«كوم الناضورة».. تل أثري شاهد على الفرنسيين والإنجليز ومحمد علي
![كوم الناضورة](https://watanimg.elwatannews.com/image_archive/840x473/18976267251610322390.jpg)
كوم الناضورة
تل ترابي تراكمي على مساحة 6 أفدنة في غرب محافظة الإسكندرية، يرتفع 25 مترا عن سطح الأرض، ويعرفه أبناء المدينة الساحلية بمسمى منطقة «كوم الناضورة الأثرية» بعدما كانت تعرف باسم «كوم وعلة»، إلا أن أبرز ما يميزه هو احتواؤه على عدد كبير من المباني الأثرية شهدت على عصور مختلفة ما بين الاحتلال الفرنسي والإنجليزي وما بينهم من الأسرة العلوية، ما يزيد من قيمة ذلك المكان.
«الوطن» يرصد تفاصيل ذلك المكان الأثري وقيمته بعدما أنهت البعثة المصرية لحفائر كوم الناضورة عملها لموسم الحفائر 2019 / 2020، وذلك بعد سنوات من التهميش للتل الأثرى حيث لم يحظَ بالقسط الوافر من الدراسات التاريخية والأثرية التى تتبع مراحل تكون التل وأسراره.
تلك المنطقة تقع في قلب المدينة القديمة وبالتحديد في شارع بحري بك التابع لقسم اللبان من حي الجمرك، ويحيطه من الجهة الشمالية شارع حمام الورشة، والجهة الجنوبية شارع بحري بك، والجهة الشرقية شارع الجزائر، والجهة الغربية شارع الباب الأخضر، وهم أماكن تاريخية يدرك قيمتها الأثريون وأبناء المحافظة.
تاريخ كوم الناضورة
وسجلت كوم الناضورة كأثر بموجب القرار 2375 لسنة 1996 بعدما عرفت لسنوات باسم «کوم وعلة» نسبة إلى عبدالرحمن بن وعلة المصري السبئي المصري التابعي الجليل صاحب ابن عباس الصحابي الشهير الذي أول من دفن بها فنسبت المقبرة إليه وكذلك في نهاية القرن الثاني الهجري ومن أشهر من دفن بها بعد ذلك الحافظ السلفي وأبو بكر الطرطوشي في القرن السادس الهجري.
وفي العصر الفاطمي تم بناء برج جديد لمراقبة ورصد حركة السفن في الميناء الغربي وظل هذا البرج موضع عناية الخلفاء والسلاطين بعد ذلك إلى أن تم إعادة بنائه.
من جديد عام 1936م، وفي نهاية الحملة الفرنسية 1798 حتى 1801م.
وأمر نابليون بونابرت بإنشاء طابية عرفت باسم طابية كافاريللي نسبة إلى «دوفالجاكافاريللي» أحد مهندسي الاستحكامات الحربية في الجيش الفرنسي والذي توفي أثناء حصار عكا في شهر أبريل 1799.
وفي عهد محمد علي باشا وخلفائه تم إنشاء صهريج للمياه 1839، ومن ثم تم إنشاء مرصد صغير لدراسة العلوم الفلكية وبداية ونهاية الشهور الهجرية حيث يرجع ذلك لعام 1876م في عهد الخديوي إسماعيل.
الوصف المعماري والزخرفي
تتميز كوم الناضورة باحتوائها على 6 أبنية أثرية مهمة، أولهما برج الإشارة الذي تم إعادة بنائه في عام 1929 على أنقاض البرج الفاطمي وهو مثمن الشكل يبلغ ارتفاعه 4.5 م وطول ضلعه 2.40 ويفصل بين كل ضلع.
وثانيهما الصهريج الذي تم اكتشافه عام 2007 أثناء عملية الترميم في المنطقة وهو عبارة عن حجرة مستطيلة الشكل سقفها مقبب بقبو برميلي وغطيت جدرانه بطبقة من المصيص الوردي يتوسط الجدار الشرقي من الصهريج.
وثالثهما طبية كافريللي حيث يتواجد المتبقي منها وهو عبارة عن قبو برميلي من الحجر الجيري ويتوصل إليها عن طريق ممر مزود بدرج هابط ويفتح بكل منهما شباك مستطيل الشكل يطل على الجهة الغربية من المنطقة.
رابعاً حجرات المرصد التي تم إنشاؤه أعلى قبوتي كافاريللي ويتكون من أربع حجرات الأولى والرابعة مساحتهما أقل من مساحة الحجرة الثانية والثالثة وهي حجرات مستطيلة الشكل ذات سقف مسطح ، بنيا من الحجر الجيري يعلو هذه الحجرات حجرة مثمنة الشكل بنيت من الطوب الأحمر وتأخذ شكل الإشارة على صورة أصفر.
خامساً مسكن الأمور الانجليزي الذي تم تخصيص مسكن للمأمور الإنجليزي وهو يتكون من 3 حجرات وقاعة وسقف المبنى بسقف مسطح على الطراز الانجليزي في ذلك الوقت عبارة عن مجموعة من الأوتار المشدودة تحمل السقف الخرساني.
أما سادساً وأخيرا فهو مسكن المأمور المصري الذي يعد من أحدث المباني المقامة في المنطقة هو يتكون من 5 حجرات سقفت بسقف مسطح خرساني.