بروفايل| نبيل العربى انسحاب الدبلوماسى

بروفايل| نبيل العربى انسحاب الدبلوماسى
جاء مع انطلاق ما سمى بثورات «الربيع العربى»، فاستبشر العرب به خيراً، لكن بعد مرور 3 أعوام على توليه منصبه الحالى كأمين عام لجامعة الدول العربية، لم تفلح جهوده فى حل الأزمات التى تفاقمت خلال هذه المرحلة الصعبة من تاريخ الأمة العربية، فالأزمة السورية لا تزال مشتعلة يمتد لهيبها إلى دول الجوار السورى، وغياب الدولة يستمر فى ليبيا، وسط صراع سياسى وعمليات إرهابية فى لبنان والعراق واليمن، انتهى بانتصار الإرهاب.
على الرغم من تلك الإخفاقات المتتالية للنظام العربى ومنظمته «العجوز»، حاول الدكتور نبيل العربى، الأمين العام للجامعة العربية محاربة الواقع العربى البائس بسلاح يجيد استخدامه، وهو القانون الدولى، الذى برع فيه منذ تخرجه فى كلية الحقوق عام 1955، وحقق فيه انتصاراً تلو الآخر خلال ترؤسه وفد مصر فى مفاوضات استعادة طابا لمصر،كما كان له جهد كبير بالتعاون مع الدبلوماسية الفلسطينية والعربية من أجل قبول فلسطين كدولة مراقب غير عضو بالأمم المتحدة فى 29 نوفمبر 2012. لكن هذا الانتصار الدبلوماسى الكبير للشعب الفلسطينى، لم يسانده موقف عربى على نفس المستوى، خاصة أن الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى كانا قد أعلنا عن مهلة للمفاوضات، وانتهت هذه المهلة دون الاتفاق على شىء، ومن هنا بدأ التصعيد الإسرائيلى، فحاول الأمين العام الخروج بأى جديد لدعم الشعب الفلسطينى، خاصة خلال القمة العربية الأخيرة التى انعقدت فى دولة الكويت خلال مارس الماضى، لكن القمة لم تأت بجديد، سوى بيان من بيانات «الشجب» و«التنديد» و«الإدانة» و«تحميل المسئولية» و«دعوة مجلس الأمن والمجتمع الدولى للتدخل»، فترددت أنباء عن أنه قرر الاستقالة، احتجاجاً على السياسات الإسرائيلية وعدم استجابتها لنداءات السلام العربية على أسس «الشرعية الدولية» و«المرجعيات» و«الاتفاقيات» و«قرارات مجلس الأمن» و«حدود الرابع من يونيو 1967»، و«المبادرة العربية»، وظهر نبأ الاستقالة خلال شهر أبريل الماضى أى بعد أيام من انعقاد القمة التى لم تقدم جديداً، ثم سارعت الجامعة العربية إلى نفى نبأ الاستقالة. اضطربت الأوضاع خلال الشهور الأخيرة إلى أن وصلت ذروتها بالهجوم الإسرائيلى العدوانى الذى يتجسد به كل صور إرهاب الدولة، فلم يدع «العربى» كعادة الجامعة العربية إلى عقد اجتماع طارئ للجامعة وكأنه يئس من حال العرب، واكتفى باجتماع منظمة التعاون الإسلامى الذى انعقد مؤخراً فى جدة؛ لينسحب تماماً من المشهد الفلسطينى، وتبقى «استقالته» الفعلية تنتظر الإعلان عنها، بعد أن أعلن أكثر من مرة أنه لا يملك سوى «الدبلوماسية الهادئة»، وليس لدى منظمته «جيش» يمكن أن يتدخل به لحسم قضية أو نصرة مظلوم.