«قهوة المعز» مشروع «المهندس محمود» لمحاربة البطالة بعد كورونا: كله شغل

«قهوة المعز» مشروع «المهندس محمود» لمحاربة البطالة بعد كورونا: كله شغل
- الفيوم
- عربة قهوة
- قهوة
- قهوة المعز
- البطالة
- مشروع صغير
- مهندس جودة
- الفيوم
- عربة قهوة
- قهوة
- قهوة المعز
- البطالة
- مشروع صغير
- مهندس جودة
عربة خشبية بتصميم مميز وإضاءة خافتة تفوح منها رائحة قهوة مميزة تجذبك فتأخذك قدميك طوعًا إليها، لتجد دائرة مُضيئة فوق العربة تحمل اسم «قهوة المُعز»، لتكتشف أن الاسم وشكل الديكور، فضلا عن رائحة القهوة المميزة، هم سر نجاح هذا المشروع الصغير.
«كنكة» من القهوة مدفونة في الرمال تستوي على مهل، إثر انبعاث الحرارة من الرمال بدلا من حرارة النار، ما يضيف نكهة ومذاقا رائعين لقهوة «المعز».
ورغم صغر حجم «العربة» إلا أنّ صاحبها اهتم بنظافتها وجمالها، حيث أسس حوض بصنبور صغير في زاوية العربة اليمنى لغسل «الكنك» أولًا بأول، بالإضافة إلى زجاجات المياه المعدنية الكبيرة التي يستخدمها صانع القهوة.
فكرة متميزة لمعت في رأس المهندس محمود شريف محمد، حيث قرر محاربة البطالة بعربة القهوة، بعدما فشل في العثور على فرصة عمل، وتم تسريحه عدة مرات من عمله في الكثير من الكافيهات والمقاهي بالفيوم، بسبب تقليل العمالة، جراء عملهم بشكل جزئي، في إطار الإجراءات الاحترازية لمواجهة فيروس كورونا المُستجد.
وقال المُهندس محمود في تصريحات خاصة لـ«الوطن» إنّه عمل كمهندس جودة لفترة طويلة في إحدى الشركات الكبرى، وناداه الواجب الوطني، فترك عمله وتقدّم فورًا لأداء الخدمة العسكرية، وعندما قضاها لم يجد فرصة عمل خصوصًا في ظل وجود فيروس «كورونا» المستجد، وفشل في العودة لعمله كمهندس جودة مرة أخرى فعمل في العديد من الكافيهات والمقاهي المختلفة.
وأشار إلى أنّه تميز في صناعة القهوة، ففكر في عمل «عربة قهوة» وتقدّم بطلب للدكتور أحمد الأنصاري، محافظ الفيوم، بفكرته فحوّل طلبه إلى مجلس مدينة الفيوم، فاستبشر خيرًا، وبينما كان يسعى لإنهاء التراخيص منذ شهر ونصف، سافر إلى القاهرة وصنع «العربة» وعاد بها وكان يضعها في «جراج» لمدة شهر، ولكن طالت مدة إنهاء التراخيص ولم يعد قادرًا على دفع الإيجار، فخرج بها إلى الشارع منذ أسبوع.
وكشف «محمود» أنّه بدأ العمل ولم يكن يتوقع ذلك الإقبال الكبير عليه، رغم أنّه يقدم القهوة فقط، لكنه يقدم أنواعًا مختلفة منها تتراوح أسعارها من 5 جنيهات وحتى 15 جنيهًا، وأغلاها القهوة بالنوتيلا و«قهوة المُعز» التي اخترعها بنفسه، وتتكون من القهوة والحليب والنوتيلا والمكسرات، وهي أكثر أنواع القهوة التي حققت إقبالًا كبيرًا، موضحًا أنّ هناك من يأخذ القهوة «تيك أواي» ويغادر ليشربها في سيارته وآخرون يقفون بجواره ليتناولوها بينما يشاهدونه خلال صنع القهوة.
وأكد أنّ تميزه، جعل الجميع يأتون إليه من كل حدب وصوب، حيث إنّه لا يُعد القهوة فوق النيران، ولكن يعدها في الرمال، حيث يقوم بعمل القهوة بالسكر المطلوب للزبون ثم يضع الكنكة في الرمال الساخنة، بفعل نيران خافتة أسفلها، ويدفن ثلثي الكنكنة فيها بينما يظل الثلث الأعلى منها في الهواء حتى الغليان، ثم يصبها في أكواب ورقية مخصصة للقهوة، ويُقدمها للزبون، مُشددًا على أنّ الرمال تُعطي نكهة ومذاقا خاصا للقهوة، كما تعمل على تسويتها جيدًا دون أن يختفي «الوش» ولكن بالعكس يكون أكثر كثافة.
ولفت إلى أنّه يشتري حبوب القهوة خضراء من أحد المستوردين، ثم يقوم بتحميصها وطحنها وتحويجها بنفسه، ليُعطي النكهات المميزة الخاصة به، كاشفًا أنّه تعرض للتنمر كونه مهندس ويعمل صانع قهوة، ولكنه لا يلتفت لهذا التنمر، فهو شاب يبحث عن لقمة العيش بالحلال، خصوصًا أنّه في عمر الخطوبة والزواج، وإذا جلس دون عمل لن يفعل شيئًا، فاشترك هو وشقيقه في تلك العربة.
وطالب «محمود» الدكتور أحمد الأنصاري، محافظ الفيوم، بالتدخل لمساعدته بسرعة إنهاء التراخيص الخاصة بالمشروع الخاص به، خصوصا أنه سمع عن حب المحافظ لمساعدة الشباب، موضحا أنّه يريد أن يعمل بشكل قانوني وليس خائفًا من إزالة مشروعه في أي وقت، خصوصًا أنّه يقف في أحد جوانب الشارع ويهتم بنظافة المكان حوله ولا يتسبب في تعطيل الشارع بأي شكل من الأشكال.