان يسير في طريق مخالف لخط سيره، ما زاد حمل العقوبة، واصفًا ما يتذكره عن شكل الرجل، بأنه كان صغيرًا في السن ومتوسطًا في الطول وفاتح البشرة: «حسيت إني ظلمته، اتاخد ضده كذا مخالفة مع بعض، وأنا كنت سبب في أن الأذى يكبر عليه، لأن مخالفة التذكرة الغلط بسببي، ومخالفة خط السير الغلط بسببه».
هعوضه وأطلب يسامحني
مرت تلك المرحلة، والتحق «محمد» بكلية الحقوق، وتعلم فيها أن حق العبد لا يسامح فيه الرب، بمعنى أنه يجب إرضاء ذلك الرجل الذي ظلمه، ففكر في نشر تفاصيل الواقعة عبر أحد الجروبات الشهيرة، على «فيسبوك»: «أنا مش هشوفه، لكن هطلب منه السماح، وأدفع له المبلغ اللي يشوفه مناسب كتعويض عن ظلمي له».