نقص الأكسجين سلاح يهدد حياة مرضى «كورونا»: «رحلة بحث تنتهي بالموت»

نقص الأكسجين سلاح يهدد حياة مرضى «كورونا»: «رحلة بحث تنتهي بالموت»
- كفر الشيخ
- وزارة الصحة
- نقص الأكسجين الطبي
- مستشفى الحسينية
- كارثة نقص الأكسجين
- كروونا
- مصابو كورونا
- كفر الشيخ
- وزارة الصحة
- نقص الأكسجين الطبي
- مستشفى الحسينية
- كارثة نقص الأكسجين
- كروونا
- مصابو كورونا
«نقص الأكسجين»، عبارة أصبحت مشتركة مع كارثة مستشفيي زفتى بالغربية والحسينية بالشرقية، حيث أشارت أصابع الاتهام إلى ذلك «الغاز الصامت»، بأنه السبب في وفاة عدد من مرضى فيروس كورونا المحجوزين في الرعاية المركزة بالمستشفيين، وفي المرتين برأ المسؤولون الأكسجين.
ومع تزايد حالات الطلب عليه خلال الأيام الماضية، اشتكى المواطنون من نقص الاسطوانات في السوق، ما جعل البعض يرفع الأسعار بشكل مبالغ فيه، ولم يجد العديد من المرضى المعزولين منزلياً، أسطوانات الأكسجين، ما جعل حياتهم مهددة وفي خطر، حتى أن البعض منهم توفى في رحلة البحث عنه.
لم يتخيل «ع. ا»، أنه سيفقد والدته، السيدة «أمينة.ا» التي كانت تبلغ من العمر 67 عاماً، والتي حُجزت منزلياً عقب إصابتها بفيروس كورونا، بعد أن توفيت خلال رحلة البحث عن اسطوانات أكسجين، لتلقى ربها دون وداع أحبتها، ليتحول منزلها إلى صراخ وعويل، وفق نجلها، «أصيبت والدتي بفيروس كورونا، وأثبتت التحاليل والأشعات أنها مُصابة، وسرعان ما تدهورت حالتها بسبب إصابتها بالسكر، عزلناها منزلياً، لاستقرار حالتها في البداية، لكن في ساعات معدودة تدهورت الحال وقلت نسبة الأكسجين في الدم، ما جعلنا نبحث في اتجاهين، الأول في مستشفيات كفر الشيخ، عن سرير في غرفة رعاية مركزة، والثاني عن اسطوانات أكسجين، لكننا فقدناها في رحلة البحث عن السرير والأكسجين».
منذ قرابة الـ15 يوماً، كشفت الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة، عن وصول معدل الاستهلاك اليومي للأكسجين السائل في المستشفيات، لـ« نصف مليون لتر يومياً»، مؤكدة أن معدل الاستهلاك اليومي للأكسجين، ارتفع من 400 ألف لتر إلى 500 ألف لتر، وتم العمل على توفير هذا الفارق، مع توافر زيادة في الإنتاجية بمعدل 70 ألف لتر يومياً كاحتياطي للمرحلة القادمة.
مدير مستشفى:« اللي عنده إسطوانات يجيبها احنا محتاجينها»
وعلى الرغم من تصريحات وزيرة الصحة، إلا أن بعض المستشفيات ما زالت تعاني من نقص إسطوانات الأكسجين، خاصة المستشفيات التي تعمل بنظام الإسطوانات وليس« الشبكات»، وهو ما يسبب مشكلة كبيرة ويهدد حياة المرضى داخلها، فضلاً عن تهديد حياة المعزولين منزلياً.
«أي حد متوفر لديه أسطوانات أكسجين لمدة ساعة، المستشفى في احتياج ضروري»، تلك الكلمات المقتضبة دًونها الدكتور أحمد مصباح، مدير مستشفى الحامول المركزي في محافظة كفر الشيخ، على صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي« فيس بوك»، والتي أكدت احتياج المستشفى لاسطوانات أكسجين للمرضى المحجوزين به، ولم تكن هذه المرة الأولى التي يناشد فيها «مصباح» الأهالي للمساهمة في توفير الأكسجين، فوفق مصدر، فالمستشفى يعتمد على نحو 80 اسطوانة أكسجين تبرع بها الأهالي لإنقاذ المرضى، وذلك خارج حصتهم من مديرية الشئون الصحية.
لم تمر ساعة وتراجع «مصباح» عن منشوره، عقب علم مديرية الشئون الصحية، حيث أكد مصدر مسؤول لـ« الوطن»، أن المستشفى يعمل بالاسطوانات وأنها متوفرة وجار ملئها بالأكسجين عبر سيارة المديرية، مؤكداً أن رصيد المستشفى من الأكسجين متوفر، «مستشفى الحامول يعمل بالاسطوانات، وفيه عدد كاف، وفيه اسطوانات متوفرة وتم ملئها عن طريق عربية المديرية وجار ملء اسطوانات أخرى، والرصيد متوافر وفق إدارة الصيدلة».
