تنسيقية شباب الأحزاب واقع يفرض نفسه بالبرلمان
ساعات ويبدأ مجلس النواب فصله التشريعى الثانى بجلسة حلف اليمين، تليها جلسة إجراءات لانتخاب رئيس المجلس ووكيليه، ويقينى أن آمال المصريين معلقة بما سيقدمه أعضاء هذا المجلس من تشريعات واستخدام للأدوات الرقابية المتعددة، والأكيد أن مجلس النواب السابق جاء فى ظروف مختلفة، بعد دستور جديد، ألزمته بمهام تكاد تكون مختلفة؛ أبرزها وضع لائحة جديدة للمجلس تتوافق مع تعديل الاختصاصات الدستورية لمجلس النواب، ثم بعد ذلك ترجمة هذه النصوص الدستورية إلى تشريعات تعتبر حجر أساس تشريعى للدولة المصرية، كما فرضت الظروف السياسية والاجتماعية على هذا المجلس ممارسة دوره الرقابى بشكل متوازن يراعى ما تمر به الدولة من ظروف أعقبت ثورة ٣٠ يونيو والإطاحة بنظام جماعة الإخوان الإرهابية..
هذه الظروف غير موجودة للمجلس المنتخب الحالى الذى يواجه تحديات وسقف طموحات مرتفعاً من المصريين، ومساحة أكبر وأكثر اتساعاً لاستخدام مختلف الأدوات الرقابية، وهنا يطرح السؤال نفسه: هل يستطيع برلمان ٢٠٢١ تحقيق هذه الطموحات؟!
إجابتى عن هذا السؤال تضعنى فى صفوف المتفائلين بقدرة هذا المجلس على تحقيق ذلك، خصوصاً أننى أرى بين جدرانه ميزات متفردة؛ أبرزها وجود كتلة برلمانية متميزة أفرزها مشروع تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين والتى تقارب الثلاثين نائباً تم إعدادهم بشكل يجعلهم فرس الرهان داخل المجلس..
متابعتى لتنسيقية شباب الأحزاب وطريقة التعامل والعمل داخلها تجعلنى من أشد المتفائلين بهؤلاء الشباب وأدائهم النيابى المرتقب، فالتجربة قائمة على مثلث أضلاعه الثلاثة هى (الاختيار - الإعداد - التمكين)، شباب وفتيات يتم اختيارهم بدقة متناهية من بين الأحزاب، يملكون من المؤهلات العلمية والمهارات ما يجعلهم قادرين على التفاعل والتشبع من تلك البرامج التدريبية وخطط الإعداد والتعلم وتعظيم هذه المهارات، ثم بعد ذلك يأتى تمكينهم الذى بدأ منذ رأيناهم نواباً للمحافظين والوزراء، وصولاً إلى من ترشحوا منهم بالانتخابات البرلمانية..
ما علمته أنه تم إعداد نواب تنسيقية شباب الأحزاب بعد نجاحهم فى الانتخابات وتدريبهم على استخدام الأدوات الرقابية وكيفية إعداد مشروعات القوانين ومناقشتها ودراسة لائحة البرلمان وصولاً حتى إلى الإلمام بالأعراف والتقاليد البرلمانية وكيفية مراعاتها..
فى رأيى أن هؤلاء الشباب أمامهم تحدٍ تاريخى قد يكون حجر أساس لزيادة فرص تمكين الشباب بشكل أوسع مستقبلاً، وأبرز محطات هذا التحدى هو قدرتهم على الانتقال الفكرى بين أمس واليوم، فالأمس كان طموحهم شخصياً، أما اليوم فطموحهم جمعى يجب أن يقوم على فكرة العمل معاً ككتلة حتى يظهر أداؤهم داخل البرلمان، بالأمس كانوا كوادر فى مرحلة الإعداد، أما اليوم فهم نواب لهم سلطات رقابية وتشريعية تستطيع أن تدفع العمل داخل الدولة لمسافات أبعد من الإنجاز والبناء.
وجدت لزاماً علىّ أن يعرف جموع المصريين أكثر عن هذا الكيان وهؤلاء الشباب الذين يمارسون السياسة بمفهوم جديد، ويتابعوهم وهم نواب يليقون بمصر الحديثة التى يعمل على بنائها رئيس نثق فيه..