بسبب «الفلوس».. أزمة بين أم كلثوم والشيخ زكريا أحمد وصلت لـ«المحاكم»

بسبب «الفلوس».. أزمة بين أم كلثوم والشيخ زكريا أحمد وصلت لـ«المحاكم»
«نظرة وكنت أحسبها سلام وتمر أوام.. أتاري فيها وعود وصدود وآلالام.. وعود لا تصدق ولا تنصان.. عهود مع اللي مالوهش أمان»، من أشهر أغنيات أم كلثوم التي جمعت بين الملحن الشيخ زكريا أحمد، والشاعر بيرم التونسي، وحققت نجاحًا كبيرًا، لتصبح أغنية «هو صحيح الهوى غلاب» إحدى علامات كوكب الشرق في القرن الماضي، والتي جاءت بعد الأزمة التي وقعت بين «الست» و«الشيخ زكريا» ووصلت إلى ساحة القضاء المصري.
قبل نهاية أربعينيات القرن الماضي دب خلاف بين أم كلثوم، والشيخ زكريا أحمد الذي ولد في مثل هذا اليوم 6 يناير عام 1896، وذلك بسبب اعتراض «الشيخ» على تقاضي كوكب الشرق أموالًا نظير إذاعة أغنياتها بالإذاعة المصرية، الأمر الذي جعله يطلب الحصول على نسبة من إذاعة أغنياته التي قام بتلحينها في إطار حقوق الملكية، وهو المطلب الذي لم يلق استحسانًا لدى أم كلثوم، ورفضت منحه أي نسبة من إذاعة هذه الأغنيات.
رفض أم كلثوم، جعلت الشيخ زكريا أحمد، غاضبًا من طريقة التعامل معه ومن رفض الإذاعة منحه نسبة بزعم أنه تنازل لـ«الست» عن حقوق هذه الألحان، الأمر الذي أكد عدم صحته وأنه لم يتنازل لها عن حقوقه فيما يقدمه لها من ألحان، واضطر«الشيخ» أن يلجأ للقضاء المصري.
ضجة شديدة في الشارع المصري والعربي وقعت إزاء قيام الشيخ زكريا، برفع دعوى قضائية ضد أم كلثوم التي طالما تغنت من ألحانه وأسعدت الملايين، وأصبح الأمر حديث الصحافة، واستغرق الخلاف بين «الشيخ» و«الست» مايزيد عن 12 عامًا، وفشلت كل محاولات الصلح بينهما وإزالة أي حواجز في علاقتيهما.
في بداية الستينيات من القرن الماضي، ووسط حضور مكثف من المواطنين وعشاق أم كلثوم والشيخ زكريا، تدخل القاضي خلال نظر القضية التي أقامها «الشيخ» ضد كوكب الشرق، وهو المشهد الذي جسدته الفنانة صابرين التي أدت شخصية أم كلثوم، والفنان محمد كامل الذي قام بدور زكريا أحمد، خلال أحداث مسلسل «أم كلثوم» للكاتب محفوظ عبدالرحمن، وإخراج إنعام محمد علي، بمحاولة الصلح بينهما، وأن الجميع يتمنى عودة أم كلثوم للغناء على نغمات الشيخ زكريا.
ونجح القاضي بعد ساعات من التشاور والكلام، في الصلح بين أم كلثوم، والشيخ زكريا أحمد، واتفقا على شكل التعاون بينهما فيما يخص أجر الشيخ، ليقدما سويًا أغنية «الهوى غلاب» ليرحل الشيخ زكريا عام 1961، قبل حصد ثمار التعاون الجديد بعد إنهاء الخلاف الذي استمر لسنوات.