وعاد مدير المستشفى مدوناً منشوراً آخر«شكرا لكل من ساهم معنا ف حل مشكلة الأكسجين وكانت مشكلة عابرة وتم وصول سيارة الأكسجين التابعة للمستشفى محملة باسطوانات الأكسجين والمرضى جميعهم بخير الحمد لله».
ويتراوح مستوى الأكسجين الطبيعي في الدم بين 75 و100 ملم من الزئبق، ويعتبر مستوى الأكسجين في الدم أقل من 60 ملم زئبق منخفضًا، ويتطلب وضع المريض على جهاز تنفس، حيث أنه مع انخفاض الأكسجين، يتعرض القلب والدماغ وعدد من الأعضاء الحيوية الأخرى للخطر، وعادة ما يفقد المرضى وعيهم عند انخفاض نسبة التشبع بالأكسجين أو يموت.
رحلة بحث الأهالي عن أسطوانات أكسجين، دفعت بعض الجمعيات الخيرية لإطلاق مبادرات لشراء الاسطوانات لإنقاذ حياة المرضى، لكن حتى القائمين على تلك المبادرات يعانون من عدم وجوده في السوق، «مش لاقين اسطوانات أكسجين، وناشدنا المحافظ عبر طلب رسمي، بسرعة التواصل مع مصانع الإنتاج وتوريد كمية لكفر الشيخ»، بهذه العبارات ناشد علاء مرزوق، أحد القائمين على مبادرة شراء اسطوانات الأكسجين وتوزيعها مجاناً على المعزولين منزلياً، لكن دون مجيب.
مواطنون: «مش لاقين الأكسجين بقى زي الأفيون»
لم يكن «علاء» وحده الذي أراد إنقاذ المرضى ووجد صعوبة، فهناك العشرات من المواطنين فقدوا حياتهم أو تدهورت حالتهم الصحية بسبب عدم وجود الأكسجين، من بينهم « متولي.م»، الذي توفي في رحلة البحث عن اسطوانة أكسجين وفق نجله «صبري»، «أبويا مات بعد نزول الأكسجين لأقل من 50 ملم زئبق، كان معزول في البيت، وتدهورت حالته، والطبيب نصحنا بالبحث عن اسطوانات أكسجين، وملقناش فتوفى، الأكسجين بقة زي الأفيون، وبعد وفاته قدرنا نشتري اسطوانة وبنوزعها على المرضى المحتاجين لها مجاناً كصدقة جارية».
ووفق تصريحات وزيرة الصحة، فإنه جرى التعاقد مع عدد من الشركات المنتجة له لإمداد المستشفيات به على مستوى الجمهورية، كما أنه يتم العمل على زيادة السعات التخزينية للأكسجين، والتنسيق مع الشركات لتوفير طريقة نقل مناسبة عن طريق سيارات أكسجين متنقلة بالمحافظات، مشيرة إلى أنه يتم العمل على رفع كفاءة شبكات الغازات ومراجعتها بمختلف مستشفيات العزل، والحميات، والصدر، والمستشفيات العلاجية.
فيما أكد الدكتور محمد إسماعيل، رئيس شعبة المستلزمات الطبية، أنه لا يوجد أي نقص في أنابيب الأكسجين في المستشفيات الحكومية والجامعية كما تم إشاعته على بعض الحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، مشيرا إلى أنها متاحة أيضا للبيع في محلات مخصصة لها في منطقة قصر العيني، وكذلك يوجد 100 محل في منطقة العباسية، و200 محل في منطقة شبرا الخيمة.
وأضاف رئيس شعبة المستلزمات الطبية، خلال مداخلة هاتفية في برنامج «اليوم» المذاع على فضائية «dmc»، أن الأنابيب يجب تركيبها عن طريق طبيب متخصص أو فني لأن استخدامها بشكل خاطئ يؤذي الشخص، مشيرا إلى أنه يوجد مؤشر يحدد نسبة الأكسجين التي يحتاجها المريض وهذا يحتاج إلى مهارة فائقة.
وبرغم كل هذه التصريحات الرسمية، إلا أن الأهالي يآملون في أن يتم توفير اسطوانات الأكسجين لمرضاهم، وأن يتم تنفيذ حملات على التجار لضبط الأسعار، بعد ارتفاعها بشكل جنوني.
وأطلق مجموعة شباب الأطباء بمحافظة كفر الشيخ، أطلقوا مبادرتي« إنجاز وأمل» في قريتي الخادمية ودقميرة، لعلاج ورعاية مصابي كورونا المعزولين منزلياً، وتوفير أسطوانات أكسجين وأدوية وعلاج ومستلزمات طبية للمصابين مجاناً، عن طريق التعاون مع بعض الجمعيات الخيرية بنطاق القريتين والقرى المجاورة لها، انطلاقاً من دورهم الخدمي تجاه أهاليهم.